حلم طفولي يصحو كل يوم مع بزوغ الفجر وتمدد اشعة الشمس فوق وجنتي السماء,, حلم طفولي يرتقب يوم العيد بلهفة كانت ومازالت حبيبتي وفلذة كبدي,, عمر طفولي لم يبلغ التاسعة بعد,,منذ لحظات كانت نائمة معي بعد سهر باللعب البريء مع اقرانها,, لم تعلم بأنها كانت على موعد مع الوقت وبعد ان تشرق الشمس وترتفع في كبد السماء بنيتي,, خرجت للعب بعد وعد منك ألا تتأخري,, ولكن جاء الاطفال ظهر ذلك اليوم بينما كنت ارقب بعيني اطلالتك,, لم أجدك,, بحثت في وجوه من حولي بأسئلة علني اجد اجابة مشفية اين,,؟ لم يأتني جواب يشفي تساؤلي,, بدأت بالقلق عليك,, جاءني خبر من اعمامك بأنك فقدت ولا يوجد لك اثر اعذريني بنيتي,, لم اسمع صرخاتك المستغيثة داخل تلك المياه,, لم اسمع صرخاتك التي تطلب الحياة مقاومة منك لا تجدي داخل مياه ظالمة,, نسيت بأن لك أبا وأما تقطع نياط قلبها عليك,, نسيت بأنك مازلت طفلة تعزف نغم عمرها على اوتار حياتي,, نسيت بأنك طفلة تنتظر يوم العيد بفارغ الصبر لكي تلبسي ذلك الفستان الذي نطل عليه كل يوم,يوم رحيلك,, شحبت الاشجار وبكت الاوراق,, الكل بكى عليك حتى فستان العيد الذي اصر على ان يكون اسيراً لذلك الدولاب منتظرا يوما ما اطلالتك المشرقة.
بنيتي,, شهدت شمس ذلك اليوم وعند الغروب رحيلك المر,, سأصبح اسيرة لذكراك فكل زاوية من المنزل تعبق برائحتك.
تتخبط بي الدروب كلما خرجت من باب منزلي أتعلمين لماذا؟ لانني ارى امامي تلك الحفرة الملطخة بمياه الجريمة تلك الحفرة التي زلت بقدميك لتدفنك داخلها.
بنيتي,, ابى قلب امك ان يدخل مكانا كنت تنامين فيه,, ففراشك الذي ازحته بيديك الصغيرتين مازال هناك محتفظا بوداعك الاخير,, (ومريولك),, ودفاترك آه,, كم صرخات بداخلي تناديك صرخات اريد ان اطلقها في الفضاء, وعدتني ألا تتأخري ولكن تأخرت وللأبد,.
ليلى المنيع
|