| مقـالات
لفت نظري في عدد جريدة الرياض الصادر يوم الاثنين 5/1/1421ه وعلى صفحتها 43 وعلى موقعين متلاصقين تماماً خبر وإعلان، فاما الخبر فيتحدث عن توقف مجلة لايف الأمريكية عن الصدور بعد حوالي الشهر من تاريخ نشر الخبر,, وهذه المجلة هي من أوائل المجلات المصورة الصادرة في العالم وكانت لها شهرة عالمية وكان توزيعها أيضا كبير جداً ونتيجة لذلك كان اقبال المعلنين عليها يوفر لها دخلاً كبيراً ويمكنها من مواصلة الصدور واستمرارية التطوير في المحتوى وفي الشكل.
عام 1972م لم تستطع هذه المجلة الأسبوعية مواصلة المنافسة وخصوصاً امام التلفزيون المصور والملون ولذا توقفت لأول مرة ثم عاودت الصدور بعد ذلك التاريخ بحوالي ست سنوات وصدرت بشكل شهري بعد أن كانت دورتها أسبوعية.
وها هي اليوم تعلن استسلامها وتتوقف ولكن هذه المرة وعدت المتابعين لها بمعاودة الصدور بشكل سنوي تقريباً لتغطية بعض الأحداث الهامة من خلال ما تنشره من صور.
مجلة لايف تصدر عن مجموعة تايم وعلل المسؤولون فيها سبب التوقف الثاني بانخفاض التوزيع وتراجع العائدات الإعلانية,, وقد أوضح أحد المسؤولين فيها أن معظم المجلات الإخبارية غير المتخصصة والتي لا تملك عائدات إعلانية كافية تعاني اليوم من أزمات خانقة وقد أوضحت الأرقام أن عائدات لايف الإعلانية انخفضت في عام 1999م حوالي 9% مقارنة بعائداتها في عامها المالي السابق 1998م.
هذا خبر عن وفاة صحيفة من الصحافة التقليدية الورقية اما إعلان الولادة والذي كان مجاوراً لخبر الوفاة فكان عن صدور صحيفة الكترونية جديدة تبث من خلال الشبكة العالمية الإنترنت.
ترى هل هذا الخبر وذلك الإعلان هو بداية لحلول الصحافة الإلكترونية محل الصحافة التقليدية,, وهل وجود الإنترنت سيلغي اعتماد الاجيال القادمة على الورق كطريقة للحصول على الصحف والمجلات.
المعروف ان وسائل الإعلام وعبر تاريخها لا تلغي بعضها بعضاً بل هي تدعم بعضها,, المتوقع الآن ان لا تلغي الإنترنت الصحافة ولكنها قد تلغي الطريقة المتبعة في العالم لنشر الصحف والمجلات من خلال الورق,, بحيث تعتمد الأجيال القادمة على الحاسوب وعلى الهاتف الجوال لمتابعة الصحف الجرائد والمجلات .
الإنترنت دخلت الآن كمنافس للكثير من الوسائل الإعلامية في مجال الإعلان حيث توجه بعض غير قليل من المعلنين إلى الإنترنت بدلاً من الإعلان في الصحف وفي الإذاعتين المسموعة والمرئية.
وتوجه المعلنين إلى الإنترنت أثّر بدوره وسوف يؤثر بشكل أكبر على العائدات الإعلانية للصحافة التقليدية ومعروف ان العائدات الإعلانية تشكل العمود الفقري لوسائل الإعلام وانخفاض هذه العائدات سوف يؤدي أولا إلى تقليل عدد الصفحات ثم التحول من يومي إلى أسبوعي ثم إلى شهري وأخيراً إلى سنوي كما حدث مع لايف .
اعتقد أن الحل الوحيد الناجح هو الدخول مبكراً إلى عالم الصحافة الإلكترونية من خلال استحداث موقع على الشبكة العالمية بل ان خطوة مؤسسة الجزيرة بالدخول إلى هذه الشبكة العالمية من خلال تقديم الخدمة عبر صحف تعتبر خطوة رائدة للمؤسسات الصحفية السعودية ولصناعة الصحافة العربية بشكل عام.
|
|
|
|
|