| منوعـات
* هانوفر د,ب,أ
في محاولة للتوصل لوسائل اكثر توافقا مع المعايير الصحية في مجال تربية الدواجن، يعكف فريق من العلماء الالمان حاليا على مراقبة 500 دجاجة بمزرعة في شمالي المانيا.
مزرعة الدجاج الموجودة في كلية الطب البيطري بهانوفر تعتبر مزرعة تجريبية , وترمي الدراسة التي تجرى عليها الى الوقوف على الظروف التي تجعل الدجاج يعيش فترة اطول وينتج عددا اكبر من البيض.
وتأتي الجدية التي تتميز بها تلك التجربة من تعرض قطاع الزراعة في اوروبا في السنوات الاخيرة لسلسلة من الفضائح من جراء اكتشاف حالات اصابة بتسمم مادة الديوكسين والسالمونيلا وثبوت ارتباط معدلات الكوليسترول المرتفعة بأكل الكثير من البيض.
وبدا وكأن الهجوم الحاد الذي تعرض له قطاع الزراعة للاسباب السابقة لم يكن كافيا، اذ تلقى ايضا ضربة اخرى تمثلت في حكم صدر عن محكمة دستورية المانية يقضي بأن حبس الدجاج في اقفاص ضيقة للغاية يعد انتهاكا للقوانين الاساسية.
من هنا جاءت مبادرة مشروع هانوفر البحثي الذي يشترك فيه 30 عالما ويرمي لاكتشاف الظروف الافضل لمعيشة الدجاج وافضل طرق لوضعها في الاقفاص التي تبقي على الدجاج حيا لاطول فترة ممكنة.
تجري الدراسة على 4,500 دجاجة تتشابه من حيث النوع والعمر، وقسمت الى ثلاث مجموعات بهدف ملاحظة التغيرات التي تطرأ على عادات افراد كل مجموعة وفقا للظروف المعيشية, وأودعت المجموعة الاولى في اقفاص عادية صغيرة والثانية في اقفاص اكبر حجما والثالثة في حظائر واسعة محاطة بسياج.
وتقول جوديث ماكاليستر المنسقة الاميركية لمعرض اكسبو 2000 العالمي:
اننا نريد ايجاد استراتيجيات جديدة لحماية الحيوانات وتربية الحيوانات الداجنة على ان تكون قابلة للتطبيق مستقبلا .
وتضيف يعني هذا ايجاد سبل ليس من شأنها ارضاء المجتمعات الاوروبية فحسب بل والمخاوف البيئية والاستهلاكية .
وتؤكد ماكاليستر، التي ولدت بولاية آركانسو الامريكية وامضت 30 عاما تعمل في المانيا، على ضرورة تهدئة مخاوف المستهلكين ازاء صحة الحيوانات ونظم تكثيف الانتاجية المتبعة في تربية الحيوانات الداجنة.
وتنبه الى انه لو لم يتحقق ذلك، سيحجم المستهلكون عن شراء منتجات المانيا وغيرها من البلدان الاوروبية اذا ما شعروا بأن تلك المنتجات لا تراعي المعايير البيئية والحيوانية .
وتحذر من ان نتيجة ذلك قد تتمثل في ان يتم تسويق تلك المنتجات في بلدان اخرى لا تولي الكثير من الاهتمام لتلك المعايير التي تعد هامة بالنسبة للمستهلكين الاوروبيين.
وهناك اهتمام خاص في المزرعة النموذجية بارضاء المستهلكين من حيث النواحي البيئية ومراعاة مصلحة الحيوانات, وتقول ماكاليستر نأمل ان يستمع المستهلكون في نهاية المطاف لصوت المنطق العلمي,, غير انه لا يمكنك ان تكون متأكدا في هذه الايام .
يضم فريق العلماء المشرفين على الدراسة باحثين من اربعة معاهد بحثية متخصصة في مجال العلوم الزراعية والبيطرية في شمالي المانيا, ويطلق الباحثون على مشروعهم اسماً طويلاً بعض الشيء هو التوافق البيئي وصحة الدجاج البياض اتجاهات مستدامة في تربية الدجاج البياض .
وتقرر ضم المشروع الى الاسهام الالماني العلمي في معرض اكسبو 2000 العالمي، وسيعقد الباحثون على هامش المعرض سلسلة من حلقات العمل الدولية حول مسائل زراعية وحيوانية.
اضافة لما سبق، تقرر تنظيم عدد من المحاضرات والجولات وغير ذلك من الفعاليات في مقر التدريس والبحث الخاص بالمشروع والذي يبعد عن مدينة هانوفر بنحو 15 كيلو متر.
وتقول ماكاليستر ان المعهد يأمل في تقديم تقييم سليم من الناحية العلمية حول الانتاج الحيواني في المستقبل للحكومات الصانعة للسياسة في وقت لاحق من العام المالي.
وتظهر الدراسات ان بيضة الدجاجة المتواضعة لا تزال تحقق افضل ارقام المبيعات وان مليارات البيض تلتهم يوميا, وتشير الاحصاءات الى انه إبان الحرب العالمية الثانية كانت هناك 525 مليون دجاجة في المزارع الامريكية وحدها، وهو رقم واصل ارتفاعه منذ ذلك الحين.
وكان هذا الانتاج الوفير من البيض فضلا عن الانتاج الغزير من منتجات زراعية اخرى هو ما مكن الولايات المتحدة من اطعام بريطانيا وغيرها من المناطق التي امتدت لها نيران الحرب ما بين عامي 1939 و 1945 علاوة على شحن كميات هائلة من تلك المنتجات الى بلدان اجنبية للوفاء بحاجات عمليات الاغاثة التي نفذتها بعد انتهاء الحرب.
|
|
|
|
|