| محليــات
فقد الاعلام السعودي واكاديميوه وطلابه يوم امس واحدا من الاركان المخضرمين المؤهلين فكرا وممارسة وثقافة، ومن أبرز رجالاته تواضعا وبساطة.
قد اكون آخر من سأل عنه، في لحظة تعد من لحظات الايحاء، بعد دقائق من خروجه الذي لم يعد بعده الى المنزل، لاطمئن على تلقيه نسخة من اصداري الجديد، لكنني كنت من أواخر من تحدث اليه، ومن اواخر من تلقى اكرامه وضيافته في منزله بطيبة الطاهرة، عندما شاركنا معا في مناقشة رسالة للدكتوراه في الاعلام مؤخرا.
لم تكن تلك الصلة الحميمة وليدة مصلحة، فلقد فرقتنا الايام كل في اتجاه، لكن ما تبقى كان اقوى واصدق مما كان يتم في المكاتب والرسميات، فلقد عرفته وزاملته بعد فترة وجيزة سبقته فيها الى مهنة الاعلام، ثم ترافقنا في مشوار متواز في اذاعة الرياض، ثم تلفزيون الرياض ، ثم الدراسة، ثم التدريس في قسم الاعلام.
كان زملاء المهنة من اعلاميين وأساتذة او طلاب، ينجذبون اليه ويرتاحون لصحبته، ويحبون تعليقاته، ويحتفظون له بمشاعر يمتزج فيها الاحترام مع التقدير لكفاءته ومواهبه، مع الاشفاق عليه لافراطه في النظرة الى الامور نظرة متبسطة، تفتقر الى الطموح والمنافسة، رغم تعدد قدراته وتنوع ثقافته.
وقبل خمسة عشر عاما اراد ان يرتاح، وان يخلد الى معاش يكفيه قدر حاجته، وان ينعم بإقامة في اكرم جوار، في عودة الى مسقط رأسه، وعلى مقربة من أهله وذويه، فاختار ان ينتقل الى كلية الدعوة والاعلام في المدينة المنورة، بعيدا عن اضواء المهنة ومنافسات المنصب، وحزازات الوظيفة، وهي امور كانت تعكس طبيعة شخصيته، وتصور طريقته في حياته، وتتفق مع فلسفته واسلوب تفكيره، منذ ان عرفناه.
ومع ذلك، فان كثيراً من محبيه لم ينسوه، ظلوا يسألون عنه، يحفزونه على المشاركة والانتاج، لانه كان اعلاميا من نسيج خاص، يجمع بين العمق في التفكير، والرصانة في الكلمة، والقوة في اللغة، والصوت المطرب الاخاذ.
لكل اجل كتاب، والعزاء لاولاده ووالدتهم، ولذويه ولكل من عرفه وأحبه، وهي كلمة لاتفيه حقه، لكنها تستجيب للمفاجأة، وطابت إقامتك أبا أيمن في أنعم جوار وأكرم دار.
|
|
|
|
|