| الثقافية
أربعة أشهر مرت على مدينة الرياض عاصمة العرب الثقافية دون ان يقدم فيها عرض مسرحي باستثناء العروض التي قدمت في مسرح الجنادرية وهذه تعد احدى فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة تقدم كل عام، وكذلك العروض المسرحية التي تقدمها جامعة الملك سعود والتي تعد كنشاط طلابي في ختام الانشطة السنوية اللا منهجية وهذه ايضا تقدم كل عام، غير ذلك لا نجد هنالك عروضا مسرحية وهذا يدفعنا للسؤال عن وضع المسرح في المملكة، نعلم ان هنالك جهات محدودة مطالبة بالاشراف وتقديم العروض المسرحية، وهنا الانظار تتجه الى الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون كجهة معنية بالمسرح، للأسف لم نجد اية مبادرة لعرض مسرحي في مدينة الرياض، قال لي بعض الأصدقاء ان الكتابة عن المسرح تتسم بشيء من الحساسية لاسيما اذا كان الحديث يدور حول عدم فاعلية لجنة المسرح بالجمعية، أتمنى ألا يؤخذ ما اقدمه من ملاحظات كموقف شخصي او استعداء,, فأولا نحن نقدر للجمعية ما تقوم به من انشطة متعددة ومنها النشاط المتميز الذي قدمه نادي القصة السعودي هذا العام، ولا ننسى ما قدمته لجنة المسرح في سنوات سابقة من عروض مسرحية جيدة ولن تغيب مطلقا من الذاكرة، ولكن كنا نتمنى ان يكون النشاط هذا العام استثنائيا كاستثناء الرياض من كل عواصم الوطن العربي لتكون عاصمة ثقافية، اذكر منذ أيام قليلة كنت اتحدث مع احد الأصدقاء المهتمين بالمسرح عن غياب العروض المسرحية، في البدء كان يعاتبني ساخرا لنشري نصا مسرحيا في موقع الزومال على الانترنت مضيفا ان هنالك ثلاثة مواقع من خلالها تستطيع ان تعرض ذلك النص، اجبته بأنني انظر اليه كعمل ابداعي اولا وموقع الزومال مكان جيد لنشر الابداع وهنالك عدد كبير من زوار الموقع وحتما سيطلع بعضهم على النص وهذا بالنسبة لي شيء جيد ثم استدركت قائلا ولكن ماهي المواقع الثلاثة التي تتحدث عنها، اخبرني ذلك الصديق بأنها اولا ليست على الشبكة العنكبوتية لذا فلا يمكن زيارتها عبر الانترنت ولكن تلك المواقع موجودة في مقر جمعية الثقافة والفنون بالرياض، وكل موقع يختلف عن الاخر احدها خاص بمسرح الطفل ويشرف عليه الكاتب المسرحي مشعل الرشيد الذي قدم عددا من مسرحيات الطفل آخرها مسرحية شريخ الشرخ، الموقع الثاني مسرح الخيمة او بمعنى ادق الورشة المسرحية ويشرف عليه الاستاذ محمد العثيم وهو غني عن التعريف ويعد مكسبا كبيرا لتجربته المسرحية الطويلة وثقافته العميقة ولما قدمه من اعمال متميزة للمسرح السعودي، وهذا الموقع يقدم عددا من التجارب المسرحية اضافة الى تأهيل عدد من المسرحيين ربما يكون على يدهم احياء المسرح مستقبلا، وهناك الموقع العتيق لجنة المسرح الرئيسية في الجمعية والتي قدمت عروضا مسرحية جيدة في السابق ويرتاده بصورة شبه يومية عدد من الفنانين الذين ساهموا في ذلك العطاء المسرحي ويشرف عليه الاستاذ ابراهيم الحمدان، قلت لصديقي حقيقة هذا جيد ان تكون هذه الثلاثة مواقع او اللجان المسرحية ولكن اين الفعل المسرحي بل اين الهم المسرحي، هنالك من يعلق على ازمة العروض المسرحية بعدم وجود النص المسرحي وانا اقول ومن وجهة نظر خاصة ان هذا ليس بعذر فلو كانت هنالك الرغبة بتقديم عمل مسرحي لوجد النص بسهولة وان لم يتوفر فهاهي المكتبة العربية والعالمية تزخر بآلاف المسرحيات بالامكان اختيار إحداها واعداده بصورة تتلاءم مع رؤيتنا ومن ثم عرضه، اذاً القضية الاساس هي الرغبة في العطاء وعندها ستذلل جميع العقبات والصعوبات، انتقل الى قضية اخرى وهي علاقة المثقفين بالمسرح فالملاحظ ان المثقفين ينقسمون الى عدة فئات، فمنهم فئة لا يهمها المسرح مطلقا، وعلاقتها بالمسرح تتمثل فقط من خلال ما يشاهدونه من مسرحيات تجارية عند سفرهم للخارج وبالذات القاهرة فلا نستغرب عندما يجعلون حضورهم لأي عرض مسرحي متوقفا على وجود ممثلين مثل عادل امام او دريد لحام اضافة الى وجود العنصر النسائي لذا فهم يجعلون ذلك مشجبا لتحديد موقفهم من المسرح في المملكة، وفئة يحرصون على حضور أي عمل مسرحي يقدم في الداخل ليس حبا في المسرح بقدر الحرص على النواحي الاجتماعية واللقاء بأعيان ورموز المجتمع وبعض المسؤولين وحتى يقال بأن ذلك المثقف من اهتماماته ايضا المسرح وهؤلاء للأسف كثيرون، وهنالك فئة احبت حقيقة المسرح ولكن حجبت امامها كثير من المواقع التي من خلالها يكون الفعل المسرحي بحجج متعددة منها عدم وجود مكان للعرض او عدم السماح بتكوين فرقة مسرحية متجانسة تقدم عروضا مسرحية مختلفة، واعتقد ان ايجاد الفرق المسرحية والتي تكون تحت اشراف جمعية الثقافة والفنون او الشؤون الثقافية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب هو الافضل لايجاد حركة مسرحية حقيقية واقرب مثال لنا ذلك النشاط المسرحي الموجود في دولة الكويت الذي وصل الينا منذ زمن عن طريق الفرق المسرحية لا عن طريق المؤسسات الحكومية اتتذكرون المسرح الشعبي ومسرح الخليج بالكويت؟ اذن هل نحتفل هذا العام بقيام عدد من الفرق المسرحية كما نحتفل بالرياض عاصمة للثقافة العربية؟.
ASALS1999 @ YAHOO. COM
|
|
|
|
|