| الثقافية
قبل رحيله إلى خالقه بثلاثة ايام كنا نجلس سويا نخطط لمشاريع حضارية مستقبلية جادة تخدم الثقافة العربية، وتساعد على زيادة الوعي وتساهم فى دفع آليات التنمية فى وطننا الحبيب.
كان الامل يملؤه، وحيويته فى اختراق المشروعات التى لم اجدها كثيرا عند غيره، يخاطبني بأدب جم وعقلية ذكية، يحاورني بشعور الزمن الطويل الممتد فيه عمره عقودا مديدة، لم يكن يفكر في مشروعات التجارة الرابحة السريعة، لأن من يعمل في النشر والثقافة ويختار طريق المعرفة والكتاب لا بد له ان يضحي بأي مكسب الا مكسبا يدر عليه متعة لذات العمل وقليل من العيش .
اذكر اني نصحته بألا يستثمرخارج الوطن، وان يعود الى بلاده، فالاستثمار فيها استثمار بعينه، وقليل منها خير من كثير فى غيرها ولم اطلب منه التعجيل او التعجل فى تنفيذ نصيحتي، بل جعلته يفكر، وكان هذا شرطا من شروط تعاوني معه، رغم انه اكد ان الامر بالنسبة لاستثماره خارج المملكة لم يكن الا انفتاحا على العوالم ومرونة فى التوظيف،عموما كانت وجهات نظره محترمة ومقدرة.
ما فجعني فيه ادبه الجم، وكلماته الرفيعة، ومصداقية دوره، فكان الحوار بيننا مليئا بالامل والطموح المستنير، فما كان له الا ان ابدى قناعات مبدئية، وبالفعل قمنا بجولة على اقسام المجلة والدار والقسم المفترض انه سيشارك فيه ليؤدي معنا عمله الحضاري الذي كان مزمعا عقده وتنفيذه الايام المقبلة لولا قدر الله .
فسلام الله عليك ياخالد، وهذه دعواتنا الى رب العالمين ان ينعمك برضوانه حيث اختارك الى جواره بعد ان ضربت مثلا اعلى في القدوة الشبابية السعودية الناجحة الصامدة المصممة على العمل والكفاح فى اصعب حرفة ثقافية اعلامية, انا لله وانا اليه راجعون.
رئيس تحرير مجلة العالم
|
|
|
|
|