| مقـالات
الاتهامات الى الطرف الضعيف لا يوجد من يفندها بعكس سقطات الطرف القوي التي تتبارى العقول والأقلام في تبريرها والدفاع عنها, في عصرنا الحاضر تتولى وسائل الاعلام على اختلاف أنماطها وأنواعها تصدير ما يريد القوي أن يفرضه على الأطراف الضعيفة حتى تستوعب دورها والمطلوب منها قوله وفعله حتى لا تتجاوز ما هو مقدر لها, ومما يؤسف له ان القوى الصهيونية تقبع وراء هذه الوسائل، بل وتسيطر عليها باعتراف اغنى دول العالم واكثرها نفوذا وبطشا, ولو توقفنا عند دولة صديقة لنا في الظاهر على الأقل وإن كانت نصيرة لعدونا اللدود ونعني بها الولايات المتحدة فسوف نفاجأ بأن الفرد الأمريكي رغم الاحتكاك والمصالح الاقتصادية التي فيما بيننا فهو ما زال يجهل عنا كل شيء مثل سواه من العالم الغربي، فإذا ذكر اسم العرب تراءى إلى أذهانهم مشهد جمل يسير في الصحراء وليس إنسان حضاري، بل قد يذهب أكثر إلى التعصب الأعمى ثم الإرهاب, ونحن نحاول قدر طاقنا تغيير هذه الصورة الساذجة بالتركيز العلمي ومقارعة الآخرين بالمنافسة وليس بقرع الطبول الجوفاء, ونحن ندرك أن الجاليات العربية في الولايات المتحدة وغيرها تبذل قصارى جهدها في إبعاد تلك الصورة النمطية التي حفرتها الدعاية الصهيونية في عقول الشعوب الناهضة ابتداءً من الفرد الأمريكي الذي اقتحمت تلك الوسائل وعيه وحاصرته بدعايتها المغرضة حتى جعلته ينطق بما تريد هي، لا عن وعيٍّ واقتناع بما تحقق له من معلومات واضحة وصريحة، والغرب عامة ينظر الى الشعوب الاخرى نظرة فوقية لولا أن دولة واحدة في العالم جعلته يراجع حساباته ويفيق من سكرة الغطرسة، تلك هي اليابان التي اخترقت صناعاته ونافست دعاياته بإنتاجها المتميز نوعية وسعرا فإذا به اليوم يحاول أن يخطب ودّها ويدخل شريكا في صناعاتها التي اكتسحت أسواق العالم أجمع, فانقلب المثل الشائع منذ عشرات السنين في أن الصناعة اليابانية ضعيفة، إلى بعبع يخشاه المنتج الغربي ويرهب سيطرته اليوم.
ولسنا نريد أن نتوسل بهذا النموذج حتى يتوقف سعينا نحو تركيز وجودنا علميا وحضاريا وليس بالاستهلاك الجزافي والانهماك في الادعاء الاجوف بأننا نملك ثروة العالم تحت تراب أرضنا نحولها الى ذهب يصب في أرصدة الشركات الأجنبية ليبتلعها ما يسمى بالنظام العالمي الجديد والعولمة وسواها من الافخاخ (جمع فخ) التي تسلب كافة طموحاتنا في أن يكون لنا وجود ليس مزيفا وكلمة تحترم ومستقبل مشرق نبنيه بسواعدنا وعقولنا الخلاقة, والمطلوب منا أن نتعاون مع تلك القيادات في الجاليات العربية التي تواجه قوى منظمة مدعومة بالأخطبوط الصهيوني الذي سيطر بالفعل على وسائل الاعلام الغربية ابتداءً من صديقتناالكبرى حاميته,, أمريكا.
|
|
|
|
|