رنيم العمر كانت زهرة الخزامى في رحم الغيب تنادي,.
أطلقوا البستاني يسقي في ليلة البدر التمام رُفاتي,.
علّني أنفكُّ عن قيد الحديد,, علّني أُبعث للحياة من جديد,.
وتمضي السنون عقودا دهورا,, والقهر يزيد,.
لكن الأمل في البعث يبقى كامنا بين الضلوع,.
قالوا إن تلك الأيقونة الشاهقة البياض مشرّباً بحمرة الإبريز,.
لا تتفتح أكمامها إلا في برج عاجي,, حيث الحب قد جاوز الأعتاب المأهولة,, ونأى عن السحاب الأدنى الى الطبقات العلا، ينشد رحمة الخالق من عيون العاذلين,, هناك,, أنّى أرسلت الطرف,, أو أرهفت السمع,, أو لامست,, أو لثمت,, فأنت في عالم لم تعهده قبلا,, ومرآة الحياة التي تكسر زجاجها وأصبحت تعكس ذاك الوجه شبحا,.
فجأة قد عادت إلى عافيتها,, وبدا الوجه مشرقا بالحياة من جديد.
فالتجاعيد لم تعد هناك,, والبثور,, والعبوس,, والقنوط,, وكل فعاليات الموت والنهاية قد ولّت إلى غير رجعة,, والتقطه من الجُبِّ السيارة,, لكنهم ما باعوه بثمن بخس,, بل قادوه الى جنة الله في أرضه,, تلك التي يتفيأ ظلال الحب فيها من عذابات السنين,, وبها يداوي الاقدام الدامية من مشوار الهجير,, إنه لا يصدق ما تراه عيناه,, هل يمكن أن يكون العدل على الأرض بهذه الروعة؟!, هل يمكن أن يتحول الصبر المر إلى شجرة ياسمين بيضاء ناعمة وغنية على هذا النحو الفريد؟!.
يا أيها الحسن القديم هلّت على الدنيا رنيم فتفتح النوَّار في أكمامه وانهال فوق الأرض سيّال النجوم يا أيها الحسن القديم الآن تعرف أن حسنك لم يكن إلا القديم أما الجديد فوجهها الفذُّ السنا ما أضوأ الوجه القسيم وجهاً كأن العطر يحمله الى الأحداق فوق يد النسيم وجهاً هو القمر التمام على مدار العام مؤتلقاً يدوم وجهاً توضأ بالطهارة ثم صلى للإله الفائض الفضل الكريم وجهاً يتوّج قصة الحب الجميلة إنه وجه السعادات المقيم يا أيها الحسن القديم هلّت على الدنيا رنيم هلّت كما شمس الظهيرة تغمرُ الأركان بالنور العميم هلّت بنعمى الدفء في النظرات واللفتات والحسّ الحميم |
هلّت
فهلّ على سهول الأرض والهضبات والوديان أجمعها النعيم هلّت على الدنيا رنيم هلّت على الدنيا رنيم |
شاكر سليمان شكوري
|