| فنون تشكيلية
* الدمام الجزيرة:
افتتح محمد بن عبدالله المطرود رئيس الاتحاد السعودي لكرة اليد الاسبوع الماضي المعرض التشكيلي (اقنعة الخيال) الذي اقيم في صالة فندق الشيراتون بمدينة الدمام ضمن فعاليات مهرجان الابداع الذي ينظمه الفنان التشكيلي عبدالعظيم الضامن احتفالا باختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000 بدعم من عدد مؤسسات القطاع الخاص وتحت اشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب مكتب المنطقة الشرقية.
شارك في المعرض كل من: الفنان عبدالعظيم الضامن وحميدة السنان وشعاع الدوسري وسهير الجوهري وخالد العتيبي وشذى الربعان ومهدية آل طالب وقصي العوامي وحسن ابو حسين وبلغ عدد اللوحات المعروضة 38 لوحة قدمت تجارب سريالية مختلفة التقنيات والمضامين باستثناء قصي العوامي وشعاع الدوسري وخالد العتيبي وشذى الربعان الذين خرجوا عن المنحى السريالي في اعمالهم.
ذاكرة المكان
الفنان عبدالعظيم الضامن الذي شارك رمزيا في المعرض قدم ثلاث لوحات من تجربته الاخيرة التي حاول من خلالها اعادة صياغة الاحساس بالمكان وبيئة البحر بواسطة تقنية الكولاج والزيت، وطرح الرؤية الفنية المتصلة بتجربته المعروفة في الاحتفال بالمكان وذاكرته المتخمة بالوجع، خصوصا في مشاهد القوارب النخرة والبوابات المطلة على الواقع الجديد اطلالة مندهشة بالتفاصيل, وقد طرح هذه التجربة بصورة اكثر ثراء في معرضه الشخصي السابع قبل اسابيع وتواصل مع هذا الاحساس الذي يستنطق المكان استنطاقا ويبوح بلذة الالم المتوزع على الشواطىء والسفن القديمة.
التقنية الأهم
اما حميدة السنان فهي صاحبة اكبر عدد من اللوحات وقد تبعت، ايضا، المدرسة السريالية النموذج في تقنية الزيت والزيت والكولاج وافادت من طريقة استخدام بعض الالوان افادة اعطت افكارها سر القوة التقنية.
وعزز ذلك عدم اكتفائها بالفكرة او الاسلوب بالقدر الذي تقلقها التقنية ولذلك فان براعتها الحقيقية تكمن في اقتدارها على تطويع وعاء الفكرة تطويعا ذكيا، وتجريب ما يمكن تجربته ليكون العمل الفني في النهاية عملا فنيا بكل المقاييس: فكرة واسلوبا وتقنية,,!
وفي اعمالها شخصية واحدة متماسكة، الى الحد الذي يمكن ربط التجربة بمضامين حميدة السنان المهووسة بها وبالذات توظيف: التراث، والفرس، وادوات العصر كعناصر ذات بعد رمزي في تكوين العمل وتشكيله الجمالي وايحاءاته واحساساته التي يمكن ان تتشكل في ذائقة المتلقي تشكلا تلقائيا.
أصغر المشاركين
حسن ابو حسين هو اصغر المشاركين في المعرض وعلى الرغم من قصر تجربته الزمنية الا انه كان متميزا قياسا بحداثة سنه وسبق كل المشاركين.
وعناصر اللوحة عند (ابو حسين) مدهشة، مفجوعة، مصفوعة بالواقع الذي لا يمكن ان يتحول في حقيقته الى هذا التكوين الدلالي.
ولذلك فان الرؤية لديه تتشكل بفعل مخيلة تجمع المتنافرات لتعبر عن احساس ما غير قابل للتأويل ببساطة, اما الاسلوب فهو مؤاخذ بالتبسط في استخدام الدلالات ولذلك فان السريالية في اعماله هي اقرب الى الرمزية التعبيرية, وتقنيا يمتلك حسين ابو حسين قدرة على خلط اللون واستخدامه استخداما واثقا بحيث تتحول الكآبة المضمونية الى حالة من الفرح اللوني وهذا ما يؤهله لمستقبل كبير في حال استمراره على هذه الدرجة من الاخلاص للفن.
مضامين صادقة
اما سهير الجوهري فقد قدمت اربع لوحات مبدعة في مضامينها وتقنيتها واسلوبها وهي لم تلتزم بالسريالية في اللوحات الاربع غير انها تمكنت من عرض قدراتها عرضا شهد له تشكيليون حضروا المعرض.
واعتمادا على ما عرضته فان سهير الجوهري يهمها الانسان كعنصر معبر اكثر من اي عنصر آخر,, ولدى سهير الجوهري لا نجد الفرس ولا المداليل المتكررة عند كثيرين (وكثيرات)، بل انها تؤكد البيئة المصرية تأكيدا صادقا, في حين عرضت لها لوحة مستوحاة من البيئة البحرية التي تتميز بها القطيف خاصة في مشاهد السفن والنورس.
وقد تتجاوز مضامين البيئة لتعبر عن موقف ما مثل لوحتها التي رسمت فيها امرأة وطفلين يطلون على مشهد فوضوي يحتشد فيه الاطفال, ولكنها تستل الدلالة الواضحة وتحل محلها دلالة اخرى للتمويه, ففي هذه اللوحة استخدمت الماء للمراوغة وتضمين الدلالة تضمينا متهربا, لكن اللوحة مكشوفة لمن يتأملها.
إخفاق مهدية
مهدية آل طالب لم تكن موفقة في عرض جديدها في هذا المعرض,,! فقد عرضت اربعة اعمال قديمة من افضل اعمالها خصوصا لوحتا (المستقر) و(بين الامواج), اما عملها الخامس الجديد فقد سجلت بعرضه خطوة تراجع فني حقيقي لم يكن متوقعا,,!
في عملها الجديد رسمت طريقا ممتدا تتوزع عليه اجساد ذات ابعاد تعبيرية مختلفة مستفيدة من تقنية تجريدية في تشكيل مشهد عبثي يجسد حالة من الفوضى المعبرة عن احساس ما, والفكرة كما اشار البعض مستوحاة من بعض اعمال سلفادور دالي ولكنها موفقة ومدهشة في دلالاتها وثرية بإحساسها المضموني وكذلك عناصرها.
غير ان اللوحة سجلت اخفاقا في خطوات مبدئية وتراجعت على مستوى (الرسم) واستخدام اللون وامتد الاخفاق الى اتجاه الظل وتكوينه وحدوده,, واحتضنت مساحة اللوحة شبه الجدارية محاولة (غير ناضجة) حسب وصف احد المثقفين, أو (شغل عجلة) حسب فنان تشكيلي كان حاضراً.
والحقيقة ان سهير الجوهري استاذة مهدية آل طالب دافعت عن اللوحة باستماتة، لكن هذا الدفاع لم يكن موفقا امام لوحة تعاني خذلانا تقنيا واضحا, ولم تكن مهدية آل طالب ترتكب العجلة في العرض في تجارب سابقة فهي معروف عنها الصبر على اعمالها لأطول وقت ممكن فضلا عن حرصها على اثبات اسلوب فني لديها يجعل من اللوحة الواحدة عملا فنيا مدهشا بدلالاته المتكاثرة وهذا ما تحقق في لوحاتها (بين الامواج) الموجودة في المعرض ذاته وكذلك (المستقر) وغيرهما من اعمالها الجيدة,, ولكن يبدو ان (الاطراء) قد اثمر (سلبيا) لديها واصبحت مهدية آل طالب اكثر ميلا الى الاكتفاء بالانطباعات السابقة عنها وخصوصا ان المستوى لم يكن موفقا ابدا في عملها الجديد.
تجارب مختلفة
التجارب المتبقية قدمها خالد العتيبي وشعاع الدوسري وقصي العوامي وشذى الربعان وهي لم تكن تجارب سريالية غير انها لم تخل من التجريب, وقصي العوامي هو الاكثر وضوحا في اعماله الحروفية التجريدية التي استخدم فيها ايحاءات الحرف العربي والاشكال الهندسية في تكوين دلالات تجريدية محضة وركز على مساحات اللون وبالذات في الخلفيات.
اما شعاع الدوسري وهي من اقدم التشكيليات في المنطقة الشرقية فقد اتصفت اعمالها بالبساطة والتكوينات المختلفة الخامات ومثلها خالد العتيبي الذي بدت اعماله عفوية تجمع بين الرسم والكتابة, واخيرا شذى الربعان في اعمالها الزيتية التي ركزت على فرس البحر في ثلاثة اعمال متشابهة في كل شيء تقريبا.
|
|
|
|
|