| فنون تشكيلية
للمبدعين والمبدعات أبجديات لابد ان تساهم في خطة البداية حتى تفجر كل ما هو جميل ومتميز، لذا عندما نتحدث عن الساحة التشكيلية لابد ان نعود الى جذور البداية منذ نعومة اظفار الموهبة أيا كان نوعها حيث ان الجو الاسري يساهم بالايجاب او السلب تجاه الموهبة فالبعض يكفنها حين ولادتها ولا يزرف الدمع عليها والبعض فيها يملك الثقافة والوعي التام يبتهج فرحا بذلك المولود الرائع فيقدم كل الدعم سواء كان ماديا او معنويا لاجل ان تنمو وتزدهر وحتى ترى النور,, وليس اي نور,, بل الشعاع الساطع الذي يباهي جماله وحسنه نجوم الكون ومنها ثم يأتي الدور على المؤسسات التعليمية على اختلاف اتجاهاتها وهي مرحلة لا تقل اهمية عن ما قبلها فمن خلالها يكون الصقل والتدريب التربوي وذلك عندما يتوفر لذلك الفنان او الفنانة الدراسة للفن على اختلاف المدارس وجميع الخامات المتعددة التي تساهم في خلق فن ساحر ومن خلال احساس وايمان الادارة العليا فيها بأهمية الفن ودوره في تنمية الذوق الفني الذي يخدم الاهداف الجمالية والتربوية والتعليمية اي انها تحققها عدة اهداف فنية سامية بتضافر كل الجهود التي ولو كانت متواضعة الا انها تشكل دفعة قوية للموهبة ثم يأتي بعد ذلك دور المجتمع بكل القيم والاعراف والعادات التي يحتويها تجاه اي فن كان فقد يرفض المجتمع بأسره او بعض الجهات ذات العلاقة المباشرة بالفن، طريق التعبير الفني ووسائله فيقلل من اهميته ويجرده من اهدافه وقد يعتبره بشكل او بآخر وسيلة لقتل وقت الفراغ او لجذب الانتباه ولو حصل مثل ذلك فهذا يدل على الخلل الواضح في فهم طبيعة الفن التشكيلي الذي يحمل سمة الفن المستمدة بكل المؤثرات المختلفة من دين واخلاق ومبادرات وثقافات متعددة الذي لابد ان يعبر عنها المجتمع بشكل او بآخر فلماذا يقف المجتمع ضده ويحاول محاربته بشتى السبل؟ ولاشك ان الدور الكبير الذي ينبغي ان تلعبه وسائل الاعلام في توصيل تلك الرسالة السامية ومسؤولية القائمين على هذه الوسائل في ايصالها للجهات المسؤولة سيؤدي بالتأكيد للفهم الصحيح للفن التشكيلي ليصبح وجهها مشرقا يبتسم للحياة.
* جامعة الملك سعود -قسم التربية الفنية
|
|
|
|
|