| العالم اليوم
بالمقارنة البسيطة يمكن تشبيه الكرة الأرضية بالبيت الكبير,, سكانه مجموعة كبيرة من الدول، وكما في البيت العائلي الرجل العاقل والولد الشقي والمدلل كذلك الدول، وفي منطقتنا العربية جلب ولد لقيط زرع في المنطقة وأسكن في أغنى وأفضل جزء من البيت الكبير بعد أن تعاون عدد من سكان البيت المقيمين في أطراف بعيدة عن المكان، الذين أسكنوه فيه، ومثلما جاءت الولادة بشكل تآمري توافقت كل الخطوات الاخرى اللاحقة مع ولادة هذا اللقيط الذي أخذ ينمو على حساب سكان المكان الذي سلب من أصحابه الآخرين,
ومثلما يحصل لكل الأولاد اللقطاء عديمي الأصل فقد تمرد هذا اللقيط,, وأخذ يرتكب الحماقات تلو الحماقات، وهنا اختلفت صورة البيت في صورته العالمية عن صورة البيت في صورته الاعتيادية، ففي البيت الاعتيادي يوقف الولد المشاغب عند حده، ويوضع اللقيط في ملجأ ليعيش بين أمثاله من اللقطاء، إلا أن لقيط الأسرة الدولية وجد من يحمي تصرفاته ويحظى بمساندته ودعمه، والغريب أن هذا اللقيط تنقل بين أحضان العديد من الدول الكبرى,
ففي أثناء فترة الولادة تربى في حضن الأم الكبرى بريطانيا العظمى وفي الفطام انضمت فرنسا مشاركة بريطانيا في رعاية هذا اللقيط، وفي المراهقة دفعت المانيا الغربية تكاليف نزواته وبعدما كبر بعد كل الجرعات التي قدمتها بريطانيا وفرنسا والمانيا الغربية، شب هذا اللقيط وبدأ يزيد من سرقاته وجرائمه على حساب سكان البيت الأصليين والذين يجاورنهم، وهنا ظهر ربيب جديد دفع بكل ثقله لرعاية هذا اللقيط المشاغب فكثر الشغب وزادت الجرائم، ومع كل جريمة يقدم الربيب هدية جديدة له مكافأة على جرائمه التي ازعجت جميع سكان البيت,, ما عدا الربيب الأكبر ودول الحضانة التي وإن تظاهرت بالغضب بعض الأحيان إلا أن جرعاتها المنشطة مستمرة في مد هذا اللقيط بسبل الحياة,
تلك هي قصة الكيان الصهيوني,, دولة لقيطة ضمت إلى الاسرة الدولية بالتآمر والفرض والقوة، وفرت لها كل اسباب الاستمرار والبقاء,, ومدت بكل الوسائل التي تشجعها على العبث بالأمن والسلام في العالم حتى وصلت إلى التخمة العدوانية,
هذه الصفة التي لازمتها منذ بداية وجودها العدواني وقد شهدت السنوات التي أعقبت فرض هذا الكيان الصهيوني في الشرق الأوسط سلسلة من الحروب جعلت المنطقة تعيش أجواء الحرب وعدم الاستقرار منذ أن زرع الكيان الصهيوني في المنطقة والغريب ان الدول التي تدعي حرصها وعملها على تحقيق السلام هي التي تساعد وتساند بل تغطي على الجرائم التي يرتبكها هذا الكيان,, وقد عملت تلك الدول على حمايته من معاقبة الأسرة الدولية التي لم تعد تحتمل تجاوزات هذا الكيان المشاغب التي ما كان لها ان تستمر لو لم تحظ بكل تلك الحماية غير الشرعية التي تقدمها دول كبرى!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|