| تحقيقات
* تحقيق: عبدالله الملحم هدى البراهيم
جرت العادة أن يشترط بعض الشباب رؤية خطيبته قبل الزفاف وحتى قبل عقد القران والحال كذلك مع بعض الفتيات في حين يرفض فئة من الآباء تحقيق هذا المطلب رغم اهميته في انجاح الزيجات لعدة اعتبارات تبدو في غالبيتها غير منطقية ولحساسية هذا الموضوع رأينا عرضه هنا بعد اخذ آراء الطرفين من الشباب والشابات الى جانب التعرف على وجهة النظر الشرعية حيال هذه القضية الاجتماعية التي تهم الجميع.
بداية يتحدث السيد علي ماجد القصيمي وهو رجل تخطى العقد الخامس من العمر قائلا: لا أحبذ فكرة رؤية الشاب لخطيبته واقول ذلك من واقع تجربة مررت بها حيث وفقني الله في تزويج ثلاث من بناتي دون ان يتمكن احد من ازواج بناتي من رؤية احداهن فيكفي ان تأتي والدته او حتى اخواته وعن هذه الطريقة يتم ابلاغ الشاب بمواصفات الفتاة وهذا من وجهة نظري اجدى بكثير فقد يكون الشاب الذي يتقدم للخطبة مجرد شاب لعوب وهذا ما حدث لاحد زملائي في العمل حيث صدم بأحد هؤلاء الشباب بل انه لم يتورع في ابلاغ عدد من زملائه بعد رؤيته للفتاة,, وهذا بلاشك يترك آثاراً سلبية على الفتاة من هنا فأنا لا أؤيد فكرة رؤية الشاب لخطيبته فهي ليست سلعة تباع وتشترى ومضى قائلا: انظر لجيلنا فقد تزوجنا دون ان نرى زوجاتنا,, والحمد لله فقد كانت نسبة نجاح تلك الزيجات مرتفعة على العكس مما هو حاصل حاليا فنسبة اخفاق الزيجات مرتفعة.
حق من حقوقه
ويعلق الاستاذ عبدالرحيم المريشد قائلا: لا ارى اي غضاضة في ذلك ولا اخفيكم سرا بان زوج ابنتي وبعد ان تقدم لخطبتها طلب مني رؤيتها, ولم امانع في ذلك فهذا حق من حقوقه وقد مكنته من رؤيتها بحضوري بعد ان تأكدت من صدق نواياه الحمد لله فقد مضى على زواجهما خمسة اعوام وهما في احسن حال وهذا ما كنت اسعى لتحقيقه كأب فالمهم سعادة البنت وزوجها.
لم أندم لعدم زواجها
ويتحدث السيد جمعان علي الحسين قائلا: انا من المؤيدين لرؤية الخاطب لخطيبته قبل عقد القران فمن خلال هذه الرؤية تتحدد معالم مشروع الزواج,, واستطرد في حديثه قائلا لقد مررت بهذه التجربة قبل ثلاثة اعوام عندما تقدم احد الشباب لخطبة احدى بناتي وطلب مني رؤيتها, ولم امانع في ذلك وقد أحسست بعد رؤيته للبنت بان معالم وجهه قد تغيرت وقد طلبت منه بعد ايام مصارحتي بما حدث له لانه يهمني سعادة بنتي دون اية اعتبارات اخرى ولم اغضب او اعتب على الشاب عندما ابلغني بانه لم يشعر بما يدفعه للاقتران بها وقد حرصت ان يكون اللقاء الذي تم بين ابنتي والشاب وبحضوري سريا,,وحدث ذلك قبل ثلاثة اعوام فالشاب اقترن بأخرى وابنتي تزوجت شاباً تعيش معه حاليا في سعادة وهناء.
اشترطت رؤيتها قبل خطبتها
ويتحدث الشاب منصور احمد الظفير قائلا:
لا ادري لماذا يعاند بعض الاباء في عدم تمكين الشاب المتقدم لخطبة احدى بناته؟ فالشرع قد اباح ذلك وقد مررت بهذه التجربة شخصياً وقد اشترطت رؤية خطيبتي قبل خطبتها رسميا وهذا ما حدث وبعد اقتناعي بها تقدمت لخطبتها وقد تم زفافنا قبل عام وكم انا سعيد فقد وجدت ضالتي المنشودة.
الرؤية ضرورية للطرفين
وتحدثت السيدة أم سعاد قائلة:
كما ان للشاب حق لرؤية خطيبته فهو ايضا حق مشروع للفتاة واعتقد جازما بان الام والاب الواعيان يدركان مدى اهمية هذه الخطوة قبل بدء مشروع الزواج وبالنسبة لي شخصيا ومن خلال تجربتي فأنا ام لاربع بنات منهن اثنتان متزوجتان وقبل عقد قرانهما اشترطت ومعي زوجي على المتقدمين لخطبتهما ان تتم الرؤية للطرفين وهو ما تم بالفعل وبعد الاقتناع تم الزفاف وكم انا سعيدة بتوفيقهما فالامنية الغالية التي تتمناها كل ام رؤيتها لابنتها وهي سعيدة بزواجها.
لا للمكياج والبهرجة
وتضيف السيدة جوهرة علي قائلة:
انا شخصيا من المؤمنين بهذه الرؤية ولكن بشروط ان تكون في الحدود الشرعية بمعنى آخر ان تكون الشابة محجبة وبحضور ولي امرها ولكن هناك بعض الفتيات اقول البعض منهن يعمدن لعمل المكياج والذهاب للكوافيرة وكأنها ذاهبة لحفلة زفاف فهذا الى جانب كون هذا التصرف مخلاً فانه قد يجلب الضرر للفتاة مستقبلا في حالة زواجها فقد تتغير صورتها الحقيقية وهذا شيء مؤكد امام زوجها وقد يترتب على ذلك العديد من الاشكالات قد تعمل على تدمير عش الزوجية.
قدمن الفتاة على حقيقتها
وتؤكد السيدة لطيفة ناصر قائلة على اهمية تقديم الفتاة التي يريد المتقدم لخطبتها على حقيقتها بمحاسنها وعيوبها والبعد عن السفور والمبالغة في زينتها لا سيما وان الفتاة ستواجه شخصا غير محرم لها وقد يكون زوجا لها وقد لا يكون.
واضافت ام سعد بان شقيقتها خاضت تجربة مريرة مع ابنها قبل عامين فقد صدم بعد زواجه بان ما رآه قبل عقد قرانه لم يكن يمثل الحقيقة فقد ساهم المكياج في اخفاء بعض ملامح وجهها وكانت النتيجة بعد ثمانية اشهر طلاقه لها.
وتستطرد ام سعد في حديثها قائلا: بان اهل هذه الفتاة قد جنوا على ابنتهم فكانت ورقة الطلاق في انتظارها وقد كان بالامكان تلافي هذا الخطأ القاتل لو تم تقديم الفتاة على حقيقتها بعيدة عن التجميل المزين وأجدها فرصة سانحة من خلال جريدة الجميع ان اؤكد على اهمية هذا الموضوع وعدم التهاون فيه.
الصورة لا تكفي
وتعلق الفتاة ابتسام قائلة: اذا كان الشاب له حق اشتراط رؤية الفتاة فمن حقنا ايضا هذا الشرط فعندما ابلغني والدي بان شاباً تقدم لخطبتي لم امانع,, الا انني طلبت منه ان اراه بحضوره فهذه حياتي ولا حياء في الدين وعندما اقترح علي احضار صورته بدلا من ذلك رفضت مبدأ الصورة لا سيما ان الواقع شيء والصورة شيء آخر هذا الى جانب الاطمئنان به هو الآخر قد تمكن من رؤيتي وفي حالة اقتناع الطرفين تتم الخطبة الرسمية كبداية لمشروع الزواج.
وكم كنت مبتهجة عندما تفهم والدي الموقف وهذا ما حدث وها انا استعد حاليا للتجهيز بعد اتمام مراسيم الخطبة الرسمية,, فدعواتكم لي بالتوفيق قالتها ضاحكة.
الشرع أجاز رؤية الخاطب لخطيبته
الشيخ احمد بن ابراهيم السيد الهاشم مدير مركز الدعوة والارشاد بالاحساء وعاقد أنكحة أوضح قائلا: ان الشرع المطهر اجاز ان يتعرف الخاطب على مخطوبته قبل العقد عن طريقين:
الاول: يرسل امرأة أمينة موثوقة تنظر اليها وتخبره بصفاتها حيث ورد في الاثر انه صلى الله عليه وسلم بعث ام سليم الى امرأة فقال: انظري الى عرقوبها وشمي معاطفها.
وللمخطوبة كذلك الحق ان تفعل مثل ذلك ترسل رجلا من محارمها ولها كذلك ان تنظر الى خاطبها فانها يعجبها منه ما يعجبه منها.
الطريق الثاني: النظر الى المخطوبة مباشرة نظرة تدعوه لخطبتها ولكن بشروط ان يكون النظر اليها قبل العقد وبحضور وليها ويفضل ان يكون النظرالى المخطوبة خفية بغير علمها مراعاة لكرامة المرأة واسرتها فاذا اعجبته تقدم لخطبتها من غير احراج لاهلها.
وان يكون جادا في الزواج لا ان يكون ممن يتطلع على كشف عورات الناس الى جانب كونه امينا بحيث لو رأى منها ما لا يعجبه لا يفشي ذلك لاحد من الناس حتى لا يمتنع عن خطبتها غيره.
هذه حدود الرؤية المشروعة
ومضى الشيخ احمد الهاشم بان حدود ما يباح للخاطب رؤيته من المخطوبة فالراجح عند اهل العلم الوجه والكفين والقامة عن الطول والقصر.
والاصل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم اذا خطب احدكم المرأة فان استطاع ان ينظر منها الى ما يدعوه الى نكاحها فليفعل قال جابر راوي الحديث فخطبت جارية فكنت اتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني الى نكاحها فتزوجتها رواه احمد.
والحكمة من رؤية كلا الخاطبين لبعضهما كي تصلح عشرتهما وتدوم محبتهما ومودتهما والالفة بينهما ويكون كل منهما على بينة من شكل الاخر حيث يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم للمغيرة بن شعبة رضي الله عنه لما خطب امرأة (أنظر اليها) فانه احرى ان يؤدم بينكما.
وحث الشيخ الهاشم المخطوبة بألا تزيف شكلها بالمساحيق والمكياج ومواد الزينة وألا يكون كذلك النظر اليها عبر الصور الفوتغرافية عندما يتقدم الخاطب لرؤيتها كي لا يكون هناك غش وغرر وانما الواجب عليها ان تظهر بشكلها الطبيعي التي خلقها الله عليه بحضور ولي امرها.
|
|
|
|
|