| القرية الالكترونية
* الرياض الجزيرة:
عندما اختار صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني ان يشمل برعايته الشخصية المباشرة مشروع إدخال الحاسب الآلي الى المدارس في المملكة بجميع مراحلها فإنما اراد سموه ان يؤكد حرص القيادة الحكيمة على متابعة كل مستجدات العصر، وإعداد المواطن السعودي للتعايش مع تقنيات العصر المتقدمة وتسخيرها لخدمة اهداف بلادنا التنموية.
وجاء مشروع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وابنائه الطلبة السعوديين للحاسب الآلي المدرسي (وطني) مؤكدا الحاجة الى استخدام الحاسب الآلي في العملية التعليمية من قبل جميع اطراف العملية التعليمية في ظل عالم يشهد ثورة هائلة في تقنية المعلومات.
وهذه الرؤية الآنية والمستقبلية العصر الرقمي الحديث ادركتها الدولة بحكمة قادتها وإخلاص مواطنيها كل في موقعه، جاءت الخطوة الحضارية التعليمية الكبرى في تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية تلك التي خطاها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد و نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني عندما أعلن سموه عن مباركته وإشرافه المباشر على مشروع عبدالله بن عبدالعزيز وابنائه الطلبة السعوديين للحاسب الآلي (وطني) الذي يهدف الى ادخال الحاسب الآلي وتطبيقاته في مدارس وزارة المعارف، عندما عرض المشروع على انظار سموه معالي وزير المعارف د, محمد بن أحمد الرشيد.
وقد استفادت المملكة ممثلة في وزارة المعارف من تجارب عالمية في هذا المجال, ففي الولايات المتحدة الامريكية يقف على رأس مشروع التطوير التقني الرئيس الامريكي بيل كلينتون لدرجة انه كلف نائبه آل جور لمتابعة المشروع، وقد تناقلت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الأمريكية خبر قيام آل جور شخصيا بوضع التمديدات الكهربائية في المدارس جنبا الى جنب مع العاملين والفنيين والمعلمين والطلاب وكذلك الحال في بريطانيا التي تبنى فيها توني بلير رئيس الحكومة البريطانية المشروع، وكان يؤكد في كل خطاباته الإصلاحية والتطويرية على حقيقة عزم بريطانيا على المضي قدما في الاستفادة من علوم الحاسب والتركيز على تعليمه في المدارس بكل مراحلها، وإذا تجاوزنا هاتين الدولتين باعتبارهما دولتين متقدمتين تقنيا وعلميا وقبلهما تعليميا، فإن الهند تقف على رأس التجارب التي تؤكد تجربتها تميزها في هذا المجال التي قامت بتطبيق تلك التوجهات منذ وقت مبكر عندما تولى الرئيس جواهر لال نهرو رئاسة الحكومة الهندية, والنتيجة ان الهند اليوم تعتبر منتجاً رئيسياً لبرامج الحاسب ومنتجاً لعلماء الحاسب والمبرمجين والمهندسين الذين تتخطفهم الاسواق في العالم المتقدم وغير المتقدم ومنها المملكة.
لذلك نجد اعدادا كبيرة جدا من المهندسين الهنود الذين دربوا في الهند ويعملون في الولايات المتحدة وأوروبا والمملكة ودول اخرى كثيرة ينافسون بكفاءتهم افضل مهندسين متخرجين من أرقى جامعات العالم ومعاهدها، والسبب ان الهند استثمرت في معاهد التعليم العليا في مجال الهندسة والحاسب.
والتجربة الثانية الملفتة للانتباه جدا هي تجربة تايوان والدول الأخرى التي تسمى النمور الآسيوية التي على الرغم من مرورها قبل سنوات بتجربة اقتصادية مريرة إلا انها عبر السنوات الثلاثين الاخيرة اثبتت فعالية مذهلة في المجالات الاقتصادية والتعليمية وتشمل: كوريا الجنوبية، وتايوان، وهونج كونج، وسنغافورة، وتايلندا، وأندونسيا.
عوامل الثقة بنجاح المشروع
وهناك عدة عوامل تبشر بنجاح مشروع عبدالله بن عبدالعزيز وابنائه الطلبة السعوديين للحاسب الآلي بإذن الله ومن ذلك:
ان مباركة سمو ولي العهد لمعالي وزير المعارف د, محمد بن احمد الرشيد لهذا المشروع التاريخي اخذت منحى خطابيا جديدا يتناسب والتحولات العالمية الجديدة في الخطاب التربوي والسياسي للدول التي تريد الدخول في سباق الحضارات بخطى ثابتة ومتزنة تقوم على الشفافية والمشاركة الوجدانية والعملية وهي طبيعة المرحلة القادمة التي نعيش ارهاصاتها العجيبة والخطيرة.
ان المشروع جاء في اوج نشاط وزارة المعارف وحركتها الدائبة لتطوري برامجها وأنشطتها التربوية والتعليمية.
حماس التربويين للمشروع، وتلهفهم للاستفادة منه لتطوير التعليم وخاصة المعلمين الذين ينظرون الى هذا المشروع على انه نقطة تحول مفصلية في تاريخ التعليم، وكذلك المواطنين من رجال أعمال وأولياء أمور الذين سيكون لهم الدور الأكبر في دعم المشروع.
أما العامل الرابع فيتمثل في السباق العالمي المحموم الذي لم يعد فيه مكان للكسول والخامل.
خطاب سمو ولي العهد
لقد وجه سموه خطابا تربويا وفق هذا المنظور الحديث الذي يتجاوز المسؤولية الشخصية الى آفاق أكثر رحابة ومشاركة,, وجه رسالته الأبوية الى وزير المعارف وابنائه الطلاب، فقال الامير الإنسان: ابنائي الطلاب في جميع المدارس في جميع مراحلها,, لقد سعدت غاية السعادة وانا أرى مشروع الحاسب الآلي المدرسي ينطلق بفاعلية هادفا إلى تحقيق الأفضل لتأهيل ابنائنا من الأجيال السعودية الشابة لمحاكاة العصر ومتغيراته واحتياجاته المتسارعة في خطاها الثقيلة في وطأتها.
ويضيف سموه مستثيرا الهمم ومحفزا للإبداع في عصر التفوق والنبوغ بقوله: انه عصر يستنطق كل متحرك وجامد، ويحمل في احشائه ذرائع مختلفة اللون والطعم والرائحة لا تجانس بينهما بالفكر ولا اتحاد في معطياتها,, انه خليط من المتناقضات السلبية والإيجابية التي تحتم على كل أمة مدركة لأهمية الأجيال القادمة وتأثيرها على المسار الوطني ان تنهض مقدراتها لتحقيق الوعي الأمثل لدى ابنائها في محاولات جادة وحثيثة لاعاقة كل غث لا يسمن ولا يغني، ودفع لكل فائدة نحن في المملكة العربية السعودية شعبا وحكومة احوج إليها في زمن التقنية وعلومها.
ومضى سموه في الخطاب الذي وصفه التربويون بخطاب استنبات الإرادة والعزم الصادق للانطلاق الخلاق، قائلا: واليوم ياأبنائي: اخطاطبكم من خلال هذه الرسالة مستثيرا كل راكد في النفوس، متوكلا على الله ثم عليكم وعلى وعيكم، وروح خلاقة تغذت ومازالت على آمال الوطن وامنياته في ان نزاحم بالمناكب أمما سبقتنا في هذا المجال، فلنأخذ عنها ولننهل بنفعه، ولنزدري باخلاقنا وقيمنا وقبل ذلك إيماننا بالله كل دخيل عليها وعلينا، ولننهل من معين العلم صفو المشرب خدمة لديننا وأمتنا، وليكن ذلك حاجة لا ترفا، فالأمم تقاس مكانتها بالعطاء الذي يؤثر ويغير ويحدّث، وما اجمل ذلك إذا جاء متسقا ونابعا من نقاء ديننا وأصالة أخلاقنا.
وتتجلى في خطاب ولي العهد صورة جديدة من صور المشاركة والمسؤولية الجماعية بقوله: ابنائي الأعزاء: ان إيماني بالله ثم في كل كلمة قلتها يجعلني اتجاوز مكان المسؤولية التي احملها فاخاطبكم كمواطن له من الحقوق كما عليه من الواجبات، لذلك فمن حقي ان اشارككم العزة لله ثم الوطن، ومن واجبي ان أكون معكم في مسيرتكم عضدا بعضد نحو بناء أمة حديثة ما عهدت في تاريخها ان تطأطئ برأسها ذلة او هوانا، فليحمل كل منكم دوره مع واجبه دون تقليل او تهميش له، معلنا في ذات الوقت تغيير مسمى مشروع (صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز للحاسب الآلي المدرسي) ليصبح (مشروع عبدالله بن عبدالعزيز وأبنائه الطلبة السعوديين للحاسب الآلي).
ثم يؤكد سموه في خطابه دعمه للمجدين، وتقديره لكل عمل وطني مشرف، فيقول مخاطبا وزير المعارف: صاحب المعالي: عندما أشد على يدك مقدرا جهودكم والعاملين في قطاع التعليم، وجميع ابنائي الطلبة، فإنني بذلك اصافح كل إنسان يضع مصلحة الدين ثم الوطن فوق كل اعتبار فامضي في خطواتك واعلم بأننا نثمن العطاء ونقدره.
رؤى جديدة
ولقد أوجد خطاب سموه رؤى جديدة في خطابنا التعليمي والتربوي كون التربية والتعليم صمام الأمان للشعوب التي تريد إحداث تغيير إيجابي في مقدراتها، فضلا عن كون السياسة التربوية والتعليمية تعد بمثابة البنية التحتية التي يبنى عليها النهوض التنموي والاقتصادي وهو ما عناه خطاب سموه الكريم، الذي حدد أسس العمل الصادق وفق نهج علمي مخلص خلاق لا يحدث شرخا في ثوابت هذه البلاد الظاهرة التي تدعو الى الأخذ بكل جديد ومفيد، وهو النهج الحق الذي تشرف بحمل لوائه اسلافنا الكرام بعقيدة صافية، وعمل مخلص جاد.
وهذا الخطاب المسؤول أخذ عند التربويين بعدا آخر عبّر عنه وزير المعارف د, محمد بن أحمد الرشيد في خطابه الجوابي الى سمو ولي العهد.
يتبع
|
|
|
|
|