| الثقافية
تتعقد الحسابات,,وتصبح لغة الارقام هي السائدة,, تتحول الكلمة إلى سلعة,, تذهب للذي يستطيع أن يدفع أكثر,, ويغدو الاستثمار في الكلمة مربحاً جداً على عكس ما يردده المثقفون بأن حرفة الكتابة لا تؤكل عيشاً! والحقيقة أنها تؤكل عيشاً وتفتح لك حساباً في البنك,, وتبني لك منزلاً فاخراً,, وتجعلك تزور اماكن مختلفة في العالم,, وتصبح في لحظة (مال) من طبقة الاثرياء!
لست ضد أن (يكسب) المثقف من كتاباته فتلك مسألة مشروعة,, أما عندما يتحول (القلم) إلى وسيلة فقط لجني المال فهنا تبرز نقطة الخلاف,, فالجري وراء (المال) يفقد المثقف (مصداقيته) أمام قرائه,, ولا يهم ما هي نوعية الكتابة التي يمارسها,, بل الأهم هو أن يستمر في الكتابة بغزارة حتى يضمن (عائدا) أكبر من المال!
وعذره الوحيد: أنه ليس هناك من يقرأ!!! وهنا نستطيع أن نفهم كثيراً مما يجري في الوسط الثقافي على الخارطة العربية:
فمثلاً (كنا) نتساءل عن ذلك المثقف الذي يكتب في أكثر من عشر مطبوعات عربية ما بين يومية واسبوعية ونصف شهرية وشهرية,, وأيضاً يُصدر خلال العام الواحد كتابا أو كتابين,, فكيف يستطيع أن يمارس الكتابة بهذه الغزارة؟ ودع عنك المعنى الذي تطرحه كتاباته؟!
وننتقل إلى مثقف آخر (يطلب) أجراً لحواراته الصحفية! وشاعر (يعرض) قصائده للبيع بسعر (السوق)! وكاتب (يعدُّ) بحوثاً جامعية للطلبة من (الألف إلى الياء) مع إعطاء ضمان بحصول البحث على درجة الامتياز!
وأمثلة أخرى كثيرة قد تكون شاهدتها اوسمعتها,, أوحتى لاحظتها بدقة عبر ما يطرح في وسائل الاعلام,, وربما اقول ربما تجد العذر لاحدهم في أنه (يريد) العيش بكرامة وبدخل يضمن له ذلك!,, ولكن هل سيسامحه التاريخ عندما يدون اسمه ضمن (القائمة السوداء)!
|
|
|