(1)
** لم البردُ,.
هبّت رياحُ الهجيرِ,.
فخفِّف من اللومِ
والوهمِ
والنومِ
وطِب في المسير
***
ألا,, لا مياه بنبعِ الضجَّر ,.
ألا لا ضياء بلون الكدر ,.
لم الضيمُ
قد أخصب العشبُ
غِبَّ المطر,.
ولاحَ الجمالُ
بضوءِ القمر,.
وغنى المساءُ بلحنِ الوتر,.
تعالَ,.
نجدد
نعدِّد
طيوفَ الهوى
فقد آن أن
نتحدى السهر,,.
***
(2)
أأظلُّ هنا حزناً مُبعد,.
أأظلُّ على خرسي,.
تابوتَ قصاصاتٍ مجهد
لا أعرفُ حتى خشبي
لا أعرف أين سيرميني الجزر
وليل الماء على جرحي,,,
مظفَّر النواب
***
وكان أن جاء زمان عصيب لم نحسب له حساباً فيما مضى، زمان تساوى فيه الحب والكراهية، الإبداع والغباء، الانتهاز والصدق,, في هذا الزمن الفاجع نمت الأعشاب الضارة وراحت تمتص جذور الخصب والحب,,,
حيدر حيدر
***
مكاني العالم كله، ووطنيِ هو الذي يسكن المستقبل,.
عبدالوهاب البياتي
***
(3)
ليس أضنى لفؤادي
من عجوز تتصابى,.
ودميم يتحالى,.
وعليم يتغابى,.
وجهول يملأ الأرض
سؤالاً وجوابا,,,
هكذا اختصر العقَّاد 1889 1964م بعض إشكالاته الشخصية حين يُقدَّرُ له لقاءُ انماطٍ من النفوس التي ترتدي الأقنعة الخادعة، فتبدو بأكثر من شكل ، وربما اختلط أمرُها على العابرين أمامها فبدت مشرقة وحقها الإِعتام ,.
***
(4)
لماذا نحتاجُ أو نضطرُّ أو نختار رغم بعد المسافات بين هذه الأفعال أن نكونَ سوانا ، أو نُكوِّن خُطوطاً تفصلنا عن حقيقتنا ,,؟
ستختلف الإجابة باختلاف السؤال، فالمحتاج غير المضطر ، وهما غير المختار ، والمشكلة أن لا مبرِّر لها جميعها، وإن تباينت درجةُ الحكم عليها بين الرفض والكراهية ,, إذا تجاوزنا منطق المبدأ ، ونطاقَ الأخلاق ,,!
***
(5)
قلةٌ من لم تمرَّ بحياتهم طالت أو قصرت نماذجُ بشريَّةٌ بدت بصورة، وانتهت بضدِّها، وظُنَّت رائعة فإذا هي مُروِّعة ,,!
كاتب تفترض فيه الصدق ، وتكتشف لديه الكذب ,,!
وإعلاميٌّ يُخاطب المعرفة ثم يخطبُ الجهل ,,!
وشاعرٌ يتسامى بالجمال، وينضحُ بالقبح ,,!
وأستاذٌ موقعُهُ القدوة وواقعه الرداءة ,.
وطبيبٌ واجبه الأمانة وممارسته خيانة ,.
وعاشق يزعمُ الوفاء ، ويقترف التلاعب ,.
وإداريٌّ مساحتهُ نزاهة ، وساحتهُ التزوير .
وتابعٌ وموظفٌ وعاملٌ دورهُم الإخلاص ومدارُهم المصالح ,.
وغيرهُم يترددون بين التستر خلف ورقة التوت أو نزعها لتُعاني الأمة بسببهم حين تبحث عن القادرين فتلاقي العاجزين ، وتنتظر الجادّين فتجد الجائرين ، وتفتح باب الأمل فتهبّ رياح الزيف والحيف ,,!
صعب أن تبحثَ عن الضوء فتقابلَ الظلام ,,!
***
(6)
بين يونغ وشوبنهاور ملامحُ تشابه في رؤيتهما لموقفنا من الأحداث حولنا، ودرجة الشفافية التي نتعامل من خلالها، ويقتنعان في تحليل مختلف لحالات نفسية معينة أن من لم يكن مجنوناً أو عبقرياً فلن يتمكن أبداً من التحرر من تورطه في واقع العالم إلى درجة لا يستطيع تصوره إلا كما يشكله بخياله، مما يعني ان الشخص المهزومَ بأحداث زمنه لا يفكر أو يتكلم وإنما هي أشياء تفكر بالنيابة عنه وتتحدثُ داخله، وتفرضُ عليه سلوكه تجاهها,,,!
وإذن فنحن مفترقون في حكمنا على الظواهر ومحاكمتنا إياها، وما قد نرفضُه بشكل قاطع، يرتضيه آخرون دون رادع أو وازع ، وربما تاهت الرؤية في لغةِ الصحيح والخاطىء فلم نعد ندري: أين الخلل ؟ ومع من الحق ,,؟ ومتى الوصول ؟!
وحين لا نكونُ عباقرة ، ونزعمُ أننا غيرُ مجانين فكيف نستطيع تغيير اتجاهات تقبِّلنا واستقبالِنا لما نراهُ خطأً أو خطيئة ,,,؟
***
(7)
هل يكفي ألا تكون مشاركاً في المَيل لتضمن الاعتدال ؟
وهل نستطيعُ نزعَ أنفِسنا من التلوث أو إبعاد أجسادنا عن الوحل لنضمنَ استقراراً داخلياً يكفينا للعيش بدعةٍ واطمئنان ,,؟
وهل حين نلهو بالشعير نستطيعُ نسيان الشعر ؟ وإذ يبهرنا المنصب يتلاشى النصب ,,؟
لا يفيدُ اخترالُ الإجابات نعمياً أو لائياً ,, فالأمرُ في الدواخل المستيقظة أبعد من أن يرتضي السلبية أو الانزواء أو الانتفاع ,.
وإذن فنحنُ نتعايش دون أن نعيش بالضرورة,,! ويأتي الاستفهامُ هنا عن كمِّ التناقض الذي يخترق حياتنا حين نبدو مذبذبين بين الراضين والرافضين مما قد يخلقُ أزمة ثقةٍ بين الفرد وخارجه ، أو بين الفئة والمجتمع !
ليطرح أسئلة أخرى
لايبدو أنها تنتهي,.
* * *
(8)
ماهي حدودُ مسؤليتنا عن هزائمِ الأمة، عن سوءِ الادارة ، عن قلة الوفاء ، عن هشاشة الصداقات ، عن المتاجرة بالكلمات ، عن تسطيح الإعلام ، عن استغلال البراءة، عن إحباط العاملين، عن مكافأة الوصوليين، عن تلميع المنطفىء وإطفاء اللامع، عن تزييف الجمال وتجميل المزيف، عن أكل الباطل، عن بطالةِ المحتاج,,؟
سؤالٌ يواجههُ من توجه بضميره وحضوره نحو معاناةِ عالمه العربي الممتد من الماء إلى الماء ليكتشف أنه رغم قلة حيلته وضعفه وهوانِه قادر على الفعل .
إذا نأى بنفسه ، وسعى مع ناسه ، وتكوَّنت به وبهم ثلة ، وإلى جانبهم ثلة وثلة ، ومنها ولأجلها يتبدل المجتمع ,,!
وإذن فالهروب عجز، والخوف انتكاس، والمسايرة ارتكاس,, وناتُجها سقوط للذات أو سقوطٌ فيها,, وما أقساهما,,!
* * *
(9)
هل انتهينا إلى شيء ؟
ربما لا إذا كنّا مسكونين بهاجسِ الإصلاح لغيرنا، فإما أن يعتدلوا أو ننعزل ، وإما أن يستقيموا هم أو نقسو على أنفسنا فتتمثلُ لنا الحياة مخيفةً، والأحياءُ مخالفين، ونقفُ حيثُ نحنُ دون أن نحل مشكلتنا أو مشكلاتهم ,,!
ألا ترون كم تجيء الحديَّة الثُّنائية مرةً أخرى بل مرات لتضعنا أمام خيارين صعبين يقفان بنا عند المربع الأول، فتتحرك الدّنيا، وتنسانا عند أحد ارصفتِها البعيدة,,!
قد يكون الرصيف أكثر أمناً من وسط الطريق,, وربما رأينا في الهامش ستراً من كشف المتون ,.
إلا أن الرصيف يظلُّ رصيفا، والهامش هامشاً,, ولن نستطيع بهما الرِّضا ، كما لا يمكن من خلالهما التحول والوصول ,,!
النجاح أهداف صحيحة نسجلها في مرمى الحياة ,,!
Email/ IBRTURKI@HOTMAIL. COM
|