أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 23rd May,2000العدد:10099الطبعةالاولـيالثلاثاء 19 ,صفر 1421

مدارات شعبية

نصف القمر
النقيدان,, الرجل الموسوعة
خالد محمد الخليفة
* أروع الأعمال الأدبية وأغلاها، وأكثرها خلوداً وتأثيراً ,, هي تلك الأعمال التي تأتي نتيجة حالة عشق يعيشها مبدعوها مع هذا الفن أو ذاك دون تطلع إلى شهرة أو مال أو وجاهة اجتماعية وغيرها من الغايات ذات النشوة الوقتية التي تغيب بغياب أصحابها، والساحة لا تخلو من هذه النماذج البائسة كما أننا لا نعدم بعض النماذج المشرفة التي أدركتها حرفة الأدب فنذرت نفسها لخدمته!
* ومن أسمائنا الأدبية والتراثية التي كانت أعمالها الفكرية ولا تزال ثمرة لتلك الحالة الصادقة من العشق,, نثراً وشعراً,, رواية ودراسة,, أديبنا وشاعرنا الكبير سناً وقدراً,, سليمان بن محمد النقيدان,, فهو قامة ثقافية فارعة ابداعاً,, ونخلة سعودية سامقة عطاء,, لا تحني رأسها للرياح ولا تعترف بالفصول ولا تبخل بثمارها على الجميع بدون استثناء!
* والمدهش أن هذا الرجل يتسم بتواضع جم ونقاء نادر وبساطة متناهية ومحبة صافية لتراثه وأدبه ووطنه أرضاً وإنساناً!
يزين ذلك طموحه المتقد وروحه المتفتحة وإخلاصه لفنه وعشقه التراثي المتواصل الذي منحه هذه الخلفية الثقافية ودفعه لهذه الاسهامات المتعددة ليحتل مكانته الفكرية بعصامية تستحق الوقوف عندها طويلاً!
* وهذه النظرة التي أكتب عنه هذه السطور من خلالها لم تكن وليدة اللحظة بل هي حصيلة قراءات ومسامرات عديدة على مدى سنوات جسرها الحرف ومصباحها هذا العشق الذي تحدثت عنه على أن لقاءاتي به أمد الله في عمره وجهاً لوجه كانت قليلة رغم حرصي على تحقيقها لكنها تميزت بالثراء المعرفي والمحبة والتقدير والجلوس مع من هم في منزلته بلا شك غاية كل باحث عن الأدب الأصيل والخلق النبيل!!
* وبداية معرفتي به كانت متزامنة مع تسلمي للقسم الشعبي بجريدة اليوم في سنوات خلت، حيث أضافت كتاباته الرصينة لأوراق شعبية الكثير من الابداع الشعبي إلى جانب أسماء أخرى مازلت أذكرها بمزيد من الشكر والعرفان ومما يستحق الذكر أنه كان عاشقاً للحقيقة محتفياً بالرأي الآخر ملتزماً بالمواعيد غير معتد بنفسه إلى درجة أنه يستمع إلى محدثه مهما صغر سنه ليفيد ويستفيد!
وعندما علمت أن ما يحصل عليه من معلومات وقصص وأشعار لا يأتي إلا بعد جهد جهيد وجولات ميدانية أثقلت كاهله مادياً وجسدياً شعرت أنني امام باحث ذي جلد وصدق وعشق لا حدود له، وإذ أكتب عنه هنا إنما هي رغبة أرجو تحقيقها وهي تكريمه ليقطف ثمار جهوده ولنسعد معه بذلك ولو كانت هذه الخطوة بتسمية أحد شوارع بريدة باسمه أو احدى قاعات المتحف الشعبي أو منتدى القصيم الشعبي التابع لجمعية الثقافة والفنون أو بأي صورة تليق بهذا الرجل الموسوعة وبريدة لن تترد في ذلك بلا شك .
لوحة عربية:


ليس البناء الذي شيّدت حائطه
بالحظ مثل الذي شيّدت بالجلد

لوحة شعبية:


وإن كان معك أخطيت فاكبر خطاياي
إنه عجز يوصف شعوري كلامي


أعلـىالصفحةرجوع






















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved