أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 23rd May,2000العدد:10099الطبعةالاولـيالثلاثاء 19 ,صفر 1421

الريـاضيـة

في منتصف الأسبوع
الحقيقة الغائبة,!! أم المغيّبة,!!
عبدالله الضويحي
جاءت ردة فعل الأندية التي خرجت من هذا (الموسم بلا حمص) ان جاز التعبير خاصة تلك التي لامست النهائي أو كادت طبيعية، كما هي عادتها في كل موسم,, والضمير هنا لا يعود على اندية هذا الموسم,, بل كل الأندية في كل المواسم التي تتعرض فيها لمثل هذا الموقف، وهو امر طبيعي تعودنا عليه، اذ لابد ان تبحث مثل هذه الأندية عن كبش فداء,, او عن سبب لهذه الخسارة,, إما بحسن نية ظنا منها ان هذا هو السبب الفعلي والرئيس، أوعن قصد لصرف انظار جماهيرها عن الاسباب الحقيقية في محاولة للتخفيف من ردة الفعل المنتظرة، وهو ما يسمى في علم النفس ب(الاسقاط).
هذا الموسم شهد ثلاث حالات من هذا النوع لأندية ثلاثة,, بعضها بدأ مبكراً,, أو بلغة اخرى متزامنا مع توقيت الخروج,, بما يؤكد التوافق مع ردة الفعل المتوقعة.
والأندية الثلاثة,, وردود افعالها,, هي:
<< الأهلي الذي خسر نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، فانهى عقد مدربه البرازيلي زاناتا,, وأعفى مدير الكرة من منصبه وحل جهاز الكرة,, ووضع بعص لاعبيه على لائحة الانتقال,, وفي مقدمتهم القهوجي، وانهى اجراءات التعاقد مع مدرب ارجنتيني!! وعين مديرا للكرة!! كل هذا جاء خلال ساعات من الخسارة!!
** الشباب: خرج من المربع الذهبي وخسر نهائي كأس سمو ولي العهد,, وانهى عقد مدربه فلهو بينهما,, وقبل نهائي كأس سمو ولي العهد بثلاثة ايام,, اعقبه بعد الخسارة,, بقرار الاستغناء عن لاعبيه الاجانب، والبحث عن جهاز فني جديد,, ويفترض حسبما هو مبرمج أن يكون سمو رئيس النادي قد عقد مساء أمس الاثنين مؤتمراً صحفياً لشرح اسباب الخروج من الموسم بهذه النتائج.
** النصر: خرج من المربع الذهبي وحل رابعاً, ولم يذق طعم الفوز منذ اعادة تشكيل مجلس ادارته,, انهى عقد مدربه الاجنبي ميلان قبل مباريات المربع، وكلف المدرب الوطني يوسف خميس وزميله صالح المطلق، وبعد مباريات المربع,, حل الجهاز واعاد تشكيل جميع الاجهزة الفنية من جديد,, وقرر وضع عدد من لاعبيه الوطنيين,, ولاعبيه غير السعوديين على لائحة الانتقال وبدأ البحث عن جهاز تدريبي جديد استعداداً للمرحلة القادمة.
والسؤال الذي يطرح نفسه:
هل القرارات التي اتخذتها هذه الأندية هي المبررات الحقيقية والمنطقية لخروجها من هذا الموسم,, بهذه النتائج؟، أو لنقل بلغة أخرى انها الأسباب الوحيدة لذلك؟!
وحتى لايكون الاتهام أو الحديث عن هذه الأندية الثلاثة فقط,, أو انها معنية به,, لنطرح سؤالاً أكثر أهمية:
الهلال والاتحاد,, هل فوزهما ببطولات هذا الموسم خصوصا الهلال (4 بطولات) يعني عدم وجود اخطاء في سياستهم أو اساليب اعمالهم,؟!
الاتحاد: على سبيل المثال هل فوزه بكأس دوري خادم الحرمين الشريفين وعلى غريمه الاهلي يعني قناعته التامة بمدربه (بيدرو)،وهل هو في مستوى طموحات الاتحاد,؟
هل سيبحث الاتحاد عن بديل,؟! ام يبقي عليه باعتبار هذه النتائج,, ليتحول يوما ما الى كبش فداء,؟!
طبعاً,, هذا لا يعني التقليل من شأن بيدرو,, لكنها اسئلة تفرض نفسها وتنبع من احاديث وهمس الاتحاديين قبل واثناء مباريات المربع الذهبي,؟!
واذا كان الاتحاديون,, على قناعة بعدم كفاءة بيدرو,, او من سبقه لقيادة الفريق في المرحلة القادمة,, فعليهم طرح سؤال هام:
كيف تمكن الاتحاد من صدارة المرحلة الأولى من كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وبجدارة,, ورصيد اهداف ونقط قياسي؟! ثم توج ذلك بالفوز بالمربع الذهبي ومن ثم الكأس؟!
ان الاجابة الدقيقة والمفصلة على هذا التساؤل تمنح الاتحاديين فرصة واسعة وكبيرة لاكتشاف خطط وبرامج او اساليب ناجحة,, ومساندة للعملية التدريبية لصناعة التفوق وعليهم تعزيزها,, إذا ما ارادوا المحافظة عليها.
والهلال ايضا:
هل فوزه باربع بطولات هذا الموسم وفوزه بجدارة بلقب أفضل فرق الموسم (وليس أفضل فرق الدوري فهناك فرق),, اقول:
هل هذا يعني انه هو الآخر,, بلا اخطاء فنية أو ادارية,, وما إلى ذلك,؟!
من المؤكد,, ان الهلال والاتحاد كانا اقل الاندية اخطاءً وافضل الاندية خاصة الهلال قدرة على التعامل مع الاحداث وتجاوز الظروف والمشاكل التي مرت على الفريق,, مما جعلهما يحصدان ثمرة ذلك,, تتويجا بأغلى بطولات الموسم (بالنسبة للاتحاد),, واكثرها بالنسبة للهلال ,, وايضا اعظمها في هذا الموسم بالذات بل في كل المواسم كأس المؤسس الملك عبدالعزيز .
وفي يقيني لوان الهلال,, أو الاتحاد تعرض لمثل تلك الهزات التي حدثت للأهلي,, أو الشباب,, أو النصر,, ربما كان له قرارات مشابهة,!
أعود للتساؤل المطروح,, وهو اساس الموضوع وصلبه,, عما اذا كانت تلك القرارات لتلك الأندية هي المبرر المنطقي,, لاسباب الخروج من الموسم بلا بطولة,, لأطرح سؤالاً أكثر أهمية:
متى كانت الخسارة هي المقياس الحقيقي أو التقويم الحقيقي لعطاء الفريق,, ولآلية العمل الاداري والفني فيه,؟!
ومتى نؤمن,, بان البطولة,, أو المسابقة الرياضية تأخذ شكل الهرم,, وان قمته لا تتسع إلا لبطل واحد,؟!
ومتى نؤمن ايمانا حقيقيا,, وعمليا وليس نظريا بمثلث النجاح,, واضلاعه,,؟! ودور الاستقرار في رسم هذا المثلث وتكامله,؟!
اسئلة كثيرة,, وغيرها,, لا يتسع المقام هنا للحديث عنها.
وللحديث صلة,, في منتصف اسبوع قادم بإذن الله عن الأندية الثلاثة المشار اليها,, وغيرها,, إذ ان المساحة المتبقية في الزاوية,, مخصصة لموضوع لا يقبل التأجيل,!
* * *
إذا,, لم,,!! فمتى,,؟!
أحترم الأخ العزيز الحكم إبراهيم العمر كزميل سابق,, أو لمعرفتي الشخصية به,, وهو يدرك ذلك جيدا، كما ادرك شعوره المتبادل، ومن هنا فإنني اثق ان ما سيرد في الأسطر القادمة لا يؤثر بأي حال من الأحوال على هذا التقدير أو هذه العلاقة,, ولا على مكانة العمر,, أو من سأتحدث عنه، ولا على ادارته لنهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين الاخير بين الاتحاد والأهلي,, وأهنئه على هذا التكليف بالمناسبة وقبل الدخول في صلب الموضوع.
لكنني اتساءل,, وغيري ايضاً:
ألم يكن عبدالرحمن الزيد هو الأجدر والأحق من بين حكامنا جميعا مع احترامي وتقديري لهم بادارة هذه المباراة,؟! إذ ان جميع الظروف تصب في صالحه,, سواء ما يتعلق بالزيد نفسه,, أوبالمباراة كحدث,!
فالنجاحات العالمية التي حققها الزيد في السنوات الأخيرة سواء مشاركته في كأس العالم في مونديال فرنسا 98,, ومشاركته ايضا في ادارة المباراة النهائية في ذلك المونديال، وهي أكبر وأهم المباريات الدولية على الإطلاق,, ثم تتويجه وتكريمه من قبل الاتحاد الآسيوي كأفضل حكام القارة,, كلها أمور تستوجب تكريمه وتقديره من قبل لجنة الحكام الرئيسية باتحاد كرة القدم,, وليس هناك,, افضل,, واعظم تكريم وتقدير من تكليفه بادارة هذه المباراة.
ثم ان ظروف المباراة,, فيما يتعلق بطرفيها,, سواء من ناحية جغرافية,, أو كارتياح نفسي رغم عدم ايماني بهذه القاعدة,, لكنها تظل تندرج تحت اطار المراعاة وللأسف عندما يتم تكليف حكم ما,, بادارة مباراة,, وكأحد الأسس التي تستند عليها اللجنة.
والأندية التي تمثل حساسية لدى اللجنة فيما يتعلق بتكليف الزيد,, غير متواجدة في النهائي,, وهي فرصة قد لا تتكرر مرة اخرى على المدى القريب.
والزيد لم يتم تكليفه بأي منها في هذا الموسم,, أو الموسم الماضي تقديراً لنجاحاته العالمية.
إن أمل أي حكم,, كما هو أمل أي لاعب بالتواجد في محفل محلي كبير كهذا,, ينال فيه شرفاً كبيراً، وكان هذا هو اقل تقدير من لجنة الحكام,, للحكم الزيد,,!! ولا اعتقد ان هناك اي مبرر منطقي يمكن ان تستند إليه اللجنة في عدم تكليفه.
وعموماً,,, فإن هذا,, لن يقلل من مكانة عبد الرحمن الزيد كحكم عالمي,, وقدير,, شهد له القاصون,, قبل الدانين,و(ابوزيد) على ثقة كبيرة بنفسه,, وبهذا,, ويدرك حجمه وقيمته,, ومكانته محليا وعالميا,, دونما حاجة لشهادتي او شهادة الآخرين,, والله من وراء القصد

أعلـىالصفحةرجوع






















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved