|
| الريـاضيـة
* * نيقوسيا أ,ف,ب
هبت رياح التغيير على معظم البطولات الاوروبية لكرة القدم التي اسدل الستار عليها، فشهدت تتويج ديبورتيفو كورونا بطلا لاسبانيا للمرة الاولى في تاريخه، في حين احرز لاتسيو اللقب الايطالي بعد غياب 26 عاما، والامر نفسه ينطبق على سبورتينغ لشبونة البرتغالي الذي توج بطلا للمرة الاولى منذ 18 عاما، اما الاستثناءان الوحيدان، فكانا في بطولتي انكلترا والمانيا، حيث احتفظ مانشستر يونايتد بلقبه، وحذا حذوه بايرن ميونيخ في المانيا.
وتمثلت المفاجآت بخروج الفرق العريقة كبرشلونة الاسباني وارسنال الانكليزي ويوفنتوس الايطالي خالية الوفاض.
إسبانيا
دون ديبورتيفو كورونا اسمه في سجلات الفرق الفائزة بالدوري الاسباني للمرة الاولى في تاريخه عندما انتزع اللقب عن جدارة لانه تصدر الترتيب منذ المرحلة العاشرة ولم يتنازل عنها بعد ذلك,ولم يكن اشد المتفائلين يتوقع احراز ديبورتيفو اللقب وبالتالي فقد صبت معظم الترشيحات في مصلحة قطبي الكرة الاسبانية برشلونة وريال مدريد اللذين انفقا كثيرا في مطلع الموسم لتعزيز صفوفهما خصوصا الاخير بتعاقده مع الفرنسي نيكولا انيلكا والانكليزي ستيف ماكامنمان.
بيد ان خافيير ايرورتا الذي بات اول مدرب محلي يحرز اللقب منذ موسم 8586 بنى فريقا متجانسا وعرف كيف يضع اللاعب المناسب في المكان المناسب ليصبح تاسع فريق فقط يحرز اللقب منذ انطلاق الدوري عام 1928م.
وبعد خروج الفريق مبكرا من مسابقة كأس اسبانيا، ثم من الدور ربع النهائي لمسابقة كأس الاتحاد الاوروبي على يد ارسنال الانكليزي، فان الفريق صب جهوده على احراز اللقب الذي افلت منه في الثواني الاخيرة عام 1994م عندما اضاع له مدافعه اليوغوسلافي ديوكيتش في صفوف فالنسيا حاليا ركلة جزاء.
ويعود الفضل في احراز ديبورتيفو لقب الدوري الى محترفيه الاجانب بقيادة الارمادا البرازيلية دوناتو ودجالمينيا وماورو سيلفا وفلافيو كونسيساو بالاضافة الى قوته الضاربة في الهجوم الهولندي روي ماكاي، الذي سجل 22 هدفا، والارجنتيني تورو فلوريس والبرتغالي باوليتا، وقطبي دفاعه المغربي نور الدين النيبت واليوغوسلافي سلافيسا يوكانوفيتش فضلا عن حارس مرماه الكاميروني جاك سونغو.
وخرج برشلونة خالي الوفاض هذا الموسم على الرغم من ضمه البرازيلي ريفالدو افضل لاعب في العالم والهولندي باتريك كلويفرت والبرتغالي لويس فيغو, فبعد ان كان المرشح الابرز لاحراز دوري ابطال اوروبا، خسر امام مواطنه فالنسيا في نصف النهائي 14 ذهابا ولم ينفع في شيء فوزه إيابا 21، كما ان الفريق تعرض لخسائر فادحة خصوصا على ارضه في الدوري المحلي كلفته غاليا.
وادت هذه الازمة الى استقالة رئيس النادي جوزيب لويس نونيز ولحق به المدرب الهولندي لويس فان غال الذي تعرض لحملة شعواء في الصحف المحلية.
اما ريال مدريد، فلم يكن افضل حالا لانه بدأ الموسم بطريقة سيئة ادت الى الاطاحة بمدربه الويلزي جون توشاك واستبداله بابن النادي فيسنتي دل بوسكي, ثم جاءت قضية المهاجم الفرنسي نيكولا انيلكا الذي غاب عن التمارين لمدة ثلاثة ايام واوقف لمدة 45 يوما لتزيد الطين بلة.
وعلى الرغم من هذه الظروف نجح دل بوسكي في لم شمل البيت المدريدي وقاده الى نهائي دوري ابطال اوروبا متخطيا مانشستر يونايتد الانكليزي حامل اللقب وبايرن ميونيخ الالماني في الدورين ربع ونصف النهائي على التوالي ليواجه مواطنه فالنسيا في لقاء القمة غدا الاربعاء في باريس.
وبلغ اتلتيكو مدريد الذي احرز الثنائية موسم 9596 الحضيض بسقوطه الى الدرجة الثانية، وبالتالي فان افضل لاعبيه وعلى رأسهم الهولندي جيمي فلويد هاسلبانك سيضطرون الى تركه.
إيطاليا
حقق لاتسيو انجازا لم يسبقه اليه سوى ثلاثة فرق عندما جمع الثنائية الدوري المحلي والكأس , اما الفرق الاخرى التي نالت هذا الشرف فكانت تورينو عام 1943م ونابولي بقيادة النجم الارجنتيني دييغو مارادونا عام 1987 ويوفنتوس عام 1995.
وقد احرز لاتسيو لقبه للمرة الاولى منذ 26 عاما ووضع حدا لاحتكار فريقي ميلان ويوفنتوس على اللقب في الآونة الاخيرة واعاد اللقب الى العاصمة للمرة الاولى منذ عام 1983م,وتحقق بالتالي حلم رئيس النادي سيرجيو كرانيوتي الذي قرر جعل لاتسيو من اندية النخبة عندما تسلم منصبه عام 1992م وانفق ما لا يقل عن 200 مليون دولار لتعزيز صفوفه خصوصا في السنتين الاخيرتين ابرزهم التشيلي مارتشيلو سالاس والارجنتيني خوان سيباستيان فيرون.
ووعد كرانيوتي ببناء الفريق الحلم الموسم المقبل في اشارة ربما الى امكانية التعاقد مع البرازيلي ريفالدو والارجنتيني كلاوديو لوبيز، كما ذكرت تقارير انه ينوي استعادة مهاجمة كريستيان فييري من انتر ميلان.
وقال كرانيوتي:لن اتخلى عن اي لاعب, بل اريد تعزيز صفوف الفريق لان هذا الفوز مقدمة لانتصارات اخرى في المستقبل ,في المقابل، افلت من يوفنتوس فوز كان في متناوله لأنه تقدم على لاتسيو بفارق 9 نقاط في اواخر آذار/ مارس قبل ان يتعرض لخسائر متتالية كان ابرزها سقوطه على ارضه امام لاتسيو بالذات صفر 1 سجله الارجنتيني دييغو سيميوني.
وانقذ ميلان موسمه بضمان المشاركة في دوري ابطال اوروبا، في حين يتنافس على المقعد الرابع انتر ميلان وبارما اللذان يخوضان مباراة فاصلة غدا الثلاثاء على ملعب فيرونا المحايد لمعرفة هوية الفريق الذي سيمثل ايطاليا.
وكان انتر ميلان وبارما جمعا العدد نفسه من النقاط في نهاية الدوري المحلي 58 نقطة ، ولأن فارق الاهداف لا يعمل به في ايطاليا فانهما سيخوضان مباراة فاصلة.
انكلترا
حطم مانشستر يونايتد اربعة ارقام قياسية في طريقه الى احراز لقبه السادس في السنوات الثماني الاخيرة عندما حقق اكبر عدد من الانتصارات 28 من اصل 42 مباراة ، واعلى نسبة من الاهداف 97 ، واكبر فارق من النقاط عن اقرب منافسه 18 نقطة ، بالاضافة الى 11 فوزا متتاليا في نهاية الموسم.
وحلق مانشستر خارج السرب تماما وحسم اللقب قبل نهاية البطولة باربع مراحل وهو امر نادر الحصول في الدوري الانكليزي خصوصا في السنوات العشر الاخيرة.
ويبدو ان لا حد من الفرق المحلية يستطيع منافسة مانشستر في المدى المنظور خصوصا ان لاعبيه لم يبلغوا الذروة ومتوسط اعمار لاعبيه هو 26 عاما، كما ان التشكيلة ثابتة منذ ثلاث سنوات تقريبا مع تعديلات طفيفة، ثم ان لاعبيه الاحتياطيين لا يقلون شأنا عن الاساسيين وغالبا ما سجل النروجي اولي غونار سوسلكيار وتيدي شيرنيغام اهدافا حاسمة.
ويسعى مدرب الفريق السير اليكس فيرغوسون الى تعزيز صفوفه للموسم المقبل خصوصا بعد خروجه من ربع نهائي دوري ابطال اوروبا وفقدانه اللقب، وهو في حاجة الى مدافع خبير ليلعب الى جانب الهولندي ياب ستام بالاضافة الى حارس مرمى متمرس بعد فشل الاسترالي مارك بوسنيتش والهولندي رايموند فان در غاو والايطالي ماسيمو تايبي في سد الثغرة التي خلفها الحارس العملاق الدنماركي بيتر شمايكل, واصيب ليفربول بخيبة امل لانه فشل في ضمان مركز يؤهله المشاركة في دوري ابطال اوروبا وسيكتفي بخوض غمار كأس الاتحاد الاوروبي الموسم المقبل, وسبب الفشل هو عدم فوز ليفربول في مبارياته الخمس الاخيرة وصيام لاعبيه عن التسجيل خلالها ايضا.
ولم يقدم ارسنال مستواه المعهود، وكانت نقطة الضعف الاساسية خط دفاعه الهرم المكون من العواجيز طوني ادامس ومارتن كيوين ولي ديكسون ونايجل وينتبرن وجميعهم تخطوا الثالثة والثلاثين, بيد ان الامر الذي يبشر بالخير للموسم المقبل هو اكتشاف الموهبة التهديفية لدى مهاجمه الفرنسي تييري هنري الذي انهى الموسم بقوة وسجل 23 هدفا,وقد يخسر ارسنال جهود لاعب وسطه ايمانويل بوتي الذي يتردد انه في صدد الانتقال الى ريال مدريد الموسم المقبل.
وكوفئت الجهود التي بذلها لاعبو ليدز يونايتد عن طريق المشاركة في الدور التمهيدي لدوري ابطال اوروبا، علما بانهم تصدروا ترتيب الدوري المحلي لفترة طويلة لكنهم فشلوا في الاستمرار حتى النهاية.
ألمانيا
افلتت من باير ليفركوزن فرصة قد لا تتكرر لاحراز اول لقب في تاريخه بعد ان سقط في امتحان الرهبة في مباراته الاخيرة التي خسرها ضد اونترهاخينغ صفر 2.
وكان ليفركوزن قاب قوسين او ادنى من احراز اللقب علما بان التعادل كان يكفيه في مباراته الاخيرة لكي يتوج بطلا، لكن الرياح جرت بعكس ما يشتهيه، فبقي اللقب في خزائن بايرن ميونيخ للعام الثاني على التوالي.
واعترف نائب رئيس بايرن ميونيخ النجم السابق كارل هاينتس رومينيغه بان اللقب هو الاحلى لاننا لم نكن ننتظره خصوصا ان ليفركوزن كان في وضع اكثر من جيد لحسمه في مصلحته .
وسبق لبايرن ان احرز الكأس المحلية قبل اسبوعين بفوزه على فيردر بريمن 3صفر ليحقق الثنائية للمرة الثالثة في تاريخه بعد عامي 1969 و 1986م.
ويبقى هاجس بايرن ورئيسه القيصر فرانتس بكنباور احراز دوري ابطال اوروبا للمرة الاولى منذ عام 1976م عندما كان قائدا له علما بانه خسر النهائي العام الماضي امام مانشستر يونايتد بشكل مثير بعد ان تقدم 1صفر حتى الدقيقة 90، قبل ان يسجل الاخير هدفين قاتلين، ثم خرج على يد ريال مدريد الاسباني خلال الشهر الحالي.
وسيترك الفريق في نهاية الموسم مدافعه الدولي ماركوس بابل وسيحل مكانه على الارجح الفرنسي ويلي سانيول.
فرنسا
ولم يجد موناكو صعوبة في احراز اللقب وانهى التشويق باكرا قبل خمس مراحل على انتهاء الدوري مستغلا عدم ثبات الفرق المنافسة له خصوصا ليون وباريس سان جرمان.
ويعتبر التتويج انجازا للمدرب كلود بويل الذي خلف جان تيغانا في اواخر الموسم الماضي ونجح في احراز اللقب في اول موسم كامل معه.
وبويل 39 عاما هو ابن النادي منذ عام 1977 ولعب في صفوفه لمدة 17 عاما ويتمتع بشخصية قوية تفرض احترامها على اللاعبين.
واعتمد بويل على اربعة لاعبين يشكلون العمود الفقري للفريق وهم الحارس فابيان بارتيز ولاعب الوسط الارجنتيني الفنان مارتشيلو غاياردو والمهاجمان الخطيران الايطالي ماركو سيموني 17 هدفا والمحلي دايفيد تريزيغيه 21 .
وكان اللافت الصراع الشديد الذي خاضه مرسيليا للبقاء ضمن اندية النخبة واحتاج الى التعادل في مباراته الاخيرة ضد سيدان ليضمن ذلك.
البرتغال
وضع سبورتينغ لشبونة حدا لسيطرة قطبي الكرة البرتغالية بورتو وبنفيكا باحرازه اللقب للمرة الاولى منذ 18 عاما.
ولم يكن اشد المتفائلين من انصار سبورتينغ يتوسمون خيرا لاحراز اللقب هذا الموسم خصوصا في ايلول/ سبتمبر الماضي عندما مني الفريق بالخسارة تلو الاخرى كما خرج من الدور الاول لمسابقة كأس الاتحاد الاوروبي امام ستافنغر النروجي المغمور، مما اثار غضب الجمهور الذي طالب باقالة المدرب الايطالي جيوسيبي ماتيريزي,وادت هذه الازمة الى استقالة رئيس النادي خوسيه روكيت، ثم الى اقالة ماتيريزي, وفي حين توجهت الانظار الى التعاقد مع مدرب عالمي امثال الهولندي غوس هيدينك والاسباني خافيير كليمنتي او البرتغالي المعروف انطونيو اوليفيرا، فان المهمة اوكلت الى المحلي اوغوستو اينياسيو بصورة مؤقتة الذي لعب في صفوف الفريق سابقا وعمل مساعدا للمدرب في صفوفه، قبل ان يشرف على تدريب تشافيز وماريتيمو,وعمل اينياسيو على تحسين خط الدفاع نقطة الضعف الاساسية في الفريق، وزرع روح كفاحية في نفوس اللاعبين، فاسفر ذلك عن نتائج ايجابية، ففي الاشهر الستة الاولى باشراف المدرب الجديد، لم يخسر سبورتينغ سوى مباراتين من اصل 22 خاضها، فكافأته ادارة النادي بتثبيته في منصبه.
ويضم الفريق نخبة من اللاعبين المعروفين اهمهم الحارس الدنماركي بيتر شمايكل الذي انتقل الى صفوفه مطلع الموسم الحالي قادما من مانشستر يونايتد الانكليزي الذي احرز معه الكثير من الالقاب المحلية والاوروبية، والظهير الدولي روي جورج، والمدافعان فيديغال وبيتو.
|
|
|
|
|
