أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 23rd May,2000العدد:10099الطبعةالاولـيالثلاثاء 19 ,صفر 1421

القرية الالكترونية

النافذة
هل أعطينا تقنية المعلومات حقها من الإعلام؟
م/ مشبب محمد الشهري
كثير من الناس يرى أن تقنية المعلومات قد أخذت أكثر مما تستحق من الإعلام وإن كثيراً ممن يكتبون عن هذه التقنية في الصحافة قد أعطوها أكثر مما يجب وإن هناك مبالغة عن كون هذه التقنية ستغير مجرى نمط حياتنا اليومية وعن تأثيراتها في النمو الاقتصادي وفي الإدارة وسائر باقي العلوم, فالبعض يقول هذه أخبار الإنترنت على كل لسان وفي الصحافة الكل يكتب ويتكلم عن الإنترنت حتى كتاب الأعمدة اليومية غير المتخصصة ركبوا الموجة وصاروا يكتبون عن الإنترنت حتى لدرجة إن المتلقي اصيب بالغثيان لكثرة ما يكتب عن الإنترنت بشكل خاص وعن تقنية المعلومات على وجه عام, فيا ترى عزيزي القارىء هل لهذا الاتهام مايبرره؟, والجواب بالطبع لا بل بالعكس إننا لا نزال في جهل كبير عن تقنية المعلومات وعن مدى أهميتها لحياتنا وعن التأثير الذي ستحدثه على مستقبل حياتنا ولو ألقينا نظرة على ما ينشر عن هذه التقنية في وسائل الإعلام لوجدنا التقصير واضحا من جميع وسائل الإعلام ما عدا بعض الصحف وحتى الصحف فإن ماينشر فيها يعتبر متواضعاً جداً مع وجوب الاعتراف بمجهود صحيفة الجزيرة في تخصيص صفحة شبه يومية ستة ايام في الاسبوع لهذه التقنية وتنشر 8 صفحات اسبوعيا, ومن الملاحظ على ما ينشر في الصحف والمجلات عن هذه التقنية ندرة الدراسات العلمية الدقيقة عن تأثيرات هذه التقنية على حياتنا ومجتمعاتنا ومدى إمكانية استفادتنا منها, وكذلك ندرة التعرض لمستجدات هذه التقنية بالتحليل والدراسة والاختبار وذلك لعدم وجود المعامل في تلك المؤسسات.
هذا بالنسبة عن دور الصحافة فماذا عن دور وسائل الإعلام الأخرى؟ ففي الإمكان القول ان وسائل الإعلام الأخرى تعيش في عالم آخر غير العالم الذي نعيش فيه وتكاد تكون مفردة تقنية المعلومات مفردة غريبة عن تلك الوسائل وباستطاعتنا القول انه لا يوجد اي ذكر لتقنية المعلومات في وسائل الإعلام ما عدا الصحافة (هذا الموضوع كتب وأرسل قبل تبني إذاعة الرياض برنامج عن الإنترنت).
قبل أكثر من عام تحدثنا في هذا المكان في سلسلة من المقالات تحت عنوان نحو حوسبة المجتمعات عن اهمية تهيئة المجتمعات للتحول الى مجتمعات معلوماتية حيث تكون المعلومة هي المحرك الأساسي في الحياة اليومية كما بينا في تلك السلسلة عن كيف فطنت اليابان لأهمية تقنية المعلومات وكيف ان هذه التقنية ستكون العامل الرئيسي في الإمساك بزمام التقدم الاقتصادي والحضاري, لذلك فقد كانت اليابان من أول البلدان التي عملت خطة وطنية لمجتمع معلوماتي تحت عنوان خطة لمجتمع معلوماتي هدف وطني لعام 2000 كان ذلك في عام 1972م, ومن بعض الإنجازات المقترح إنجازها في تلك الخطة هو تكوين فكر معلوماتي بحيث تقلص الفجوة المعلوماتية في المجتمع.
ونستخلص مما سبق أن البلدان المتقدمة قد بدأت منذ السبعينات في التخطيط الى التحول إلى مجتمعات المعلومات والى ايجاد فكر معلوماتي بين افراد المجتمع وبالطبع لن يتم ذلك إلا عن طريق التعليم وتغيير مناهج التعليم وكذلك عن طريق وسائل الإعلام بالتثقيف, ولقد بدأت تلك البلدان تجني ثمار تحولها الى مجتمعات معلوماتية وتشهد تلك البلدان نموا اقتصاديا مستمرا ما كان لها ان تشهده في غياب صناعة تقنية المعلومات والاتصالات, بل بالعكس كان خبراء الاقتصاد يتوقعون كسادا اقتصاديا في حقبة التسعينات من القرن الماضي في الولايات المتحدة الامريكية الا ان نمو شركات المعلومات انقذ الوضع وقلب الكساد المتوقع الى نمو مطرد.
لقد أوشكنا ان نعيش الزمن الذي ستقاس فيه الأمية ليس بعدم القراءة والكتابة بل بعدم المعرفة بتقنية المعلومات فهل ياترى لا زال الاتهام اننا نعطي تقنية المعلومات أكثر من حقها في وسائل اعلامنا قائما؟ وإننا نبالغ عندما نتحدث عن أهمية هذه التقنية؟ آمل ان يُنظر للموضوع بموضوعية و ألا ننسى اننا نعيش عصر المعرفة والمعلومة.
mmshahri@scs.org.sa

أعلـىالصفحةرجوع






















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved