أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 23rd May,2000العدد:10099الطبعةالاولـيالثلاثاء 19 ,صفر 1421

الثقافية

نافذة على المبدع
حول الرواية والقصة وقضايا الإبداع كان لصفحة إبداع حوار مقتضب مع القاص ناصر سالم الجاسم,, نحاول من خلاله ان نحدد هوية الإبداع,, وننطلق من هذه المداخلة الى عوالم المبدع الذي يحاول تقديم الأفضل بل إنه وفي هذا السياق يكون عادة معياراً حقيقياً للأدب والإبداع فالى هذا الحوار الذي جاء على هيئة نافذة نطل من خلالها على المبدع الجاسم وعوالمه الإبداعية:
* القاص ناصر الجاسم كيف يرى الهجمة الروائية الجديدة,,؟
ان تعبير هجمة ينقصه الدقة، ويبدو لي ان التعبير الأدق والأنسب كلمة حركة، وربما تعبير الرواية الجديدة يجسم الموضوع ويصادر مفردة هجمة نهائياً ويدخلنا في منطقة إبداعية بكر، منطقة تقنيات واستكشافات أدبية، فالرواية الجديدة حركة إجناسية، وكل جنس جديد يغري بالتجريب، ولابدَّ أن نجرب حتى تكتمل ملامح الجنس الأدبي المسمى الرواية الجديدة وحتى يضع النقاد أركانه وشروطه المميزة له عن بقية الأجناس الأدبية الأخرى، والرواية الجديدة جنس سردي متمرد على الرواية الفنية، فتحرك حركته ولايزال مستمراً فيها ويحتاج الى وقت طويل حتى يثبت مكانته عند القراء النقاد، وعند النقاد الدارسين، فعنصر الذوق مرتبط بعنصري المكان والزمان, فما يروق لبيئة معينة في زمن معين قد لا يروق لبيئة أخرى مجاورة في الزمن نفسه، فذوق القراء عماد أول لنجاح الأجناس الأدبية، ولكن تبقى الخطورة في المسمى أو التسمية، فهناك من يعنونون تلك الحركة الكتابية بمفردة سرد أو مدن أو نص,, إلخ، فما زالت التجربة في حكم المجهول وأنا من هواة الاحتراس والحيطة ولكن لا بأس بقليل من المغامرة والتجريب المشروط والمنضبط.
* كيف ينهل الأديب المبدع من التراث,, وكيف توظف صوره الفاتنة,؟
المخزون التراثي ملك أمة وليس ملكاً للمثقف أو المبدع، ومجالات الاستفادة منه بالنسبة للمشتغل في حقل السرديات متشعبة وخصبة وغنية، والمخزون التراثي يمدُّ ويفتح للمسرحي خاصة آفاقاً عديدة، أما الروائي فتكمن استفادته منه في الرواية التاريخية وهي أصعب نوع من أنواع الكتابة الروائية، أما في القصة القصيرة فلابدَّ من أن يبدي القاص مهارة فائقة في توظيف التراث، فكلمة التراث واسعة جداً، والتراث بعضه مُحبُّط وانهزامي، وتراثنا العربي تراث قصصي قبل التوظيف، وما يعنيني في التراث كقاص أو كروائي الجانب الأسطوري الخرافي والجانب الغرائبي، فهما عندي نكهة تضاف للنص، وليس القضية ضرورة الاتكاء على التراث أو عدمها، إنما القضية في كيفية التوظيف، والكيفية تلك قد حددها النقاد، والمبدعون المثقفون يعرفون كيف يستغلون التراث في نصوصهم الاستغلال الإبداعي.
* هل لحالة الكتابة اثر في عطائك القصصي,, وهل لديك رؤية خاصة في كتاب القصة؟
القص عنصر حي في كل الأجناس الأدبية، فالشاعر يقص، وكذا المسرحي، وكذا الروائي، وكذا كاتب المقامات، القص فعل مخيلة، وما دامت المخيلة الإبداعية تعمل فبالتالي القصة القصيرة لن تكفن، ولو راقبت حركة الأجناس الأدبية لوجدت ان القصة القصيرة اشبه بالكائن المطاطي، يقصر ويطول ويتكور على نفسه، ويعيد تشكيل هيئته حسب الظروف المحيطة، والظروف المحيطة الآن تقول: إنه يجب ان تكون القصة القصيرة قصيرة جداً ومتوسطة وعلى هذا الأساس فهي مزدهرة لأنها تعيد خلق نفسها بين فترة وأخرى في صورة أحجام عدة، فبعدما كانت القصة الطويلة مرغوبة تراجعت وانحسرت وحل محلها القصيرة جداً والمتوسطة ولكن ظلت كلمة قصة باقية، لأن القص هو الأساس في الذوق وليس الحجم، ولنكن أكثر عدلاً ونقول: القص أولاً والحجم ثانياً.
* هل تضع ذاتك في مجال إبداعي واحد,, أم أنك صاحب تجارب متعددة؟
انا لا اقولب نفسي، بل أعمل دائماً على فك قلمي من اي إسار، أحاول دائماً أن أمحو معالم بصمتي من أي نص أكتبه، عدا أن النص يحدد طابعه وحده دون تدخل مني أو تخطيط مسبق، ولذلك فمشروعي القصصي فكري أكثر منه إبداعي، فالشخصية الإنسانية أولاً والطابع تالياً.
* كيف ترى علاقتك بالنقد والنقاد؟
ألاحظ ان هناك نصوصاً لي نقدت أكثر من مرة ونصوصاً لم تفقد البتة، وألاحظ ان نقاداً معينين تستهويهم اعمالي، ونقاداً آخرين يخشون الاقتراب منها، وللاثنين الحق في ذلك فليس كل نص يقبل النقد، وهناك من النصوص ما يقبل أكثر من نقد، وهناك من النقاد من لا يجيد غير مدرسة نقدية واحدة، أي منهج واحد ويفنى فيه.
عبد الحفيظ الشمري

أعلـىالصفحةرجوع






















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved