أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 23rd May,2000العدد:10099الطبعةالاولـيالثلاثاء 19 ,صفر 1421

الثقافية

لافتة
رحمك الله يا شلش
عاش الاستاذ عبدالرحمن شلش سنوات ليست بالقصيرة في بلده الثاني المملكة العربية السعودية وعمل في النادي الأدبي بالرياض, واستقر أخيراً في جمعية الثقافة والفنون لسنوات طويلة حتى اختار لأسباب عائلية الاستقرار في القاهرة, تعرفت على الرجل من خلال العمل سوياً في الجمعية ومن خلال مجلة التوباد بشكل أوثق إذ سبقني في تولي سكرتارية تحريرها, وكان له الفضل في اكسابي الكثير من الخبرة وليست الخبرة التحريرية فحسب بل خبرة الحياة والتعامل النزيه المصحوب بالأنفة واحترام النفس وحب الخير للجميع, لقد كان مدرسة في أخلاقه العالية ونقده الصادق وأسلوبه المميز وشموليته الثقافية الأدبية, كان دائماً مبتسماً حتى في أشد حالات الغضب لايبخس أحداً حقه ولو لم يكن معه على وفاق, كانت له بصمات بارزة في النقد الأدبي خاصة القصة القصيرة والدراسات الأدبية الحديثة, شارك في الكتابة في العديد من المجلات والجرائد العربية على مستوى العالم العربي وبعد أن تولى سكرتارية نادي القصة المصري أخيراً اسهم بجهد واضح في اظهار العديد من مشاريعه الثقافية المكدسة في الادراج وساعد على انتظام مجلته الدورية وتجديد حلتها ثقافياً وطباعياً, وكانت له طموحات وآمال كبيرة في تحقيق مزيد من الانجازات.
كلما زرته في القاهرة أخذ يجاذبني الحديث عن السعودية والأدباء والزملاء الذين عاش بينهم فترة طويلة من الزمن, وكنت المس في حديثه الصدق والحب والوفاء وهي صفات متأصلة لديه عاش يؤمن بها ويطبقها في حياته.
في آخر لقاء لي معه حدثته عن اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م فكان مسروراً لذلك الاختيار ويرى ان هذا أقل ما يمكن إهداؤه لهذه المدينة التي احتضنت الثقافة العربية الإسلامية وهيأت المكان الآمن والمشجع للكثير من رموزها واقامت لها المنابر في الجامعات والنوادي والجمعيات ومن خلال الصحف والمجلات ومراكز البحوث والمعلومات والمكتبات.
كما ابدى حزنه العميق على فقد رائد من رواد الثقافة العربية في العصر الحديث وهو صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله.
لم يستسلم الأستاذ شلش للمرض رغم معاناته منذ زمن طويل, لقد كان شعلة من النشاط قراءة وكتابة حتى في أكثر الأوقات ألماً ومعاناة.
لم يعرف اليأس أو يستسلم للمعوقات وما أكثرها في عالمنا العربي وخاصة في ميادين الأدب والثقافة, لقد كان متفائلاً وممن يرى ان مالايدرك جله لايترك كله, وان التغيير للافضل وخاصة في النواحي الثقافية لايظهر فجأة ولايتحقق بجلب الأجهزة الطباعية والاخراجية الحديثة ووسائل الاتصال المتطورة فقط، بل يجب أن يصاحب ذلك عزيمة وصبر وتدرج في الرقي واخذ بكل الأسباب الإيجابية وعلاج لما هو موجود وما سيظهر من السبليات بين الحين والآخر.
بالأمس القريب كنا نعزيك ياعبد الرحمن في أخيك علي واليوم نعزي انفسنا فيك، رحمك الله رحمة واسعة والهم أهلك وأحبابك ومعارفك الكثر الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
عبد الله محمد الموسى

أعلـىالصفحةرجوع






















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved