أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 23rd May,2000العدد:10099الطبعةالاولـيالثلاثاء 19 ,صفر 1421

الفنيــة

نحات وقصاص,, وأخيراً مخرج الفنان السوري بسام كوسا
الدراما السورية إلى هبوط,, وانتشارها يرجع لوسائل الاتصال!
* *القاهرة مكتب الجزيرة : محمد عمر
يأسرك بسام كوسا بأدائه، فهو فنان يبغى دائماً الوصول إلى مرافىء شخصيته المطلوب منه بعثها من ورق وتصور ذهني لدى سيناريست أو مخرج إلى حالة مليئة بالصدق والحيوية,في عام 1993 عزمناه بفيلم كومبارس للمخرج نبيل لمالح الذي عاد للعاصمة السورية بجائزة الاخراج الذهبية من مهرجان القاهرة الدولي, وبين عام وآخر نلتقي ثانية مع بسام في افلام سورية نجحت في احتلال مكانة محترمة في تاريخ السينما العربية,, منها صعود المطر لعبد اللطيف عبدالحميد في دور هامشي !, وهذا العام شهدناه في فيلمين نسيم الروح رائعة عبداللطيف عبدالحميد ,, والكواكبي أو تراب الغرباء لسمير ذكرى، وعندما اعلنت جوائز مهرجان القاهرة حزن كثيرون لانه لم ينل افضل ممثل عن الحالة التي بثها إلينا من ادائه لنسيم الروح وها هو ينال جائزة افضل ممثل من اول مهرجان خليجي للسينما العربية والذي اقيم بالبحرين,, ولكن عن دوره في الكواكبي ,, وهو ما عبر عنه متابعو المهرجان من أن الجائزة كانت يجب ان تذهب لدوره في نسيم الروح .
وبسام مثل أغلب المهموين بالسينما في سوريا فنان مثقف بكل ماتعنيه الكلمة من دلالات، تلحظ ذلك من حديثك معه,, ووعيه بأهمية السينما خاصة والفن والثقافة عموماً، وفي اكتوبر الماضي نال احدى جوائز مهرجان دمشق السينمائي عن اول فيلم قصير من اخراجه، وفي ذات الوقت صدرت ثاني مجموعة قصصية له الجزيرة بدات حواره معها من اهمية ثقافة ووعي الفنان وسط اجواء السطحية والتفاهة.
- المعرفة عموماً,, مادية وروحية تساعدني على الوصول لحضور مؤثر وموحي داخل المشهد اياً كان,, تليفزيون اوسينمائي، وتساعدني على التعامل مع الادوار المختلف بحساسية عالية,, والأهم صادقة، فلا اقف عند تقنيات الاداء التي تُدرس لمن يريد، وبالطبع تمكنني من فهم نسيج الشخصية المطلوب أداؤها للوصول إلى جوهرها وما ترمز اليه.
اهتمام واسع
*لماذا لانعود للبداية؟
البداية اهتمامات فنية وثقافية عامة، انشغال ببحر الفن الواسع، ودراسة بكلية الفنون الجميلة وممارسة لفن النحت، وعندما ابديت اهتمامي بالعمل بالتمثيل عرضت عليَّ أدوار اراها الآن رغم حجمها مناسبة ومعبرة، ابرزها الفيلم التليفزيوني عالية عام 1985 ، كما انني اجد في القصة وسيلة اخرى للتعبير وقد صدرت نوفمبر 1999 مجموعة القصصية الثانية,, وأظل في النهاية ممثلا محترفا .
* لكن الممثل المحترف الذي عرفناه بطلا للجزء الاول من مسلسل خان الحرير لهيثم حقي غاب عن اهم وجبة درامية عربية,, في رمضان الماضي؟
لانني ممثل محترم احترم عملي وفني واغرق فيه ان جاز التعبير ولا احب العمل في مشروعين معاً، وتصادف انني دعيت للمشاركة في فيلمي تراب الغرباء ونسيم الروح على التوالي، ومخرجهما مثلي ينغمسان في عملهما ويعطيان لعملهما الوقت اللازم للنضج ,, هكذا اعتذرت عن عدة اعمال تليفزيونية.
* ألاترى فارقاً واضحاً بين الفيلمين من حيث الشخصية والنوعية,, والمستوى ان جاز لنا التقييم؟
وستجد فارقا أيضاً بينهما من حيث الشخصية والنوعية وبين كومبارس وصعود المطر ,, وخان الحرير ، هكذا الاحتراف والفن,, والتنوع والثراء، اما المستوى فقد اراد كل مخرج سلوك طريق معين لإيصال رسالته، منهما من اختار الاجواء التاريخية والمباشرة المقصودة كما في تراب الغرباء ، واختار عبداللطيف عبدالحميد الرومانسية والشفافية كما في نسيم الروح كما هو واضح من اسمه.
صور ةمختلفة
* مع ذلك كثيرون شاهدوك في نسيم الروح مختلفاً تماماً واكثر وصولاً إليهم؟
بالطبع من حق كل إنسان أن يتلقى كما شاء، وربما ظروف عمل تراب الغرباء وتعطله أكثر من مرة القت بظلالها على النتيجة النهائية للفيلم، لكنني التزمت تماماً بما اراده المخرج، وعامة لايسع اي فنان حقيقي سوى ان يسعد برد فعل من شاهدوا نسيم الروح وقد عرفت ان كثيرين غضبوا لعدم فوزي بأفضل ممثل من مهرجان القاهرة,, ويكفيني هذا التقدير، لكنني اعتقد ان تصفية حسابات بشكل أو بآخر تجاه السينما السورية تمت في المهرجان.
*أجواء نسيم الروح ألا تشبه اجواء عالية الذي قدمته قبل 14 عاماً للتليفزيون!
هذا صحيح، عالية كتبه عبداللطيف مخرج نسيم الروح ، وكلاهما ينشغل بأجواء التضحية والحب الافلاطوني التعبيران لتقريب الفكرة فقط ، لكن عالية مال نحو الكوميديا أكثر، في حين غُلف نسيم الروح بأجواء رومانسية شفافة، وأعتقد أننا في حاجة لاعمال اكثر تخرجنا من اجواء الانانية والجزر الانسانية المنعزلة المنتشرة منذ سنوات.
دائرة الاختيار
*هذا يدفعني للتساؤل عن معايير اختيار أعمالك؟
للاسف ظروف السينما السورية مع التحفظ على وجود سينما سورية لاتسمح لنا باختيار اعمالنا، لان الانتاج محدود للغاية، فنحن نُطلب لأدوار، وبالتبعية فإن حقنا كفنانين يكاد ينحصر في قبول الادوار المعروضة علينا أو رفضها، هكذا فاختياري للادوار المعروضة عليَّ محكوم في النهاية بأجواء العمل السينمائي والتليفزيوني في سوريا، وعادة ما أسعى للوصول إلى افضل المطروح,, بدءاً من النص والدور وكيفية صياغته وبالطبع المخرج، وانتهاء بجهة الانتاج، ولا أزعم انني وفقت في كل اختياراتي.
* إذن لماذا قبلت دوراً صغيراً أو هامشياً في صعود المطر رغم لعبك بطولة اكثر من عمل قبله؟
أولاً,, لا اشاركك في وصف هامشي ، فكل دور يُقيم وفقاً لموقعه من نسيج الفيلم وليس تبعاً لحجمه، وبالنسبة لي اعتبر مجرد المشاركة في أي عمل سينمائي جيد بمثابة فرصة معرفية وتقنية, وهناك عدة ملابسات احاطت بقبولي لهذا الدور، أولها أنني لا أحب أن أتحول إلى نجم,,, ولأن النفس امارة بالسوء فعليك ان تردعها من آن لآخر وتقسو عليها لتظل مؤمنة انها فنان تؤدي ماتجد نفسها فيه بغض النظر عن الحجم، ثاني الملابسات,, أن الدور عُرض على ممثلين شبان ورفضوه لانهم رأوا انفسهم اكبر منه، فأردت أن اضرب لهم مثلاً بنفسي، ثم إن هناك علاقة إنسانية وفنية خاصة تربطني بعبداللطيف عبدالحميد مخرج صعود المطر وهو جدير بان تقف معه عندما تشعر بحاجته إليك.
* لم تكتف بالنحت والقصة والتمثيل، ها أنت تخرج فيلماً قصيراً حفله مهذبة شاركت به بمهرجان دمشق الماضي؟
تجربة الإخراج ليست بعيدة عن اهتماماتي الفنية، والحكاية ببساطة ان فكرة اختمرت في رأسي والحت علي لاخرجها,, واعتقد أن النتيجة ايجابية بدليل الصدى والتقدير الجيد الذي لقيته من المهرجان وممن شاهدوا الفيلم.
* هل هو تحول فني؟
الأمر ليس بهذا الشكل، هناك افكار ورؤى معينة تحرث طريقها، فإن تبلور امشي فيه، لكنني في النهاية ممثل محترف.
الدراما السورية
*هل ننتقل إلى التلفزيون وهاهي الاعمال السورية بتياراتها المختلفة؟
مقاطعة عندما نتحدث عن التيارات والاتجاهات نضخم ونهول من حجم الدراما السورية، وننسب لها ما ليس فيها، يمكنك أن تتحدث عن واقعية إيطالية أو تعبيرية المانيه أو كلاسيكية إنجليزية، هذه تيارات واتجاهات لها زخمها الفلسفي والثقافي، اما الدراما التليفزيونية فهي لا تتكىء على ما ذكرت، وحالها عامة لايختلف عن حال مجمل الدراما العربية,, مجرد حالة لونية ,, سيرك متعدد الألوان وغير قائم على اي اسس ثقافية.
*عادة ماتتهم بالتقليل من شأن الدراما السورية؟
انا لا اقلل من شأن دراما وطني، كما انني جزء منها وازدهارها ورقيها سينعكس عليَّ، ومن وجهة نظري انها تعاني من مشكلة عويصة جداً وفقد بدأت بأعمال قوية لكنها اخذت في التحول إلى ما يشبه البازار ، واصبحنا لا نعرف من يعمل بها، وبالتالي على الاقل كممثلين سوريين لا يجب ان نخدع انفسنا، ونفس الحال بالنسبة للمنتجين,, باننا بجهودنا وبأعمالنا العظيمة والرائعة (!,,) وصلنا للآخرين.
* إذن كيف تقيم الصدى الذي لاقته هذه الدراما خلال السنوات الاخيرة؟
يجب ان نعترف ان الاقمار الصناعية هي التي اوصلتنا,, تماماً كما اوصلت اي قبيلة افريقية الى باقي انحاء العالم الذي تحول إلى قرية اعلامية صغيرة,, بالتالي الفضل لوسائل الاتصال، دون ان نغفل وجود حالة إنتاجية نشطه,, لكن هل تعبر الحالة النشطة عن قمة ابداعية حقيقية؟
*وكيف ترى الإجابة؟
الإجابة تنحصر في تحذير شديد، وقرع لإجراس الخطر كما يقولون، فالحالة الابداعية آخذة في الهبوط.
*لماذا؟
عدة اسباب، منها وابرزها دخول عدد كبير جداً من غير المعنيين بالفن الدرامى لحقل الانتاج، اخطرها رؤوس اموال من خارج سوريا يهمها الربح فقط وليس القيمة المعرفية أو الإبداعية، وبالتالي تصنع اعمالاً تستثمر فيها ممثلين اصبحوا مشهورين بأقل قيمة ممكنة وبأردأ المواصفات، ثم تصدرها للخارج على انها انتاج سوري، وهؤلاء جذبوا معهم كتابا عديمي الموهبة,, وآخرين مخزونهم المعرفي ضعيف، لينحدروا بالدراما السورية ,,, وهذا ماحذرت منه علانية منذ عدة سنوات.

أعلـىالصفحةرجوع






















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved