أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 23rd May,2000العدد:10099الطبعةالاولـيالثلاثاء 19 ,صفر 1421

مقـالات

بوح
قلق
إبراهيم الناصر الحميدان
أصبح المجتمع الخليجي مسرحاً للتناقضات، وهو أمر طبيعي بعد أن التحم هذا المجتمع بما يجري خارج حدوده ولتأثر أبنائه بالتيارات الفكرية والعقائدية سلباً أو إيجاباً عقب أن أصبحت الكرة الأرضية قرية ضخمة مهدت الاتصالات الفضائية بأن تزيل أية عوائق تحول دون الاستفادة من المنجزات الحضارية التي تحققت لأي مجتمع على وجه هذه الكرة أو مكاسب علمية لم تتوقف نحو المزيد من الجديد في أي حقل أو مرفق, وللسبب نفسه فنحن سواء في هذه البقعة أو تلك لابد وأن يكون لنا ردة فعل لما نسمعه من سلوكيات بعض الفئات في جهة من جهاتنا الأربع بل ونصاب بالقلق من الطيش والتعصب ويزيد الأمر سوءاً حين تعمد بعض الشرائح إلى تنصيب نفسها جهة قضائية وتنفيذية في الوقت ذاته وهو انتهاك صارخ لروح القانونية والسلطات التنفيذية وللحريات الفردية حيث أن ذلك يعيدنا إلى قانون الغاب عندما كان يمارس الفرد الجاهل غير المتحضر إلى أخذ ما يريد بالقوة الغاشمة وليس بالحق والمنطق , ولذلك كان أول مافعلته القوانين السماوية والوضعية إلى تحديد اماكن يسودها الاحترام المتبادل, فإذا كان من حقي أن استمتع بما حباه الله لنا من إمكانات عقلية فإن للآخر نفس الحقوق على أن يسود القانون في كافة الحالات, فالأخذ يقارب العطاء عن طواعية وليس تذمرا, وبديهي أن يفسح القوي لذلك الضعيف المجال حتى يتحقق له ماينشده وكذلك الرجل للمرأة والشاب للصبي, وحتى للحيوان الذي توجد من أجله جماعات للرأفة به وعدم الإساءة غير المبررة له لأنه لا يستطيع رد الأذى الذي يوجه نحوه, والجهات القضائية أو التنفيذية ينبغي أن تكون صارمة في بسط حماية القانون وحقوق الإنسان حتى لا تكون القوة الجسدية أو المعنوية سبيلاً إلى انتهاك ذلك القانون, وإلاّ من يصدق ونحن في القرن الواحد والعشرين أن بعض الأفراد يمارسون السلطة من تعصبهم فيضربون في رابعة النهار طالبة أو أستاذاً في مؤسسة ثقافية لمجرد أنه تلفظ بأفكار لا يؤيدونها أو أن أحدهم ارتدى ملابس لا يحترمونها كونها تعطي مظهراً غربياً وربما سوف يأتي الوقت الذي يمنع فيه هؤلاء تناول بعض الوجبات الغذائية لأنها مستوردة! وقد تجاهل هؤلاء بأننا بكل أسف نستعمل كافة صناعات الغرب الكافر في المأكل والملبس والتنقلات وحري بنا في هذه الرحلة أن نواكب هذه النهضة العلمية بالمقارعة الخلاقة وليس بالزجر والتصدي أي أن نطور أدواتنا الفكرية ونظرتنا المستقبلية بالوعي وانتشار التعليم وليس بتهشيم ما تحقق لهم من مكاسب هي في الواقع امتداد لقرون مضت من التجارب والمعاناة في خدمة الجنس البشري , وإنه لمن المؤسف حقاً أن تتراجع بعض الشرائح عما حباها الله من العقل والاتزان فتفرض مثل هذه الممارسات التي ذهبت إلى غير رجعة مع عصور الجهل والظلام, ومن هذا المنطلق فإننا نكرر بإن الحوار والعقل هما السبيل إلى تحقيق الاستقرار والانجاز الإيجابي في خدمة قضايانا الوطنية والاجتماعية .

أعلـىالصفحةرجوع






















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved