أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 23rd May,2000العدد:10099الطبعةالاولـيالثلاثاء 19 ,صفر 1421

مقـالات

المعاهد الصحية ,,ومحدودية الفائدة
د, عبدالله بن حسن الدغيثر *
دأبت حكومتنا الرشيدة حفظها الله على الحفاظ على مواطنيها في جميع أوجه حياتهم سواء الأمنية أو التعليمية أو الصحية , فقد نصت المادة رقم (31) من نظام الحكم على التزامها بتوفير الخدمات الصحية سواء الوقائية أو العلاجية أو التأهيلية , وأنشئت لذلك العديد من المستشفيات والمراكز الصحية التي غطت خدماتها كافة بقاع المملكة وقراها وهجرها , واستجلبت لتشغيلها آلاف الأطباء والفنيين والإداريين , ورغبة من الدولة رعاها الله في توطين المعرفة فقد افتتحت العديد من المعاهد والكليات الصحية والطبية , وقد تم افتتاح أول معهد صحي يقبل الطلبة السعوديين الحاصلين على شهادة الكفاءة المتوسطة ثم توالت المعاهد حتى وصل عددها إلى (44) معهدا صحيا منها (18) معهدا للبنين و (26) معهدا للبنات , وقد تم تطوير الدراسة في المعاهد ورفع مستوى القبول بها إلى الثانوية العامة اعتبارا من عام (1415ه), كذلك تم إنشاء ثلاث عشرة كلية صحية منها سبع للبنين وست للبنات .
إلا أن المتتبع لاعداد الخريجين والخريجات من هذه المعاهد يلحظ انخفاض أعداد الطلاب وبالتالي انخفاض الخريجين والخريجات ، فقد انخفض عدد الطلاب من (2661) طالبا في عام (1416ه) إلى (1699) طالبا في عام (1417ه) ثم إلى (616) طالبا في عام (1418ه) أي بمعدل نمو سلبي قدره 53% سنويا , وكذلك الحال بالنسبة للخريجين فقد انخفض عددهم من (1248) خريجا عام (1416) الى (272) خريجا عام (1418ه) بمعدل نمو سلبي قدره 53,3% سنويا أما بالنسبة للمعاهد الصحية للبنات فقد انخفض عدد الطالبات من (1405) طالبات في عام (1416ه) إلى (789)طالبة في عام (1417ه) ثم انخفض إلى (249) طالبة عام (1418ه), أي بمعدل نمو سلبي قدره ( 58%), كذلك انخفضت اعداد الخريجات من (751) خريجة عام (1416ه) إلى (107) خريجات عام (1418ه) أي بمعدل نمو سلبي قدره ( 62,3%) سنويا.
يقابل هذا النمو السلبي في اعداد الطلاب والطالبات والخريجين والخريجات في المعاهد الصحية الثانوية التابعة لوزارة الصحة في المملكة ، يقابل نموا إيجابياً قدره (21,6) للطلاب، و(12,6%) للطالبات حيث بلغ عدد الطلاب بالكليات الصحية للبنين عام (1418ه) (1644) طالبا مقارنة ب(1111) طالبا في عام (1416ه) كما بلغ عدد طالبات الكليات المتوسطة (735) طالبة عام (1418ه) مقارنة ب (580) طالبة عام 1416ه .
ومن هذه الإحصائيات يتضح أمران :
الأمر الأول : عزوف الشباب السعودي والشابات عن الالتحاق بهذه المعاهد خاصة بعد رفع شروط القبول إلى الثانوية العامة حتى تساوت مع شروط القبول للكليات الصحية أو الجامعات السعودية الأخرى , فما الذي يدفع بخريج أو خريجة ثانوية عامة للالتحاق بمعهد بينما مؤهلها يمكنها من دخول الكلية أو الجامعة خاصة أن سنوات الدراسة في المعهد مقارنة بعدد سنوات الدراسة في الكلية الصحية متقاربة تقريبا , ناهيك عن الفروقات في المزايا المالية والمركز الوظيفي بين خريج المعهد الصحي وخريج الكلية الصحية ,
الأمر الثاني : أن نسبة العزوف وتناقص أعداد الملتحقين الذي وصل إلى (58%) وتناقص أعداد المتخرجين والمتخرجات الذي وصل إلى أكثر من (62%) خلال ثلاث سنوات فقط (14161418ه) سيؤدي إلى تناقص عدد الملتحقين بهذه المعاهد وستجد وزارة الصحة أن لديها (44) معهدا صحيا يقتطع جزء كبير من ميزانيتها بينما لا يتجاوز عدد طلاب هذه المعاهد طلاب كلية واحدة من كلياتها ناهيك عن المستوى العلمي المتدني لخريجي هذه المعاهد نظراً لمحدودية المعلومات العلمية التي يحصلون عليها ,
ومن هنا يتضح جليا الإقبال على الكليات والعزوف عن المعاهد الصحية الأمر الذي أفقد هذه المعاهد الهدف من إنشائها وهذا لا يعني أن المعاهد الصحية لم تساهم في سعودة الوظائف الصحية في الوزارة وبالتالي تطور الخدمات الصحية في المملكة ولكن مع التطور العلمي لابد ان نطور مناهجنا ومدارسنا وبالتالي التحول إلى الكليات الصحية وتقليص المعاهد الصحية تدريجياً .
* رئيس قسم علوم صحة المجتمع
كلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الملك سعود
بجامعة الملك سعود

أعلـىالصفحةرجوع






















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved