| عزيزتـي الجزيرة
صباح سبت مفجع استقبله طلاب الثالث الثانوي قسم العلوم الطبيعية في مملكتنا الحبيبة وذلك حينما تسلموا أوراق أسئلة الاختبار لمادة الرياضيات وأتصوّر أن الفاجعةلا تقتصر على ذلك الصباح ولا اليوم ولا الشهر نفسه وإنما قد تمتد إلى السنة أو أكثر,تعشّمنا كثيراً بما نسمعه مراراً وتكراراً بأن وضع الأسئلة لهذه المرحلة المهمة في حياة جيلنا الواعد وعماد كل أمة يتم بدراسة متأنية يراعى فيها الأهداف المراد تحقيقها ويراعى فيها الكثير من الأمور مثل التدرّج في الأسئلة من صعب إلى وسط إلى سهل بحيث يمكن مراعاة الفروقات الفردية بين الطلاب وكذلك أن يكون الوقت كافياً لحل الأسئلة وأن تكون في مستوى الطلاب، وكذلك أن تكون الأسئلة مشابهة أو مقاربة لتلك الأسئلة الموجودة في الكتب الدراسية من حيث الأسلوب والأفكار,, ألخ,,,من الأمور المسلم بها تربوياً ونفسياً وتعليمياً، أن يكون اليوم الأول من الاختبارات يوم سعد وهناء للطلاب حتى يكون دافعاً لهم لعطاء أفضل وإكساب المزيد من الثقة التي يحتاجونها في هذا الوقت أكثر من أي وقت آخر, تفاجأ الطلاب والمدرسون والملاحظون صباح السبت الماضي أول أيام الاختبارات بصعوبة أسئلة الاختبار لمادة الرياضيات ولك أن تتخيل أن معظم مدرسي الرياضيات في بعض المدارس لم يستوعبوا المطلوب من السؤال وذلك عندما سألهم الطلاب عنها (هذه المعلومة) استقيتها من طلاب كثيرين في مختلف مناطق المملكة منها حائل والخرج والدمام والرياض سواء كانوا في مدارس أهلية أو حكومية.
ملاحظة: (جميع الطلاب الذين سألتهم متفوقون دراسياً وليس لدي علم بحال الطلاب المتوسطة والضعيفة مستوياتهم) جميع الطلاب بدون استثناء إتفقوا على النقاط التالية:
* وضعت الأسئلة بطريقة مختلفة جداً عن الأعوام السابقة والصعوبة فيها مركزة جداً.
* أفكار جديدة ومبهمة في نفس الوقت احتوتها الأسئلة لم تعرض من قبل الأساتذة في المدارس ولا يوجد في الكتب الدراسية ما يشابه له من قريب أو من بعيد.
* الوقت لم يكن كافياً لحل هذه الأسئلة ولم يكن مناسباً مقارنة بصعوبتها فالسؤال الأول استغرق ساعتين عند الطلاب المتفوقين وبعضهم أكثر فما بالك بالأسئلة الثلاثة الباقية.
(للمعلومية زيدت ساعة كاملة في بعض المدارس لوقت الاختبار).
* يجزم الطلاب أن من وضع هذه الأسئلة أراد أن يجّرب تقنية احترافية جديدة متناسياً أن الضحية هم الطلاب أنفسهم.
* كان هناك استعراض للعضلات من قبل بعض المتخصصين في علم الرياضيات وكان ذلك على حساب مستقبل أجيال المستقبل.
- ختاماً أود أن أشير إلى أن هذه الآراء من واقع حقيقي عايشته يوم السبت بأكمله من خلال كثير من الطلاب الذي هاتفوني شخصياً لكي أخفف من معاناتهم وأقترح هنا أن يجرى تحقيق صحفي لطلاب المرحلة الثانوية أنفسهم حتى يرووا للجميع المعاناة كاملة دون زيادة أو نقصان ويبوحون بما في صدورهم من هموم يوم السبت الماضي والذي سيظل ذكرى سيئة لهم في حياتهم العلمية والعملية.
عبدالوهاب الناصر الرياض
|
|
|
|
|