| محليــات
جرياً على نهجها الوفاقي الذي ترمي به دائماً إلى احتواء أي بادرة خلاف بين دولتين عربيتين شقيقتين، وقبل أن يستفحل ويمس جوهر الروابط الأخوية، بادرت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود أيده الله بادرت أول أمس إلى مخاطبة الأشقاء قادة دولتي قطر والبحرين الشقيقتين لتغليب المصلحة العليا بما عُرفوا به من الأناة والحكمة وإيثار المودة والتفاهم على الشقاق وما قد يجرُّه من آثار سلبية تسيء إلى العلاقات الأخوية.
والأسف الذي عبّرت عنه المملكة لما آلت إليه الأوضاع بين البلدين الشقيقين بخصوص النزاع الحدودي، هذا الأسف هو في الحقيقة شعور يملأ كل عربي خليجي وغير خليجي مخلص وحريص على وحدة الصف العربي الخليجي.
كما أن ما دعت له المملكة الدولتين الجارتين من الاحتكام إلى رابطة الدين، ووشائج الأخوة والتعاون والعلاقات التاريخية التي تربط بينهما والسعي الحثيث لعدم تصعيد الأمور واستعادة أجواء المحبة والتفاهم، هذا كله يترجم عن إرادة عربية جماعية، وأمل عربي جماعي تحقيقه يثلج الصدور حين نرى أن دولتي قطر والبحرين قد آثرتا معاً استعادة ما بينهما من صفاء ووفاق لتوفير أفضل مناخ سياسي ونفسي وفكري للاستقرار وتنشيط جهود الحوار لحل الخلاف الحدودي لما فيه خير الدولتين وشعبيهما الشقيقين وخير بقية دول وشعوب المنطقة.
وبالرغم من الصدمة التي أصابت جميع الحادبين على وحدة الصف العربي الخليجي بعد تلك الموجة العالية من الفرح والاستبشار بذلك الاتفاق الذي لم يدم طويلاً بين الدولتين الشقيقتين على تشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد في كلٍّ منهما لمعالجة الخلاف الحدودي بروح الأخوة والتفاؤل، بالرغم من هذه الصدمة إلا أن الأمل قويٌّ جداً في أن يستجيب أميرا الدولتين بما لهما من خبرة في معالجة تداعيات الظروف غير المواتية، وبما عرفا به من حكمة ورؤية وبُعد نظر وحرص أصيل على المودة والوفاق للإرادة العربية الخليجية ويتجاوزا هذا الخلاف الطارئ ليعيدا الوقوف معاً على أرضية مشتركة ويستأنفا عمل اللجنة العليا لتحقيق الهدف من تشكيلها وبذلك تثبت الدولتان أن أيَّ خلاف ينشب بين أيِّ شقيقين لن يمس جوهر الوشائج الانسانية والروابط التاريخية الازلية التي جعلت منّا جميعاً دولاً وشعوباً، أمةً واحدة هي خير أمةٍ أخرجت للناس.
وفقنا الله جميعاً لما فيه خيرنا وخير أمتنا العربية والإسلامية.
(الجزيرة)
|
|
|
|
|