|
| القرية الالكترونية
في مقابلة مع ناثن مانتل (Nathan Mental) وهو أحد الأساتذة المعاصرين في مجال الإحصاء الحيوي (biostatistics) قال انه قد نشر أكثر من أربعمائة بحث علمي محكم, نعم أكثر من 400 بحث منشور وقد يتساءل الفرد منا كيف وجد الوقت لنشر هذه الكمية الهائلة من هذه البحوث القيمة في وقت وجيز, أي في حدود عشرة إلى خمسة عشر بحثا في السنة الواحدة!.
وقد يزول العجب إذا عرفنا كيفية استغلال هؤلاء العلماء في الدول الصناعية والتقنية جميع الإمكانات التقنية المتاحة لديهم في زيادة الكمية الإنتاجية والرقي بمستوى ونوعية البحوث, وهذا هو ليس العالم الوحيد الذي أنتج هذه الكمية الكبيرة من البحوث العلمية إنما بالتأكيد يوجد الكثير من العلماء الآخرين الذين نشروا وألفوا أكثر من ذلك, وترجع غزارة هذا الإنتاج إلى مجموعة من العوامل المساعدة التي قد لا تتوفر في دول العالم الثالث, اضف الى ذلك اهتمام هؤلاء العلماء بالوقت إلى درجة عجيبة ومضحكة أحيانا, ومن الأمثلة على ذلك ففي أثناء حضوري إحدى المحاضرات الدراسية في أمريكا أخذ استاذ المادة وهو من اصل آسيوي يؤكد على قيمة وأهمية كتاب تقني معين له علاقة بموضوع المحاضرة وأكد انه قرأه أكثر من مرة ولازال يقرؤه بشكل يومي,
وقد خصص وقت قضائه (الحاجة) وقتا لقراءة هذا الكتاب, فهو كما يقول كلما اراد ان يقضي حاجته أعزكم الله أخذ الكتاب معه وذهب يقرؤه في دورة المياه! وهذا شيء عجيب وطريف في نفس الوقت لتوضيح درجة اهتمامهم بالوقت, ولذلك فمن أسباب تفوقهم علينا في الكثير من المجالات التقنية والعلمية والعسكرية وغيرها زيادة الإنتاجية والتركيز على العمل المستمر الدؤوب, فهم يعملون كثيرا ويستعينون بالوسائل التقنية في زيادة إنتاجهم, أما نحن وللأسف فنتكلم كثيرا ونعمل قليلا.
ومن الاشياء التي تساعد هؤلاء العلماء في سرعة وغزارة إنجازاتهم البحثية والعلمية هو إتاحة المصادر والموارد التي يحتاجونها بنقرة واحدة فقط على زر الماوس, أما نحن وللأسف فمازلنا نستخدم طريقة اقدم واعقد للوصول الى المعلومة كشد الرحال ونشد الناس وزيارات الإدارات والوزارات ذات العلاقة للحصول على إذن من مدير هذه الإدارة أو تلك, ثم الانتظار حتى يتم الحصول على هذا الإذن أو قد يتلطف معك الشخص المسئول عن هذه المعلومات وينصحك بتغيير البحث نهائيا لصعوبة الحصول على هذه الأرقام ولو كنت في آخر مرحلة من مراحل البحث! ومن ناحية أخرى فالوصول الى البحوث الوطنية التي أجريت في موضوع معين لايزال صعبا ولابد من التنقل بين مكتبة واخرى وبين مدينة واخرى بأوراق مختومة والإذن طبعا لابد منه للوصول الى هذه البحوث, وفي هذا ضياع لوقت وجهد كبيرين ثم بعد ذلك فإن الحصول على المعلومات بهذه الطريقة التقليدية يكون ناقصا ويعتمد على معرفة الباحث بالأفراد الذين يمسكون بإدارة هذه المعلومات.
والى اللقاء في الأسبوع القادم لإكمال الموضوع وذكر بعض البرامج والتطبيقات التي تساعد في البحث عن المعلومات والمراجع على الإنترنت والتي تفيد في تنظيم وتنسيق البحوث العلمية.
الصفحة الإلكترونيةhttp://i.am/qmd/
|
|
|
|
|
