| المجتمـع
* استطلاع: بندر بن أحمد الرشودي
يعد التدريب الميداني الذي يقوم به الطالب الجامعي في أواخر دراسته الجامعية في المدارس على اختلاف مراحلها الدراسية اساسا من اسس الاعداد التربوي للمتدرب والتي تكفل له باذن الله تشكيل تصور كامل عن مهنة التعليم التي سيزاولها بعد تخرجه.
من هذا المنطلق عمدنا الىاستطلاع آراء الاطراف المختصة بهذا الموضوع الهام والذي يناقش مستقبل الاجيال القادمة من خلال تهيئة معلميهم افضل تأهيل من جميع الجوانب علميا وتربويا حيث استطلعنا آراء المسؤولين من اساتذة وطلاب حول اهمية التدريب الميداني وذلك عبر الاسطر التالية:
كيفية غير مقنعة
بداية التقينا بوكيل كلية العلوم العربية والاجتماعية في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالقصيم الدكتور علي بن صالح المحيميد والذي اكد ان التربية الميدانية من اهم المناشط العلمية لتجربة الممارسة الحقيقية لمهنة التعليم وابداع الطالب فيها بمثابة وثيقة النجاح والتأهيل للمرحلة القادمة وبخاصة اذا كان سيلتحق بمهنة التدريس.
واضاف الدكتور المحيميد قائلا: للتربية الميدانية رغم عدم قناعتي بالصورة او الكيفية التي تتم فيها حاليا فؤاد عديدة ليس على الطالب المتدرب فحسب بل حتى على مدير ومعلمي وطلبة المدرسة التي يتدرب فيها الطالب ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: انها تعطي الطالب المتدرب الثقة بنفسه وتؤهله علميا ونفسيا وذهنيا للمجال العملي الذي يستعد للانتقال اليه والانخراط فيه بعد تخرجه من الجامعة كما انها تمنح مدير ومعلمي المدرسة فرصة طيبة للالتقاء بالاساتذة التربويين من اساتذة الجامعة اثناء زياراتهم للمدارس للاشراف على الطلبة المتدربين والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم التربوية لا سيما ان اكثر هؤلاء الاساتذة المشرفين تلقى تعليمه العالي في جامعات مختلفة ومن بلدان شتى لكل منها طريقته واسلوبه في المجال التربوي ايضا بالنسبة لطلاب المدارس فهم يتلقون تعليمهم خلال فترة التدريب من عدة طلبة متدربين لكل واحد منهم اسلوبه وشخصيته وهذا لاشك سوف ينعكس بأثر ايجابي على استيعاب الطالب واستفادته من هؤلاء المتدربين.
وعما اذا كانت المدة المخصصة للتدريب كافية ,, وماذا لو خصص فصل دراسي كامل للتدريب قال:
الدكتور المحيميد انه في الوقت الراهن من الصعب تخصيص فصل دراسي كامل لتدريب الطلاب في المدارس نظرا لان الطالب مثلما هو مطالب بأخذ جرعات تدريبية مكثفة في التربية العملية فهو ايضا ملزم بعدد من المقررات الدراسية في صميم تخصصه الدراسي والخطط الدراسية للاسف وضعت منذ سنوات ولم يتم فيها مراعاة تخصيص فصل او عام دراسي كامل للتربية الميدانية يفرغ خلالها الطالب لهذه المهمة ولكن يمكن حاليا زيادة يوم واحد في الاسبوع للطالب المتدرب بحيث تكون مدة التدريب العملي يومين في الاسبوع وعلى مدار فصل دراسي كامل واقترح ان يكون ذلك الفصل في المستوى الثامن من مرحلة البكالوريوس اوالليسانس بحيث نضمن نضوج الطالب المتدرب علميا وفكريا وتربويا.
وقد اختتم الدكتور علي المحيميد حديثه بقوله: ان الاسرة الوطنية لاعداد المعلمين في المملكة العربية السعودية تبذل حاليا جهودا ملموسة للتوصل الى بعض المقترحات والرؤى التي من شأنها الارتقاء بالتربية الميدانية في كافة الصعد حيث وضعت خطة لتنظيم التربية الميدانية وهي حاليا قيد البحث والدراسة من الجهات المعنية وتتضمن هذه الخطة عدة خيارات سيؤخذ ان شاء الله بما هو في مصلحة الطلاب المتدربين والعملية التعليمية بصفة عامة متمينا ان ترى النور قريباً لتسهم في علاج السلبيات القائمة في التربية العملية في الوقت الحاضر.
اختيار صادق
كما كان لنا لقاء مع استاذ المناهج وطرق التدريس المساعد في كلية العلوم العربية والاجتماعية بجامعة الامام في القصيم الدكتور ابراهيم محمد فودة والذي قال: ان التربية العملية (التدريب الميداني) تعد اساسا الاعداد التربوي والتعامل الحقيقي مع مهنة التعليم ومشكلاتها المتنوعة وهي تدريب عملي على ارض الواقع بتوجيه واشراف دقيقين وهي من جهة اخرى الاختبار الصادق لمدى استيعاب الطالب لكل ما درسه من مقررات دراسية تخصصية وتربوية ونفسية لانها جميعا تتفاعل مع الموقف التعليمي بدرجة عالية لتصوغه صياغة تحقق اهدافه وتثمر في المتعلمين الثمرة المرجوة.
واضاف د, فودة قوله: الجدير بالذكر ان المقررات النظرية التي يدرسها الطالب المعلم خلال فترة اعداده ليست مقصودة لذاتها بقدر ما هي وسيلة لاعداد المعلمين كي يبنوا الوطن ما لا يمكن ان يبنى بغيرها ثم ان التربية العملية في الوقت ذاته تمثل تجربة تكشف لمعلم الغد عن نفسه من حيث القدرة على تحمل اعباء التدريس بجدارة وحماس ومدى استطاعته التأثير في تلاميذه من خلال توظيف المادة العلمية فيما يفيدهم في حياتهم اليومية,وواصل الدكتور فودة حديثه قائلا: ينبغي حقيقة ان تتخذ التربية العملية في كافة الكليات المنوط بها اعداد المعلمين مسارا جادا وصحيحا ليفيد منها معلم الغد وهو على يقين انه سوف يؤدي دوره اداء حسنا ويحقق اهدافه ويصير معلما على افضل وجه والا فسوف تكون شيئا يشبه الواجهة اسما لا مضمون فيه وعملا لا فائدة منه وبناء متكاملا يفترض فيه ان يجمع بين عناصر الدراسة ومقرراتها وعناصر التجربة والتطبيق يشد بعضها بعضا فاذا به يفرق بينها فلا تقوى على تحقيق الهدف المنشود.
واشار الى انه من اجل ذلك حرص قسم التربية وعلم النفس بكلية العلوم بجامعة الامام بالقصيم على الاهتمام الوافر لهذه المادة والتي تعد من اهم المواد التابعة لجانب الاعداد المهني والتربوي لطلاب الجامعة كافة واخذ على عاتقه توجيه الطلاب وارشادهم وتقديم المعلومات الضرورية لهم والتوجيهات التي تساعدهم على معرفة ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات خلال فترة التدريب الميداني وذلك من خلال القنوات الشرعية لهذه العملية.
وقد لخص الدكتور ابراهيم فودة اهمية التربية العملية بالنسبة للطالب المعلم في عدة نقاط يأتي ابرزها:
أنها تعرف الطالب المعلم بجوانب العملية التربية في المدرسة وداخل حجرات الدراسة.
تهيئة الفرصة امامه لترجمة النظرية والمبادىء والافكار التربوية الى مواقف تدريس فعلية.
اتاحة الفرصة امامه كي يفهم طبيعة العمل الذي سيزاوله بعد التخرج.
توفير فرص التدريب الموجه للطالب المعلم كي تنمو لديه مهارات التدريس المطلوبة وتساعده على تكوين اتجاهات وميول ايجابية نحو المهنة التي يعد من اجلها.
توفير الفرص امامه لمشاهدة نماذج مختلفة من مواقف التدريس التي يؤديها معلمون من ذوي الخبرة الطويلة والمشهود لهم بالكفاءة في مجال التدريس والافادة منها.
مشاركته في الانشطة المدرسية ومزاولته للانشطة اللاصيفية المرتبطة بمجال تخصصه واكتسابه القدرة على تنظيمها وتنفيذها.
واختتم د, فودة حديثه قائلا: واذا اردنا ان نجمع بين الحسنيين فنستطيع ان نقول اذا نفذنا التدريب بواقع يوم واحد اسبوعيا فضلا عن اسبوعين متصلين نهاية الفصل فانه يكون من الناحية العملية افضل الامر الذي يساعد الطالب المعلم على اكتساب العديد من المهارات العملية اللازمة لعملية التدريس كما انه قد يساعد احيانا على سد العجز في بعض التخصصات ان وجد ذلك.
عامل مهم
كما شدد عبدالله بن صالح الصمعاني مدير مدرسة الامام مسلم الابتدائية ببريدة على اهمية التدريب العملي للطالب المتدرب حيث ان التدريب هو الاختبار الحقيقي لكل ما تعلمه الطالب (المتدرب) في ثنايا دراسته الجامعية من طرق تدريس وعلم نفس وتربية.
واضاف الصمعاني قائلا: ان التدريب مهم ايضا بالنسبةللمدرسة حيث ان الطلبة يستفيدون من متدربين مؤهلين تأهيلا تربيا وعلميا وذلك من خلال ما درسوه في الجامعة من مواد مختلفة.
كما اكد ان المدة التي يتدرب فيها الطالب غير كافية اطلاقا واعتقد ومن وجهة نظري انه لو حدد للتدريب فصل دراسي كامل كما هو معمول به في كليات المعلمين بالمملكة لكان ذلك اجدى لعدة اسباب منها:
تعريف المتدرب (المعلم) على جميع سلوكيات التلاميذ داخل حجرات الدراسة.
تطبيق ما درسوه من مواد علمية وتربوية تطبيقا كافيا بحيث يكون لديه الخبرة الكافية للتدريس بعد التخرج.
سد النقص الموجود في بعض المدارس في عدد من التخصصات.
اعطاؤه القدر الكافي لمعرفة جميع طرق التدريس ومعرفة سلوكيات التلاميذ لدراستها وكيفية التعامل معها.
مشاركته التدريس مع زملاء ذوي خبرة طويلة في مجال التدريس ليستفيدوا من خبراتهم.
خلق معلم كفء
أما محمد العصيل رئيس قسم التدريب في الادارة العامة للتعليم في منطقة القصيم قال في هذا الصدد,.
ان التدريب الميداني لطلاب المراحل النهائية من الدراسة الجامعية يحتل اهمية كبيرة في اطار تشكيل صورة واضحة لدى المتدرب عن الميدان التربوي وحيثياته الامر الذي يسهم الى حد كبير في خلق معلم كفء يكون قادرا على استيعاب رسالته بما تحويه من مضامين وابعاد,.
ذلك لان الممارسة العملية تختلف تماما عن الدراسة النظرية التي عادة ما تتكىء على مثاليات ونظريات قد لا يتأتى تطبيقها او تطبيق الحد الادنى منها.
ومهنة او رسالة التدريس بلاشك غاية في الاهمية لانها تتعامل مع العقول بناء ونماء فالجرعات التدريبية لدى راغبي العمل في هذا المجال ضرورية للغاية,,
بل ان التدريب الان وبصورته الحالية لا يكفي ويحتاج الى المزيد كأن يكون فصلا دراسيا كاملا على اقل تقدير ونحن في قسم التدريب نلحظ ونرصد ايجابيات لا حصر لها تتمخض عن التدريب الميداني ويكفي ان التدريب يعد المعلم نفسيا وذهنيا ومهنيا للدخول في هذا الميدان الحيوي الهام.
|
|
|
|
|