| مقـالات
تحاول استطلاع ما حولك فتعلم أن إعداد الماجستير خارج حدود المملكة أسهل بكثير,, إذ تعلم بأنه يستغرق العامين وحسب في الوقت الذي تستغرق فيه مثل هذه الدراسة هنا مدة خمس سنوات,, عندها تفكر فوراً في لملمة أوراقك والسفر إلى الخارج ولكن الحال لن يكون أسهل أبداً,, حيث أنه لابد من الانتظام كليا في الدراسة بما لا يقل عن ثمانية أشهر في الخارج وإلا لن تقبل في بلدك!
وربما يكون متاحاً ذلك للرجال أما إن كان هذا الانسان طالب العلم امرأة متزوجة أو غير متزوجة فلابد أن تحفى بحثا عن محرم نشمي يضحي كثيراً من أجل البقاء معها لاكمال دراستها ما دام لا يجوز شرعاً سفر المرأة بلا محرم!
وحين نتأمل شروط اعداد الماجستير التي ذكرتها في الحلقة الأولى من هذا المقال نرى انها تتطلب أموراً كثيرة وهي:
ان يكون الطالب قد فكر في الماجستير منذ خطواته الأولى في الجامعة,,!
وأن يكون قد اختار التخصص المناسب له تماما كي يتوفق فيه وينال تقديراً عالياً! وأن لا يستغرق زمنا طويلا بين نيله (البكالوريوس) واعداده للماجستير,, لأنه لو تجاوز الست سنوات فأكثر لربما يعود إلى الجامعة ولا يجد اولئك الأساتذة (الدكاترة) الذين تلقى التعليم على يديهم إما بسبب سفرهم خارج البلاد أو نقلهم إلى مكان آخر أو بسبب انتقالهم إلى رحمة الله وكلنا سنلقى يوماً نفس المصير.
وأود القول أخيراً أن رسالتي الماجستير والدكتوراه تعتمدان اساساً على البحث الميداني والنظري وعلى المجهود الشخصي الذي لابد ان يكرس له الطالب جل طاقته ووقته ولا يستطيع ذلك سوى من كانت لديه رغبة حقيقية في التعلم وتجاوز كافة الصعوبات في سبيل نيل درجة عليا في التعليم,.
فهل يدرك ذلك المسؤولون في الجامعة ويضعونه في اعتبارهم,, ويكونون أكثر مرونة في فتح المجال للطلاب والطالبات في اكمال دراستهم العليا,, ولضمان جدية الطالب يوضع شرط التفوق في دراسة بعض المواد حسب التخصص الذي يريد بحيث لا تتجاوز هذه الدراسة العام والنصف,, يتم من خلالها غربلة المتقدمين واختيار القادرين على اكمال دراستهم العليا! هذا مجرد اقتراح,.
ورغم ذلك تحمد الله ألف مرة,, فليست الماجستير والدكتوراه هما المحك للثقافة والتعلم,, وليستا هما الباب الوحيد لنيل العلم والمعرفة,, والدليل على ذلك ان البعض ممن جعلوها هي ذلك الدليل توقفوا عندها ولم يستطيعوا تجاوزها وأصبحوا بمرور الوقت متعلمين شكلا,, أميين موضوعاً,,! المعرفة والتعلم لم تكن في يوم من الأيام مجرد شهادة أو كلمات على ورق,.
ورغم ذلك نتمنى جميعا من المسؤولين في الجامعات اعادة النظر في قبول الطلاب والطالبات في الدراسات العليا بما يتماشى مع روح العصر السريعة والمتغيرة ساعة بعد ساعة!
|
|
|
|
|