| مقـالات
زيارة الأمير عبدالله لليمن للمشاركة في احتفالها العاشر بقيام الوحدة اليمنية هي المشاركة الابرز من بين عشرات الزعماء ورؤساء الوفود الممثلة لبلدانهم لمشاركة اليمن الشقيق احتفالاته اما لماذا مشاركة الامير عبدالله هي الابرز؟ فلان ما بين المملكة واليمن من روابط اخوية متينة وعلاقات عضوية لحمتها الجوار والجغرافيا والتاريخ والعقيدة والوشائج القوية التي تربط بين شعبي البلدين هي الاقوى والامتن عما هي عليه بين اي شعبين آخرين.
وتأتي هذه المشاركة ممثلة في شخص الامير عبدالله لتعكس عمق هذه العلاقة وتدحر ظنون المغرضين والمزايدين والحاقدين الذين لا يريدون للعلاقات السعودية اليمنية ان تسير في مجراها الطبيعي والذين يعملون جاهدين ومنذ عقود على اقتناص الفرص لافساد هذه العلاقة، وفي كل مرة يختلقون اوهاما يستغلون بها بساطة البسطاء مستغلين جهلهم او بساطة فهمهم ويحوكون من نسج خيالاتهم قصصا وأوهاما يخلقون بها حواجز نفسية بين شعبين هما الأقرب ليس في الجوار فحسب بل وفيما يربط بينهما من اخوة ومصاهرات وتعايش واختلاط عائلي لا تجد له مثيلا بين شعبين عربيين متجاورين مهما كان عمق درجة ذلك الجوار.
فان يشارك الامير عبدالله الشعب اليمني فرحته في اقامة وحدته فهو امر بديهي ولا يستغرب من ابن مؤسس دولة قاد أكبر انجاز وحدوي في تاريخ العرب الحديث والمعاصر، فكان بعزيمته وقوة ارادته وبايمانه القوي بضرورة الوحدة بين العرب قد أنجز ما اخفق الحالمون من حكام العرب في اقامته فأقام وحدة هي الاكبر في تاريخ هذه الامة, فان يشارك الامير عبدالله اليمن فرحته فيما حققه من وحدة بين شطري اليمن فانما يعكس مشاعر كل مواطن سعودي شارك كل آبائهم وأجدادهم في وحدة كان عبدالعزيز قائدها,.
وكانت الوحدة الكاملة للجزيرة العربية حلما وهدفا حاولوا تحقيقه لولا وقوف القوى الاستعمارية التي لم تكن لترى ذلك سيصب في مصلحتها ويتعارض مع رغبتها فوقفوا بشدة في طريق اولئك الوحدويين الصادقين.
ان زيارة الامير عبدالله لليمن لمشاركته في احتفالاته بيوم وحدته، تحمل ابعاداً أخرى، تتعلق بالعلاقة الثنائية بين البلدين الجارين الشقيقين هذه العلاقة التي سمتها التميز وما سيكون لهذه الزيارة من انعكاسات ايجابية على هذه العلاقة، وازالة ما اراد الخصوم والمغرضون والمزايدون من ان يلصقوه بهذه العلاقة التي صفتها التميز، وليس هناك من قضية بين البلدين يعزف على وترها أولئك المغرضون والمزايدون سوى قضية ما زالت عالقة بملف الحدود وهو ذلك الجانب البسيط منها الذي لم يشمله الترسيم بموجب اتفاقية الطائف 1934م والتي جاءت وثيقة التفاهم الموقعة في مكة بين الطرفين السعودي واليمني لتنهي ذلك الجانب الذي تعمل اللجان المشتركة على انهائه ثم اقفال هذا الملف نهائيا الذي لولا مزايدة المزايدين وتحريض المغرضين لكان قد اقفل منذ ما قبل اتفاقية الطائف نفسها ولكن هناك من لا يريد للشعبين اليمني والسعودي ان يعيشا في أمن واستقرار.
إن الآمال معقودة على لقاء قمة صنعاء بين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وفخامة الرئيس علي عبدالله صالح بأن تضع الحد الفاصل لكل اسباب التوتر وان تقفل المنافذ التي تتسرب من خلالها الانفاس الفاسدة والمغرضون المفسدون الذين لا هم لهم إلا خلق اجواء التوتر والتوجس والتخوف بين شعبين شقيقين بينهما من الروابط والعلاقات والمصالح المشتركة المصيرية والقدرية ما يحتم الارتقاء بمعالجة الامور بما يتوازى مع عمق ومتانة هذه الروابط.
ان استقرار وأمن الجزيرة العربية التي قدرها ان تكون اهم نقطة على خارطة العالم وحاجة العالم إليها، مرهون بازالة كل اسباب وأنواع التوتر بين أهم قطبين فيها المملكة العربية السعودية واليمن.
|
|
|
|
|