** هذا الموضوع,, لم أطرقه للمرة الأولى ولا حتى العاشرة,, لكني وجدته في كل مرة,, يحتاج الى من يتحدث فيه,, ولست خبيراً في هذا المضمار,, لكني سأدلي بدلوي من واقع معايشة المجتمع ومشاكله.
** هذا الموضوع,, هو العين تلك التي أرهبت البعض حتى صار يخاف منها أكثر من خوفه من الموت,.
وصار يرتعد ويرتعش عندما يقابل أي شخص ويظن أنه سينظله في اي لحظة.
** صار يخاف من زملائه,, ومن أقاربه,, ومن معارفه,, ومن جيرانه,, ومن كل شخص حوله,.
* صار بيته مليئاً بطاقية فلان,, وشماغ الآخر,؟!!
** أما الآخرون,, فيتخاتلهم في مخلفات التمر,, والحبحب,, وفنجان القهوة,, وكأس الماء,, وهكذا يحاول لحس كل مخلفات من حوله,, لأنه يتوقع ان هذا أو ذاك قد نظله أو هو,, ربما سينظله الآن,, لماذا؟!,, لأنه قال له رَجَعت ولد يبو فلان ولو قال له أنت تأكل مع عميان؟!! لنقل فوراً لمركز الطوارىء,,!!
** صار بينه وبين الآخرين,, وبينه وبين المجتمع,, فجوة وحالة كره.
** صار لا يأكل ولا يشرب عند الآخرين,, ولا يتحدث عندهم بأي شيء,, ولو سئل لسكت,, أو أجاب باقتضاب,, أو اشار بيده الى فمه وهو يقول إه,, إه؟! يعني ضرسي يعَوِّرنِي؟ .
** صار شخصية انعزالية,, وصار ذا هواجس وتوقعات وتخمينات,, بل صار شخصاً يعيش الرعب بداخله,, بل صار يخاف من أدنى الناس إليه,, كالزوجة والأولاد,, ولو نظر إليه أحد أولاده لقال,, الظاهر إن ها الولد نظول ,, مدري من هو جايٍ عليه؟! .
** والخلاصة,, انه تحول إلى مريض نفسي في أمس الحاجة إلى علاج في عيادة نفسية متقدمة,, لأن حياته صارت جحيما,, وتحول من إنسان سوي إلى إنسان مريض,, بل إن بعضهم قد يترك أعماله ومصالحه بحجة أنه مناظر فيها,, وقد يتحول إلى إنسان عاطل يتصدق عليه الآخرون,, أو يتحول إلى انسان مريض يلازم فراش المرض وليس فيه سوى الوسوسة والاوهام.
** ونحن هنا,, لاننكر العين أبداً أبداً,, ولاننكر ان هناك اناساً بواردِيِّة ويطرحون الطير من السماء ولا نريد أن نتحدث عن أوصافهم ولا عن أشكالهم ولا عن ضحاياهم.
** نحن لاننكر هذا ابداً ولكن,, لماذا تعيش هذا الرعب الداخلي خوفاً من هؤلاء؟
**لماذا لا تعتمد على الله وحده,, وتفعل الأسباب الشرعية,, من قراءة قرآن وورد يومي,, فهو خير محصن لك من شرور هؤلاء.
** لماذا هذا الخوف غير المبرر,, ولماذا تتوقع انك ستكون ضحية هؤلاء؟!
** هل نسيت قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ما أصابك لم يكن ليخطئك,, وما أخطأك لم يكن ليصيبك .
** المكتبة اليوم,, مليئة بالكتب التي تتحدث عن العين,, وفيها تفصيل وبيان لهذه العين وكيف تتحصن منها,, وكيف تتعالج منها,, فاقرأ هذه الكتب لتكون على بينة من ذلك,, وحتى تكون الأمور واضحة تماماً.
** وفي الجانب الآخر,, هناك مع الأسف من ينكر شيئاً اسمه,, العين,, وهذا بدون شك,, ضال وجاهل,, بل هو أسوأ من الصنف الأول المرعوب منها .
** فلا تخف من العين لهذه الدرجة,, ولا تنكرها,, فالعين حق.
** أما أجمل ما كتب في هذا الشأن فهو,, ما الذي يجب على من عرف انه منظول ,, ما واجباته,, وماذا عليه ان يعمل؟!
** ولكن,, هل كل نظول وكل بواردِي وكل صاروخ وكل مدِيفع يدرك أنه بالفعل,, هكذا؟!
** حقيقة,, لا أدري,, كفانا الله وإياكم شر هؤلاء المشافيح .
عبدالرحمن بن سعد السماري
|
