| القرية الالكترونية
يعبر الناس إلى الإنترنت في العالم من خلال وسائل اتصال مختلفة تتراوح سرعاتها وتختلف مميزاتها, وقد كتب لي ان احصل على خدمة جديدة في منزلي فأردت ان اتحدث عن تجربتي لها, وتسمى هذه الخدمة بخدمة خط الاشتراك الرقمي التي يعبر من خلالها المشتركون الى الإنترنت من خلال خط الهاتف العادي, لكنها لا تشغل خط الهاتف بل يمكن اجراء المكالمات بشكل معتاد دون الحاجة لقطع الاتصال بالإنترنت والذي يصل الى سرعات مذهلة, ولعلنا اولا نتحدث عن الطرق الأخرى للاتصال بالإنترنت.
يأتي على رأس هذه الطرق طريقة الاتصال بالمودم الأحادي الذي يستخدم خطوط الهاتف كما هي Analog Modem وتتراوح سرعتها ما بين 14 ألفا الى 65 الف نبضة/ ثانية وهو ما نجده في اغلب اجهزة الحاسب الآلي الآن وهي تعد الأكثر انتشارا بين مستخدمي الإنترنت في العالم.
كما ان هناك خدمة الاتصال عن طريق الكيبل Cable Modems وهي تنتشر الآن في ارجاء الولايات المتحدة وتصل الى سرعات عالية لكنه يعاب عليها تأثرها بأحوال شبكة الكيبل وعدد المشتركين, ففي احيان قد تصل الى سرعات عالية جداً وأحيانا اخرى يتمنى المرء لو لم يطلب هذه الخدمة لأنها تتأثر كثيرا بعوامل كثيرة, وتقف خلف هذه التقنية شركات الكيبل التلفزيوني التي تأمل من وراء تقديم هذه الخدمة ان تقدم مميزات تنافسية تسمح لها بالاستئثار بالمشاهدين مقابل خدمات التلفزيون الفضائي.
وهناك خدمة ISDN التي تقدمها شركات الهاتف وهي افضل نوعا من الاتصال عن طريق المودم العادي, وأخيرا هنالك خدمة الاتصال اللاسلكي التي تستفيد منها شركات التلفزة الفضائية والاتصالات الهاتفية اللاسلكية ويأمل الأخيرون في ان يصلوا بهذه الخدمة الى قلوب رجال الأعمال بوجه خاص.
ودعونا نتعرف على خدمة DSL اكثر، لأن لها انواعا متعددة يمكن استعراضها على موقع مخصص لذلك على الإنترنت وهو www.dsl. com وتأتي هذه الخدمة على سرعات متفاوتة حسب موقع المستخدم ورغبته ونوعية استخدامه للإنترنت, وتتراوح السرعة ما بين 265 الف نبضة/ ثانية الى 7 ملايين نبضة/ ثانية, وباستخدم لغة المقارنة ليكون الأمر اسهل تصورا، فان سرعة الاتصال الرقمي لتنزيل الملفات من الإنترنت تصل في أقل أحوالها الى سرعة اعلى بإحدى عشرة مرة من سرعة الاتصال بمودم سرعته 56 الف نبضة والذي ينتشر استعماله في المملكة وكافة دول العالم, اما في احسن احواله, فان خط الاتصال الرقمي فقد يصل إلى 126 ضعفا من سرعة المودم العادي (سرعة 56 الف نبضة/ ثانية) الذي يستخدمها اغلبنا وإلى اربعة اضعاف سرعة الاتصال عن طريق خادم T1 التي ينتشر استخدامها لدى المؤسسات, انها سرعة مذهلة ولا شك.
ويصل سعر خدمة الاتصال الرقمي في الولايات المتحدة الى مايقارب مائتي ريال شهريا دون تحديد لمدة الاتصال, وهو سعر رخيص جدا نظير مستوى الخدمة المتميز, وهذه الخدمة في طريقها الى دول اوروبية متعددة وأما في العالم العربي فحسب علمي فإن دولة الإمارات هي أول الدول العربية التي تبنت هذه الخدمة الجديدة لتقديمها الى مستخدمي الإنترنت.
وبعد تجربتي لخدمة الاتصال الرقمي، فقد وجدتها رائعة الى حد بعيد، ويعاب عليها مستوى الدعم الفني للمشتركين الذي وجدته غير مجد نظراً لحداثة التقنية, كما يعاب عليها كثرة الأعطال لدى مقدمي الخدمة، لكنها تظل بلا شك خدمة في طريقها الى النضوج والتميز, ولا أشك ان كل قارىء يشاركني الأمل في ان تصبح هذه الخدمة ومثيلاتها واقعا مشهودا في بلادنا، ومازلت أتذكر في عام 1994م حين تمنيت ان يأتي اليوم الذي أرى فيه خدمة الإنترنت في المملكة وقد كانت حينها السرعة لا تتعدى سرعة 14 الف نبضة في الثانية، وان غدا لناظره قريب.
* جامعة أنديانا وللتواصل Khalid@4u.net
|
|
|
|
|