| عزيزتـي الجزيرة
سلام الله عليك ورحمته وبركاته، وطبت خَلقاً وخُلقاً.
بنيَّ حفظك الله دعني أصف لك شعوراً خالج والدك، وهو يستقبلك في هذه الدنيا.
يا إبراهيم: حيث وُلدت - أنت -، ورأيت دنيانا لأول مرة حيث صرخت بصوتك، معلناً حياتك.
حيث رأيناك حامدين الله بقدومك.
في هذا المكان الذي ولدت فيه يا إبراهيم، كان (والدنا) إبراهيم قد رحل عنّا.
قبل مايزيد على العام بقليل، كان (والدنا) إبراهيم رحمه الله قد غادر دنيانا التي ملأهاحبّاً لربَّه ثم لنا.
وأنت بنّي تنادي أني قد وجدت وعشت، كان (والدنا) إبراهيم، بلسان حاله ينادي أني رحلت ومت.
يا ابراهيم: لقد كنت في سيارة الاسعاف التي نقلت والدنا (ابراهيم) الى هذا المستشفى الذي ولدت فيه، لقد كان ساكناً طيباً ميتاً، وكنت انظر اليه مؤملاً حياته ولكن,يا ابراهيم: وأنا أدخل هذا المستشفى منتظراً نعمة الله عليّ باستقبالك، كنت انظر مسترجعاً رحيل والدك (ابراهيم) كنت أنظر سيارة الاسعاف التي ركبناها، ثم اتجهت يميناً صوب غرفة الطوارىء حيث اخبرنا الاطباء انه قد رحل عنا.
إني لا أزال أذكر وجوه الأطباء الذين قالوا: استرجعوا اصبروا لقد مات والدكم,وها أناذا اليوم أرى نفس الغرفة، وأتأمل نفس الوجوه لكنهم يقولون: افرحوا لقد جاء ابراهيم,, بنيّ رعاك الله : هنا مات والدنا إبراهيم، وهنا ولدت أنت يا ابراهيم، نعمة وفضلاً من الرحيم الحكيم.
بنيّ رعاك الله إن كتب الله لك عمراً مديداً، لتقرأ هذه الكلمات فاعلم فضل الله عليك، ثم فضل والدك (ابراهيم) الذي تمنى رؤيتك في دنيانا, بنيّ هداك الله كن عبداً لله صالحاً تقيّاً، ولا تنس الدعاء لوالديك لاحرمنا الله صلاحك، ولا أعدمنا برّك.
والدك حمد بن إبراهيم بن حمد التميمي الخرج
|
|
|
|
|