| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة.
في موعدها الموسمي المعتاد وعبر مشهد ثقافي علمي عابق تجيء تلك الجائزة الخالدة الموسومة بالشرف,, والمحفوفة بالمتابعة والترقب لتقف وقفة تكريم وتقدير أمام بوابة الفكر الانساني محتفلة برموزه الفاعلة.
تلك هي جائزة الملك فيصل العالمية التي أضحت وساما رفيعا يطوق جيد المعرفة الانسانية بكافة أشكالها ومشروعا عالميا له جهوده وموقعه في خريطة الدرس العلمي وهي حدث مبهج للنفوس الباذلة,, لمسة وفاء,, واعتراف بالجميل للشخصيات التي أسهمت في تنوير الفكر الانساني وتفجير طاقاته وفي خدمة المجتمع البشري والنهوض بمقوماته وتطوير امكاناته وتكريس ابداعاته.
جائزة الملك فيصل العالمية نبض متدفق مسافر في أعماق البحث العلمي انبثاق متوهج في سماء العطاء الانساني,, وهي رافد قوي يصب في نهر العلوم الانسانية يغذي ساحات البحث ويسقي اشجار المعرفة.
نعم,, تلك هي الجائزة تاريخ حافل له جذور ودور فاعل له حضور واحتفاء بمنجزات العقل البشري في شتى المجالات النافعة التي تحمل الخير والسعادة للمجتمع الانساني.
وهي مظهر من مظاهر التكريم الذي يلقاه رواد المعرفة وتحظى به قوافل العلم من قبل قيادتنا الرشيدة لتأتي الجائزة امتدادا مشرفا لوقفات معتادة من التقدير,, بل وواجهة معرفية مضيئة في فضاء المنجز العلمي ,, ولاسيما وهي تحمل اسما عزيزا على قلوبنا جميعا وأحد رموز هذا القرن الملك فيصل رحمه الله تعالى الذي قدم الشيء الكثير لدينه ووطنه وأمته.
لقد اكتسبت جائزة الملك فيصل سمعة وحققت شهرة واسعة واتسمت بصبغة عالمية مشهودة,, امتدت نظرتها لتشمل معطيات الفكر الانساني على المستوى العالمي لم تحدها هوية او يقيدها جنس او يحويها اطار بل اتخذت أبعادا انسانية رحبة ذات سمة موضوعية حيادية منصفة وعبر رؤية شمولية ناضجة ومتأنية تتوخى الدقة وتبحث عن المصداقية,, مما منح الجائزة خصوصية منهجية مميزة.
ولم تزل هذه الجائزة الرائدة تفتح أبوابها لكل العقول المسكونة بحب العلم والشغف بالاختراع ,, ترعى اولئك النابغين وتمنحهم وثائق حضور في سجل الفكر الانساني, لقد استطاعت هذه الجائزة الغالية ان تثري ساحة العلوم وترصد منجزات العقل وتسجل فتوحات المعرفة الانسانية بل وتقدم تعريفا شاملا وسيرا واضحة للعقول المفكرة في ظل تنافس شريف وبناء مكتظ بفواصل الانتماء للحضارة وعامر بألوان الثقافة,أجل من حقنا ان نفخر بهذا الدور الكبير الذي تمارسه هذه الجائزة تجاه المبدعين والنابغين الذين أسهموا في صنع المواقف الفكرية المضيئة سواء في خدمة الاسلام او رفع مستوى المعرفة بكل فنونها وفروعها ,, وما فوز الأزهر الشريف كمؤسسة دينية عريقة الا تأكيد لإسهام الجائزة في دعم الفكر الاسلامي والوقوف مع مؤسساته الفاعلة,, وكل ذلك اضافة جميلة لرصيد هذا الوطن المعطاء الذي اعتاد ان يضع بصماته المؤثرة والواضحة في ذاكرة الزمن ويمنح كتاب الحضارة صفحات مشرقة نابضة بالعطاء.
ولم تكن جائزة الملك فيصل سوى صورة من صور الارتباط بالعلم ولون من ألوان الاحتفاء بالمعرفة,, فهنيئا للقائمين عليها هذا التواصل مع آفاق النجاح كترجمة حية لما تلقاه من دعم ورعاية.
وحقا جميلة هي مواقف التكريم حينما تجيء بدون ميعاد,, فما بالك بهطول تنتظره العقول المبدعة وتتلهف اليه دوائر الفكر الانساني ,, في وطن ألفت أجواؤه الاحتفاء بأعراس الثقافة.
محمد بن عبدالعزيز الموسى ث, الشقة بريدة
|
|
|
|
|