| محليــات
** عندما تقرأ بعض الانتقادات الموجهة لقطاع الخدمات الصحية,, تتخيل أن هذا المقال أو هذا القارىء,, يتحدث عن بلد لا تعرفه أبداً,.
** بلد مقطوع من الخدمات الصحية نهائياً,, ولا يعرف شيئاً اسمه,, دكتور,, أو صيدلي,, أو مرض أو صيدلية أو دواء,, أو مختبر,, هكذا تتخيل,,!
** أما أن تتوقع أنه يتحدث عن بلد يعد بدون أدنى مبالغة,, من أفضل دول العالم في القطاع الصحي,, ويملك أفضل وأرقى وأطور الخدمات الصحية,, ويملك امكانيات طبية لا يملكها بعض الدول الكبار,, فهذا محال,, لأن المقال يوحي بغير ذلك,.
** كذلك عندما يتحدث احدهم عن المسؤولين في وزارة الصحة,, تتخيل من المقال,, أن المسئولين في وزارة الصحة,, نائمون كسالى,, لا علاقة لهم بالعمل,, ولا يقدمون اي شيء,, ولا يعرفون اي شيء يتعلق بالخدمات الصحية,, وأن المستشفيات مغلقة الابواب,, والمسؤولين في الوزارة,, غائبون,,!!
** ولا تتوقع أبداً,, ان المقال يساق عن قطاع يعمل المسئولون فيه ليل نهار,, ويتركون بيوتهم وأسرهم ويحترقون من أجل صحتي وصحتك,, وصحة كل مقيم على هذه الأرض.
** نحن نتفق معهم,, أنه قد تكون هناك أخطاء وسلبيات وأوجه قصور,, ولكن الحديث عنها لا يتم بهذا الشكل,, ولا بهذا الاسلوب.
** نعم للنقد,, ومسؤولو وزارة الصحة,, كلهم يرحبون به,, والذي لا يخطىء,, لا يعمل,, والذي لا يسمع الرأي الآخر لا ينجح,, ولكن,, ان يتحول النقد الى استهداف واستقصاء ويتجاوز الحدود,, ويفت من عضد كل مخلص,, ويطمر كل الايجابيات ويبرز السلبيات وينفخها ويحولها الى قضية القضايا,, فهذا,, هو المرفوض.
** نعم للنقد,, وكلنا نرحب بالنقد ولكن,, ليكن منطلقا من معلومة صحيحة,, ويساق بأسلوب سليم مقبول ومعقول.
** والشيء الذي يجب ان تشكر عليه وزارة الصحة - وإن كانت تشكر على أشياء كثيرة ، إلا أن هذا الشيء يهمنا - هو تفاعلها مع كل ما ينشر,, وتسلمها للرأي الآخر,, وبحثها ,, عن ماذا يقول العقلاء عنها.
** وزارة الصحة - للحقيقة والواقع - هي من أفضل الجهات تفاعلاً مع وسائل الاعلام,, ومع الصحف,, ومع الكتاب وأصحاب الرأي الآخر,.
** أين هؤلاء من بعض الجهات التي لم نر لها رداً واحداً ولا رأياً يوضح مسألة مبهمة أو محل اشكال؟!
** لست هنا مدافعا عن وزارة الصحة ولكن,, يؤلمني احيانا,, ذلك الهجوم الشرس على قطاعات وأجهزة الوزارة بدون مبرر,, أو ربما في قضية تافهة,, أو ربما مجرد كلام قاس جارح,, أو مبالغات لا داعي لها.
** بعضهم مع الاسف اذا ذهب الى أحد المستشفيات او المستوصفات ولم (يطاوعوه) على (تهشيم) النظام و(كسر) اللوائح واختراق الترتيبات ,, تحول قلمه الى سيف أو سكين,, والعتب كل العتب,, على رؤساء التحرير,, الذين يمنحون هؤلاء مساحة دون تدقيق أو تمحيص.
|
|
|