| القرية الالكترونية
في الاسبوع الماضي وجهت رسالة خاصة الى شركة الاتصالات وذكرت انني كغيري ننفخ في رماد ولقد تلقيت العديد من المكالمات التي تؤيد هذا المقال لكن الامر الذي لفت انتباهي من خلال هذه الردود هو طلب احد المتصلين اعطاء مثل على ان دول العالم تقوم بتخفيض التكاليف لتسعيرة الاتصال وكأنه يشك بما قلته ولعلي اذكر هنا دولتين احدهما ملاصقة لنا وهي دولة الامارات ففي الاسبوع الماضي اعلنت شركة اتصالات وهي المسئولة عن الاتصالات بدولة الامارات تخفيض تسعيرة الاتصال للهاتف الجوال بنسبة 22% وبلغت قيمة الاتصال في وقت الذروة 29 فلساً (30 هللة تقريبا) اما في الاوقات الاخرى فهي (21 فلسا) مقارنة ب 150 هللة وقت الذروة و120 هللة وقت التخفيض لدى شركة الاتصالات السعودية, اما المثال الثاني فهو ان الاتصال من بريطانيا الى امريكا وصل الى 3 سنتات تقريبا (11 هللة) مع ملاحظة ان هذه مكالمة دولية, هذه بعض الأمثلة استجابة للسائل وأترك الحكم لكم ايها القراء الكرام.
اما اليوم فحديثي لمدينة الملك عبدالعزيز فأقول وبالله التوفيق اما وقد يئس الجميع من استجابة شركة الاتصالات وبدت بوادر الفرج والنور من مدينة الملك عبدالعزيز رحمه الله حيث اعلنت المدينة الاسبوع الماضي انها قامت بتخفيض تكلفة التكلفة الى ما نسبته 45% من قيمة الاشتراك فمثلا بلغ سعر الخط بسرعة 512 الف بت 61740 ريال للشركات و49392 للجامعات كما ان المدينة قامت مشكورة بتطبيق هذا القرار بأثر رجعي وبدأ تطبيق القرار من 2/2/2000م وهي خطوة طيبة ومباركة من قبل مدينة الملك عبدالعزيز وتؤكد حرص المدينة على إدراكها لمسئوليتها امام اجيال المعلوماتية اما شركة الاتصالات فلم تحرك ساكنا وما زالت التسعيرة للدقيقة هي 7,5 هللة وسعر الخط المؤجر بسعة 64 بت حوالي 1625 ريال شهريا لكن هل نحلم بتخفيض من شركة الاتصالات في القريب العاجل؟
اعرف ان قرار المدينة بالتخفيض لم يأت من فراغ بل لإدراك هدف اسمى وهو المساهمة في الوعي المعلوماتي لدى المجتمع السعودي والذي إن شاء الله سوف يتحقق باذن الله تعالى، ولما كان الطمع من طبيعة النفوس البشرية اصلا فضلا اذا كان هذا الطمع يخدم المجتمع بأسره فلعلي اطرح فكرة لمعالي الدكتور صالح العذل رئيس مدينة الملك عبدالعزيز هذه الفكرة التي اعتقد انها سوف تضاف الى رصيده التاريخي الحافل بالعطاء لهذا البلد الغالي، الفكرة تتمثل في معاملة المؤسسات التعليمية معاملة الجامعات ولعلي اشرح هذا بنوع من التفصيل من المعلوم ان الجامعات تقوم بالربط مباشرة من المدينة دون اللجوء الى شركة مقدمة للخدمة وتقوم بدفع قيمة الخط المؤجر لشركة الاتصالات وتحصل على 25% تقريبا لكن بقية القطاعات الحكومية وكذلك القطاع الخاص لابد ان تدخل الانترنت عن طريق مقدم للخدمة, اما المقترح فهو ان يستثنى قطاع التعليم عامة وخاصة (وزارة المعارف، الرئاسة العامة لتعليم البنات، المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني) من النظام بحيث يتم ربط تلك القطاعات مباشرة من مدينة الملك عبدالعزيز، ولا شك ان هناك مبررات كثيرة لهذا المقترح اهمها:
- ان قطاع التعليم هو المصدر الاساسي للقوى البشرية التي سوف تساهم في تقدم بلدنا الغالي الى الامام او الخلف لا قدر الله وهذا الجيل يسمى بجيل المعلوماتية.
- التكلفة العالية التي سوف تقف حائلا امام ادخال الانترنت للمدارس والجامعات فمثلا اذا كان لدينا (25000 مدرسة) تقريبا وكل مدرسة تحتاج الى خط مؤجر بسعة 64 بت بتكلفة 5000 تقريبا شهريا بعد التخفيض أي 25000 x 5000 = 125000000 شهريا؟ أي 125000000 x 12 = 1500000000 ريال سنويا لا اعتقد ان وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات والمؤسسة العامة للتعليم الفني تستطيع توفير هذا المبلغ، اما عند استخدام الخط المباشر من المدينة فإن التكلفة سوف تكون قليلة اصلا بفضل من الله ثم بجهود المدينة ثم ان المدارس سوف ترتبط مباشرة بالوزارة عن طريق خط مؤجر للوزارة يدفع لشركة الاتصالات التي لا امل في ان تفكر في تقديم اي خدمة لهذا البلد الغالي الذي منحها حق الامتياز, اعرف ان الشركات المقدمة للخدمة لديها تحفظ على هذا المقترح فهو سوق طيب لكن اعتقد ان القطاع الخاص وبقية القطاعات الاخرى كافية لاستثمارات مقدمي الخدمة والقاعدة تقول (المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة).
واخيراً ,, شكرا لمدينة الملك عبدالعزيز على هذه الخطوة الجبارة وتحية اخرى لمعالي الدكتور صالح العذل ورسالة ثالثة خاصة لمعالي الدكتور بأن يتبنى هذا الموضوع شخصيا ليضيف الى رصيده التاريخي شيئا يحقق طموح الشباب ويساهم في نقلهم الى عصر المعلوماتية حيث الأمان الوظيفي في ظل العولمة التجارية والاقتصادية والثقافية.
* جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
|
|