| مقـالات
من المسلمات والبديهيات بل ومن الحقائق المعروفة ديناً وعرفاً وواقعاً أن النساء شقائق الرجال,, ونصف المجتمع,, والمرأة هي الأم والزوجة والبنت والأخت وعلى هذا فهي مصدر السعادة والاستقرار ومصدر الحنان والعطف والرعاية والعناية وبناء الأسرة,, وقد أوصى بها نبي الأمة خيراً ونزلت في برها الآيات البينات والأحاديث الناصعة كما أنصفها الإسلام ورفع شأنها ومكانتها في كل شيء وقد قال الله تعالى في محكم تنزيله (ولهن مثل الذي عليهن) وقال نبي الأمة عليه الصلاة والسلام (النساء شقائق الرجال),, والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة,, ومن هذا المنطلق الواضح والسبيل المستقيم الذي لا لبس فيه ولا غموض ولا التواء اتجهت حكومتنا السنية الرشيدة ايدها الله بكل ما تملك من إمكانات وسبل على توفير العيش الكريم والحياة الحرة الشريفة للمرأة في بلادنا وأهمها توفير سبل ووسائل العلم والتعليم والعمل في حدود طاقة المرأة ومستوى مداركها وهي قدرة اثبتت المرأة في بلادنا أنها تملك فيها المكانة المرموقة والقدر المعلى والنجاح الباهر يحوطها في ذلك حصانة دينية ومكانة اجتماعية وفطرة سليمة ووعي مستنير ضربت فيه العمق بالنضوج والادراك, ومن هنا وبعد ذلك كله نتساءل بكل صراحة ووضوح إلى متى ووظائف المرأة المحدودة يضطلع بها الرجل يزاحمها ويناكبها فيها؟
لماذا لا يترك لنصف المجتمع على الاقل وظائف رئاسة تعليم البنات وتوابعها ونعني بها ما يتعلق بشؤون البنات إدارة وتدريسا واشرافا وهي وظائف بالآلاف يستحوذ عليها الرجال في جهاز الرئاسة ووكالاتها وإدارات التعليم والمندوبيات والمكاتب التابعة لها,, لماذا نبخل على نصف سكان المملكة ونعني بها المرأة بهذه الوظائف المحدودة والتي لا تعدو ان تكون نقطة في بحر الوظائف التي يستحوذ عليها شقيقها الآخر رغم وجود آلاف العاطلات المؤهلات القديرات,, إن هذا الموضوع لا يحتاج إلى شرح وتطويل وفلسفة بقدر ما يكون بحاجة إلى كلمة انصاف تقال وتترجم الى تنفيذ بعيدا عن اللف والدوران والتأويلات المثبطة,.
إن بلادنا ولله الحمد من قبل ومن بعد محروسة بالأمن والأمان بعناية الرحمن وبناتنا كن ولا زلن عنصراً ناضجا متدينا مثاليا فلا تحرموهن من حقهن المباح وذلك بتخطيط وتأمين مستقبلهن التعليمي والمعيشي بأنفسهن وفق طموحهن ومداركهن ونحن نتابع ونبارك ونساند ونشجع, إنها كلمة حق ورأي نابع من القلب ودافعه الاخلاص كما لا يفوتني ان أقول بأن ذلك لا يتنافى ولا يتعارض مع بقاء رجل كفء قدير صاحب شمائل خلقية سامية مثل سماحة الرئيس العام الحالي في مركزه تحت مسمى موجه عام او مرشد عام مع استثناء الوظائف الثانوية التي لا تتناسب مع المرأة وبقاء موظفيها من الرجال كما هو الحال في اقسام الصيانة والحركة والحراسة,, كما انني آمل بأن يكون احلال المرأة بالتدريج ولكن بعزيمة وإقدام,, وما ذكرته عن رئاسة البنات وهي الجهاز الحيوي والرائد في كثافة الوظائف التي يجب ان تكون من اولويات خصوصيات المرأة وحقوقها فهناك الكثير من الوظائف الهامة في وزارة الشؤون الاجتماعية والدور والمراكز التابعة لها ووزارة الصحة والجامعات والمستشفيات والمستوصفات الاهلية الأقسام النسوية يتم التعاقد بها من عناصر نسائية من الخارج بالآلاف بينما المتخرجات لدينا هن الاولى والأحق بذلك فهل إلى تقويم وتحقيق ذلك من سبيل؟ هذا ما نتطلع إليه,, وما ذلك على الله بعزيز.
|
|
|
|
|