| شرفات
لو استطعت ان ابكي
من الخوف في بيت منعزل,.
لفعلت من أجل صوتك البرتقالي
الحزين,.
ولأجل شعرك الذي يرتفع
صارخا,,,
هكذا رثا بابلو نيرودا، الشاعر التشيلي الكبير، شاعر الحرية والعدالة لوركا .
بينما خاطبه شاعر اسبانيا فيسنته الكسندري، قائلا:
يا صديقي الطيب اراني كل هذا المساء احس نبض حياتك، احس الازهار الطالعة من فمك
وفي الواقع كان الشاعر الاسباني فيد ريكو غارثيا لوركا يتمنى ان يموت في البيت قرب النافذة المفتوحة او قرب نبع الدموع
ولكنه قتل على ايدي العسكر الفاشيين عام 1936، كونه كان رمزا من رموز ادب المقاومة الاسبانية في وجه سلطة العسكر الظالمين.
وقد جسد في اشعاره ومسرحياته كل معاني الحرية والعدل، ووقف شامخا يعارض القمع والظلم اللذين كانا يمارسهما العسكر آنذاك عشية اندلاع الحرب الاهلية في اسبانيا.
وعلى الرغم من الفترة القصيرة التي عاشها هذا الشاعر الا ان حياته كانت غنية بالابداع الادبي، واصبحت اعماله تستقطب بعد قتله جيل الشباب من الادباء الاسبان، وامتد هذا التأثير الى الادب العربي، فتناوله كثير من الشعراء والباحثين العرب، وأهمهم: ادونيس، ومحمود درويش وصلاح عبدالصبور وعبدالوهاب البياتي وغيرهم,.
لقد تأثر لوركا بالثقافة العربية، لم يكن ذلك وليد المصادفة بل جاء نتاجا طبيعيا لعلاقته القوية بمدينة غرناطة، والتي لاتزال تشكل جزءا من الحضارة العربية الاندلسية العريقة في معالمها واستمرت لعدة قرون.
واكثر ما تجلى هذا التأثير بوضوح في قصائد كثيرة كتبها الشاعر وشكلت الثقافة العربية فيها جزءا من اهم معارفه.
كل هذه الاهتمامات جعلت لوركا شخصية مرهفة وحساسة وذات بعد انساني وطموح الى ابعد الحدود.
الا ان لوركا كان الى جانب ذلك قلقا بشأن مستقبل بلاده فتبنى شعر المقاومة وواجه العسكر الفاشيين بأدبه الذي هاجسه الحرية والعدل.
وعندئذ صوبوا بنادقهم تجاه قلب الفتى الانيق كما اسماه الشاعر الكبير بابلو نيرود ظنا منهم بأن قتله يخمد انفاس قلمه المتمرد ويكتم صوته الذي غنى للحرية طويلا وناشد العدل,.
ولكن هيهات فقد نهض لوركا بعد قتله ماردا بروحه التي سكنت اشعاره الخالدة لتبقى مشعلا يضيء ليل اسبانيا الطويل.
فقد التفت الاجيال القادمة حول اعمال لوركا الرائعة بوصفه يشكل احدى الشخصيات المأساوية في تاريخ الشعر العالمي.
ومن الجوانب المجهولة في شخصية لوركا انه كان الى جانب اهتماماته الادبية المتعددة مغرقا الى حد الجنون بكل انواع الفنون وقبل كتابته الشعر كان عازفا ماهرا على آلة البيانو وموسيقيا بارعا وقد كتب اول مقطوعة موسيقية وهي مازالت محفوظة في مدينة مدريد.
|
|
|
|
|