أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th May,2000العدد:10095الطبعةالاولـيالجمعة 15 ,صفر 1421

محليــات

لما هو آت
عدم العصمة
المجتمع المسلم يقوم على مجموعة متآلفة من القيم,.
وهذا ليس بالقول المبتكر,.
هو حقيقة ,, ولكن الحقائق تحتاج في كثير إلى من يُذكِّر بها,, حين تعترضها جائحة من البشر، والبشر تعترضه النواقص,.
ذلك لأنه لم يجبل على الكمال,,.
من هنا فهو خطّاء,,.
وفي هذا الشأن يكون تحت مظلة الإسلام,, وقيمه قابلاً للتوجيه، حتى لو هو كان في موضع التوجيه,.
والأسوة في هذا الأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم,, حين نزلت سورة (عَبَسَ وتولّى),, وآيات عفا الله عنكم ,,, و لم أذنت,, ,, وأفئن مات أو قُتل انقلبتم,, صدق خير من هو قائل,.
والأسوة في هذا الأمر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم,, وها هو عمر الشديد القوي ذو الثقة رضي الله عنه يقول: أصابت امرأة,, وأخطأ عمر ,.
منظومة من العلاقات التي يقوم عليها المجتمع الأول الذي هو أنموذج لاستمرارية هذه العلاقات وهذه الروابط,.
ضمن أسس هي قواعد لا يتنصل منها واعٍ بدينه، وبطبيعة بشريته، وبشأن روابط العلاقات ,,.
والناس أسَفاً تنسى في معيِّة الحياة وغرورها هذه الأسس التي لو روعيت لَمَثُلَ المجتمع المسلم في صور أبهى وأجمل مما هو عليه,.
إذ,,.
يتصرف الكبير كأنه معصوم: فالأب يرفض أن يبدو مخطئاً أمام أبنائه، والإداري يداري أخطاءه عن موظفيه، والمشرف يقع الأفراد تحت إشرافه تحت مغبة أخطائه,,,، والموجّه يذهب الناس ضحية قراراته,,,، ورجل الحسبة يتعرض الآخرون إلى حماسه وعجلة مواقفه، وكل من يكون في موقعٍ لا يرى من خلال إغراءات موقعه أخطاءه,.
ينسى بشريته، ينسى عجزه وقصوره، ينسى عدم كماله,.
من هنا فُقِدَت القدوة في المجتمع المسلم,.
من هنا فُقِدَت ضوابط التعامل بين الأفراد,,.
من هنا مرق الجاهل على العالم,,، والفارغ على ذي الوزن,,, وتعالت الجعجعة وتناثر الطحين,.
ومناط ذلك أن منظومة الأخلاق تلك التي تكوِّن قواعد السلوك ، تلك التي تُشَكِّل روابط العلاقات ، تلك التي تُفضي لأنماط العطاء ، وتصل إلى كيفية الأداء بين الحلقات التي تربط المجتمع أفراداً، بأداء، بنتائج,, تحتاج إلى أن تنهل من جديد من معين رسول الله صلى الله عليه وسلم,, وفق ما خَلَّقه به ووجهه إليه تعالى من أُسس الأخلاق,,.
ذلك يدعو إلى أن تذوب همهمات الصغار المغموطين في أعمالهم وهم لا يجرأون على الدخول إلى رؤسائهم كي يفصحوا عما يؤلمهم,.
وإلى أن تُفتح الأبواب في البيوت عن الأبناء أو العكس كي يلتقي أفراد الأسرة الواحدة في اجتماع ود وثقة دون أن يغلق كلٌّ على نفسه باباً وهو يتذمر من الآخر، وإلى أن يمشي المرء في الشارع العام وهو على ثقة من أن يداً لن تعترضه بسوءِ ظنٍ لسلوكٍ لم يكن ليقصده، وإن قصده فيوجَّه إليه بالحسنى,,.
وإلى أن يأخذ الجاهلُ من العالم في وعيٍّ ورضا وثقة، وإلى أن يتقبل كلٌ من الآخر مهما تفاوتت مواقعهم وأدوارهم,,, تُفتح الصدور والأبواب,,, وتَحسُن الألفاظ والأفعال، وتنقى النتائج الخلفية، فلا يتوقع موظف ما أن يتدنّى تقرير أدائه لأن ثمة مواجهة تمت بينه وبين رئيسه، ولا يتوقع طالبٌ أنه لن يجتاز في دراسته لأن ثمة حاجزاً بينه وبين أستاذه، وأن لا يثق مجتهد في نتائج عمله لأن من يتولاه لا يُقدر جهده، أو هو على تنافس معه,,,، وأن,,, وأن,,.
فالمجتمع المسلم الذي لا ينشأ ومن ثمَّ لا يقوم على منظومة قيم الأخلاق في تربيته الأساس تنشأ فيه وتنتشر صغائرٌ هي محصلة عدم كمالية البشر,,, هذه التي تحتاج إلى أن يعيها كل إنسان مهما تفاوتت مواقعه فوق الأرض,.
و,, كلُّ ابن آدم وإن طالت منيَّتُه
يوماً على آلة حدباء محمولُ ,,.
د,خيرية ابراهيم السقاف

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved