| محليــات
افتتح الدكتور محمود السمرة، نائب رئيس مجمع اللغة العربية الأردني امس فعاليات الموسم الثقافي الثامن عشر بمحاضرة للدكتور علي بن محمد التويجري عن تعليم اللغة العربية في مرحلة التعليم العام في دول الخليج العربي مع دراسة لواقع تعليمها في المملكة العربية السعودي .
وقد بين الدكتور السمرة ان العربية في الوقت الحاضر تواجه قضايا ومشكلات، بعضها يخص العربية من حيث هي لغة نامية ومتطورة، والكثير منها يخص سياسات لغوية مفروضة بشكل او بآخر، لا علاقة للعربية بها من حيث هي لغة.
واننا مدعوون لدراسة تعليم اللغة العربية وتقويم وسائل تعليمها لتظل للعربية سيادتها في اوطانها، فهي سبيلنا الوحيد لاستيعاب العلوم العصرية لاقامة نهضة شاملة ومشاركة مبدعة في بناء الحضارة الحديثة.
ثم تحدث الدكتور التويجري عن واقع تعليم اللغة العربية في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي الاخرى، وبدأ ببيان ان حياة اللغة صنو لحياة ابنائها، فلغة كل امة هي لسانها الناطق بواقعها والمعبر عن تاريخها وتراثها،فاللغة هي التي تحفظ نتائج مفكري الامة وقادة الرأي فيها على مر العصور, وتكمن عزة الامم في عزة لغتها وكم من لغة سادت ثم اندثرت عندما اهملها اهلها ولم يعتنوا بها وكم من لغة امتدت بامتداد نفوذ اهلها.
واللغة العربية كرمها الله سبحانه وتعالى وجعلها لغة القرآن الكريم الذي تولي سبحانه وتعالى حفظه انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون والعمل في مجال اللغة العربية هو شرف كبير لمن يقوم به.
ثم ذكر المحاضر انه قد قسم دراسته الى قسمين رئيسيين يدور الاول منهما حول جهود مكتب التربية العربية لدول الخليج في مجال تعليم اللغة العربية وبخاصة ما قام به في اعداد خطة مقترحة لتطوير مناهج اللغة العربية.
وتناول القسم الثاني واقع تعليم اللغة العربية في المملكة العربية السعودية من حيث المناهج والخطط الدراسية والاهداف والمفردات التي يشتمل عليها المنهج اضافة الى المعلم وطرائق التدريس والوسائل التعليمية وغير ذلك من العناصر التي تشكل الموقف التعليمي, وقد جاء اهتمام مكتب التربية العربية لدول الخليج بتطوير تدريس اللغة العربية في مراحل التعليم العام انطلاقا من كونها المفتاح لمغاليق المعرفة ويتوقف على تعلمها واتقان مهاراتها تمكن الطلاب من المواد الدراسية الاخرى التي هي في حاجة لمهارات القراءة والكتابة والتعبير بل والتفكير المنظم المبدع.
ثم تحدث المحاضر عن مستقبل تعليم العربية في السعودية حيث تتوالى الجهود لتطوير تعليم اللغة العربية بكافة مراحل التعليم العام بالمملكة العربية السعودية وتطوير طرائق تدريسها في اطار مشروع التطوير الشامل للمناهج الدراسية الذي تقوم على تنفيذه وزارة المعارف مؤكدا على ان تطوير المناهج يهدف الى احداث نقلة نوعية في التعليم وتوفير وسيلة فعالة لتحقيق اهداف سياسية التعليم بالمملكة على نحو تكاملي يضمن للتعليم انطلاقة اكبر بمناهج اكثر تطورا واكثر فاعلية في تحقيق هذا الطموح وذلك عن طريق ايجاد تفاعل واع مع التطورات التقنية المعاصرة وبخاصة التفجر المعرفي والثورة المعلوماتية والاستفادة من التجارب الدولية المعاصرة في تطوير المناهج ضمن اطار سياسة التعليم وغاياتها وبما يتوافق مع واقعنا وتطلعاتنا وتحقيق ملائمة اكبر بين مخرجات العملية التعليمية في المرحلة الثانوية وما تتطلبه الدراسة الجامعية من جهة ما تتطلبه احتياجات سوق العمل من جهة اخرى وتنمية المهارات الادائية بالتركيز على التعلم من خلال العمل والممارسة الفعلية للانشطة وتنمية مهارات التعلم الذاتي وتشجيع التعلم مدى الحياة وايجاد توازن بين الجوانب النظرية والجوانب العملية في المنهج,وفي ضوء هذه الاهداف فقد تم اعداد وثيقة منهج اللغة العربية لجميع المراحل التعليمية وهي الآن قيد المراجعة والتحكيم حيث سيتم وفقا لها تطوير الكتب الدراسية والانشطة وطرائق التدريس وغير ذلك مما تستلزمه عمليات التطوير.
ومن مظاهر الاهتام بتطوير العربية وتنميتها نجد التركيز واضحا على تعليم اللغة العربية في المرحلة الابتدائية بالمدارس الحكومية من غير ان تزاحمها لغة اجنبية اخرى حتى ان الدراسات التي تمت في هذا المجال والآراء المطروحة التي تتبنى فكرة تعليم اللغة الاجنبية بالمرحلة الابتدائية تؤكد على ارجاء تدريس هذه اللغة الى ما بعد الصف الثالث الابتدائي حتى لا تؤثر سلبيا على اتقان اللة العربية كتابة وحديثا وتعبيرا واستقامة لسان، وكذلك تكثيف الاهتمام بوجود اللغة العربية عبر البرامج الاعلامية المختلفة في الصحافة والاذاعة والتلفاز حتى ان المتابع لدور وسائل الاعلام يجد هذا الدور لا يتوقف في المملكة العربية السعودية عند حد تبني القضايا المتصلة بتعليم اللغة العربية وطرحها للنقاش بل ان البرامج الثقافية تخصص للثقافة اللغوية مساحة واضحة تستثير الفكر وتشجع على البحث عن المعلومات والقراءة الحرة المفيدة حيث توجد كثير من البرامج في الاذاعة والتلفزيون تهدف الى تحقيق ذلك.
وفي نهاية محاضرته تقدم الدكتور التويجري ببعض التوصيات لتحسين واقع تعليم اللغة العربية في الوطن العربي ، فدعا الى:
تفعيل توحيد مناهج اللغة العربية وتطويرها والعناية ببرامج اعداد معلميها وتدريبهم ورفع كفايتهم
اعتبار جهود مكتب التربية العربي لدول الخليج في اعداد المنهج الشامل الموحد في اللغة العربية وما سبقه من جهود قام به مرجعا اساسيا في مجال تطوير المناهج وفي اعداد الكتب الدراسية في فروع اللغة العربية وتعميم ذلك على سائر دول الوطن العربي للاستفادة منه لخدمة اللغة العربية لغة الامة الخالدة.
العناية بتطوير الخطط الدراسية في المراحل الدراسية المختلفة وزيادة نصيب اللغة العربية في هذه الخطط.
الاهتمام بطرائق تدريس اللغة العربية المستخدمة في الصفوف الاولى من المرحلة الابتدائية لما تمثله هذه السنوات من قاعدة اساسية في تمليك التلاميذ مهارات اللغة وتحبيبهم اليها.
تنسيق مفردات المناهج بحيث تتدرج في اكساب التلاميذ المهارات وفق مراحلهم العمرية والدراسية.
اجراء دراسة مستفيضة لواقع تدريس اللغات الاجنبية بمدارس التعليم الاهلي الخاص وتأثيرها على تعليم اللغة العربية في هذه المدارس.
استثمار القنوات الفضائية والتقنيات الحديثة في بث برامج يستفيد منها المعلمون والمتعلمون في مجال اللغة العربية والتمسك بها.
|
|
|
|
|