أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th May,2000العدد:10095الطبعةالاولـيالجمعة 15 ,صفر 1421

محليــات

رأي الجزيرة
ما الجدوى من استمرار المفاوضات مع إسرائيل؟
أول أمس وأمس تلاحقت بوتيرة متسارعة العراقيل الإسرائيلية لمفاوضات السلام مع الفلسطينيين بهدف واضح هو إحباطها أو إفراغها من كل محتوى موضوعي يبرر استمرار الفلسطينيين فيها.
فأول أمس اتخذ الكنيست الإسرائيلي قرارا مبدئيا يقضي بعدم التخلي عن القدس الشرقية المحتلة للفلسطينيين، وعدم قبول عودة اللاجئين الفلسطينيين سواء كانوا من لاجئي نكبة 1948م، أو من لاجئي نكسة 1967م!
ومن أجل الالتفاف على كل القرارات الدولية التي اعتبرت أي إجراء إسرائيلي لتهويد القدس المحتلة باطلا، كما اعتبرت قرار ضمها عام 1981م إلى الكيان الإسرائيلي كأنه لم يكن، قررت إسرائيل أمس وبموجب خطة جديدة منح أحياء فلسطينية في القدس الشرقية حكما ذاتيا بلديا ضمن وضع المدينة كجزء من إسرائيل وكعاصمة أبدية موحدة لها!
ومع اعترافها إسرائيل بعدم إحراز تقدم يذكر في مفاوضات استكهولم السرية التي تهدف للتوصل إلى اتفاق بشأن الوضع النهائي للفلسطينيين، هدد الجنرال شلومو أورين قائد الفرقة العسكرية الإسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية المحتلة بقصف مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله بسلاح الجو ما لم يعمل عرفات على وقف الاحتجاجات الفلسطينية التي اجتاحت فلسطين 48 والأراضي المحتلة في الضفة والقطاع في ذكرى النكبة!!
والهدف من التهديد الخطير جدا والذي يفضح البعد العميق للفهم الإسرائيلي لحجم وسيادة الدولة الفلسطينية المنتظر إعلانها، شهر سبتمبر القادم، الهدف هو إسكات كل صوت فلسطيني يعلو بالاحتجاج على العراقيل المدروسة التي تبتدعها إسرائيل لإفشال المفاوضات، وإحباط عملية السلام برمتها والإبقاء على أوضاع الاحتلال الحالية على حالها!
وهذه الحقائق تفرض على المراقب سؤالا واحدا هو: ما جدوى الاستمرار في المفاوضات مع إسرائيل بعد أن تكاملت أبعاد الرؤية السياسية والقانونية والأخلاقية لاستراتيجيتها القائمة على عقيدة توراتية / صهيونية تجعل كل إسرائيل - اعتبارا من رجل الشارع العادي وانتهاء بصناع القرارات السياسية والعسكرية - مقتنعة بأن الأراضي الفلسطينية كلها هي أرض الميعاد الموعودة لإقامة إسرائيل الكبرى بقوة السلاح؟!
وسؤال آخر : أليس من الوارد في تفكيرنا العربي أن نوقف التفاوض مع إسرائيل وأن نوقف هرولة التطبيع ، وأن نعمد إلى بناء قوتنا العسكرية بما تحقق التوازن الاستراتيجي بيننا وبين إسرائيل ونحن نملك المال، كما نملك من الثروات التي يحتاجها صناع الأسلحة ما يمكننا بها أن نمتلك ما نطلبه منها حتى ترى إسرائيل أنها لن تفلت من نفس النتائج المدمرة التي تهددنا بها الآن من أي حرب قد تنشب بيننا في الحاضر أو في المستقبل!
وجهة نظرنا هي أن استمرار المفاوضات مع إسرائيل في ضوء مواقفها الراهنة من القضايا الجوهرية للمفاوضات وأهمها قضية القدس وقضية عودة اللاجئين، لا معنى له، لأنه لا جدوى منها!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved