| أفاق اسلامية
* * جوهانسبيرج تقرير خاص ب الجزيرة
يقوم المسلمون في دولة جنوب افريقيا بجهود كبيرة في نشر الدين الاسلامي، وتعليم ابنائهم في مختلف مدن وقرى الدولة العلوم الاسلامية، وحثهم على التمسك بتعاليم الدين الاسلامي وفق ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد انتشرت الدعوة الاسلامية عبر الجمعيات الاسلامية الخيرية المحلية، وهي كثيرة، ومن اقدمها حركة الدعوة الاسلامية التي اسسها الشيخ احمد ديدات ، كما ان من اشهرها لجنة مسلمي افريقيا ، واسهمت تلك الجمعيات في نشر الدعوة الاسلامية عن طريق تعيين بعض المدرسين المحليين وائمة المراكز والمدارس الاسلامية الصغيرة، وتوزيع المنشورات الاسلامية، والاهتمام بالمسلمين الجدد بحسب القائمين عليها.
ووفق تقرير صدر حديثاً عن واقع الدعوة الاسلامية ومدى انتشارها في دولة جنوب افريقيا، فان معظم من يدير تلك الجمعيات والمؤسسات الاسلامية رجال اعمال، واطباء ممن عندهم حماس اسلامي دون المام او معرفة شرعية، وهم في حاجة الى من يوجههم، ويخطط لهم بأولويات العمل الاسلامي في البلاد.
وابان التقرير ان للمراكز التعليمية الاسلامية الاهلية دورا كبيرا في نشر الدين الاسلامي وتعليم ابناء المسلمين تعاليم الشريعة الاسلامية السمحة فهي دور تعليمية داخلية تتكون من مسجد وفصول دراسية وسكن الطلاب وبعضها بها سكن للمدرسين ايضاً، وهذه الدور ليست على نمط المدارس الاسلامية المعروفة، بل هي دور لتحفيظ القرآن الكريم، وتدريس العلوم الاسلامية باللغتين الاوردية والانجليزية في ست سنوات، وان طريقة التعليم في هذه الدور تابعة لنظام التعليم في الهند وخاصة عند المسلمين الهنود، والمناهج معظمها مستوردة من الهند.
كما ان معظم المدرسين في تلك الدور من الهنود، ويدعمها المسلمون الهنود الاغنياء، وعدد هذه الدور في جنوب افريقيا يبلغ ستة دور هي:
اولاً: دار العلوم نيوكاسل في مدينة نيو كاسل وتبعد عن العاصمة جوهانسبيرج 350 كيلو متر شرقاً، وهي اقدم هذه الدور واحسنها تأسيساً، واقواها منهجاً، تأسست في عام 1973م.
ثانياً:دار العلوم ازدفيل في العاصمة جوهانسبيرج تأسست في عام 1982م ومديرها هو الشيخ عبدالحميد اسحاق متخرج من جامعة ديوبندي في الهند.
ثالثاً:دار العلوم زكريا في جوهانسبيرج تأسست في عام 1981م بأمر من الشيخ محمد زكريا المعروف وذلك عندما زار جنوب افريقيا حث اتباعه على ان يؤسسوا دارا للعلوم تهتم بالمسلمين عموماً تعليماً وتوجيهاً وبالهنود خاصة باحياء دور اللغة الاوردية، ومديرها الشيخ شبير سالوجي متخرج من جامعة العلوم الاسلامية في باكستان.
رابعاً: دار العلوم في دربان تأسست في عام 1983م، مديرها محمد نسيم اشرف .
خامساً: دار العلوم في اسبيغوبيج في دربان تأسست في عام 1988م على يد الشيخ ابراهيم صالح جي متخرج من جامعة ديوبندي بالهند.
سادساً: الجامعة المحمودية في جوهانسبيرج قرب المطار الدولي تأسست في عام 1990م على يد الشيخ اسماعيل رحيم متخرج من جامعة ديوبندي في الهند.
وذكر التقرير ان المسلمين في جنوب افريقيا عندما رأوا ان الانظمة في التعليم الحكومي العام لا يتفق مع مبادىء الشريعة الاسلامية ولا تسمح لهم بممارسة حقوقهم الدينية في اوقات الدراسة من اداء الصلاة وارتداء الحجاب فضلاً عن الانحلال الخلقي فيها عند ذلك فكروا في انشاء مدارس نظامية عصرية خاصة لهم يديرونها بأنفسهم تحت اشراف وزارة التعليم بالدولة، فتم انشاء مالا يقل عن 100 مدرسة عصرية للمسلمين فقط، ويدرس فيها الطلاب شيئاً عن الدين الاسلامي بجانب العلوم العصرية برسوم مالية.
وتعد هذه المدارس رافداًمن روافد نشر الدعوة الاسلامية في جنوب افريقيا، وفي اقليم كيبتاون توجد فيه مدارس اسلامية صغيرة تدرس باللغة العربية، ويسعون لايجاد علاقة ثقافية وتعليمية مع العالم العربي، واقامة مدارس اسلامية لهم على النمط العربي، كما يسعون للحصول على منح دراسية لابنائهم بالجامعات الاسلامية في البلاد العربية، لانهم يعدون فقراء بالنظر الى المسلمين الهنود الاغنياء الذين يسعون لتعزيز علاقاتهم التعليمية والثقافية مع المؤسسات التعليمية في الهند، كما يوجد في كيبتاون كلية اسلامية تسمى اكاوسا .
واستعرض التقرير في سياق تفاصيله كيف وصل الاسلام الى جنوب افريقيا، حيث حدث ذلك في القرن السابع عشر الميلادي عندما نفى الهولنديون بعض المسلمين من جزر اندونيسيا الى جنوب افريقيا عام 1652م، واستقر المسلمون في اقليم كيب تاون ثم تتابعت هجرات المسلمين الاندونيسيين والماليزيين الى جنوب افريقيا تبعاً للاستعمار الهولندي الذي كان يستعمر بلادهم وبلاد جنوب افريقيا عام 1830م، واستقروا في دربان وبهذا تكونت في جنوب افريقيا جالية اسلامية لها مساجدها ومدارسها، ويتركزون الآن في المناطق الساحلية خصوصاً في مدن كيب تاون و دربان و ليسوا ، و جوهانسبيرج و بريتوريا ولهم وجود في كل المناطق، ويوجد من الافارقة مسلمين، ولكنهم ليسوا بكثرة، الا انهم يدخلون في الاسلام بسهولة، كما ان للمسلمين وزنا اقتصاديا جيدا، خاصة الهنود، لكن ليس لهم وزن سياسي منظم رغم وجود وزراء مسلمين في الحكومة.
واشار التقرير الى ان الدعوة الاسلامية المعاصرة في جنوب افريقيا تعد حديثة عهد لاسباب منها ان النظام العنصري السابق كان يتعامل بالتفرقة العنصرية منذ قرون مضت، ولم يكن للعالم الاسلامي علاقة مع هذا النظام، وقد ادى ذلك الى ذوبان الاقلية المسلمة في وسط الزحام المسيحي المنظم وحرمانهم من تكوين اتصال مع العالم الاسلامي تعليماً أو تجارة، كذلك لم يكن هناك من الدعاة والعلماء في جنوب افريقيا قديماً، لنشر الدعوة الاسلامية للسبب المذكور آنفاً الا القليل، ومع ذلك فان المسلمين في جنوب افريقيا قد بذلوا جهوداً طيبة للحفاظ على الاقلية المسلمة، فأسسوا المراكز الدور التعليمية والدعوية، واقاموا المؤسسات الخيرية.
وخلص التقرير الى القول: ان الدعوة الاسلامية في جنوب افريقيا في مهدها الاول في طريقها الى التحسن والتقدم، والمسلمون في جنوب افريقيا يبذلون جهداً بهذا الشأن، وليست هناك عقبات في طريق الدعوة من قبل السلطات الجنوب افريقية، بل يُسمح للمسلمين بممارسة مناشطهم الاسلامية من بناء المساجد والمدارس الاسلامية والقاء المحاضرات والخطب، وعقد الندوات والملتقيات الدعوية.
واضاف التقرير ان المطلوب هو ايفاد دعاة مؤهلين، وفتح مكاتب دعوية تشرف على العمل الدعوي، حتى يتم استخراج اقامات عمل لهم، لان الحصول على الاقامة بطريقة فردية دون ان تكون هناك جهة كفالة مسجلة رسمياً امر صعب.
ويبلغ عدد سكان جنوب افريقيا التي تقع في اقصى الجزء الجنوبي من القارة الافريقية حسب الاحصاءات الاخيرة خمساً واربعين مليون نسمة، ويشكل المسلمون ما نسبته 2% واغلب السكان من السود ثم البيض ثم الهنود، وتقدر مساحتها ب 1,223,201 كيلو متر مربع ، وتحدها شمالاً كل من ناميبيا وبوتسوانا وزمبابوي وموزمبيق وسوزلاند، ويحدها المحيط الهندي شرقاً، والمحيط الاطلسي غرباً.
|
|
|
|
|