| الاقتصادية
شهد الاسبوعان الأخيران حدثين اقتصاديين هامين، احدهما خليجي يتمثل في الاجتماع التاسع والعشرين للجنة محافظي البنوك المركزية الخليجية، والثاني حدث اوربي يتمثل في اندماج اكبر سوقين ماليين في اوروبا، سوق الاوراق المالية البريطانية والبورصة الالمانية.
وباستقراء هذين الحدثين يتضح للمراقب انه على الرغم من ان محافظي البنوك المركزية الخليجية قد اجتمعوا للمرة التاسعة والعشرين، إلا ان موضوع العملة الخليجية الموحدة، مازال على جدول اجتماعاتهم، وحسب ما صرح به مصدر مسؤول فإنه لايزال خاضعا للنقاش بين الدول الست الاعضاء، ولم يسفر الاجتماع عن اتفاق حوله، او اتفاق على برنامج زمني لاندماج البنوك المركزية او على الاقل تأسيس بنك مركزي خليجي يتولى رسم السياسات النقدية الخليجية، او تصور ولو اوليا لدمج أسواق المال الخليجية في سوق مالية واحدة.
هذا مع العلم انه سبق للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليج ان قرر في اجتماعات سابقة كان آخرها اجتماع الرياض في شهر نوفمبر من العام الماضي تطوير أسواق الاسهم والسندات الخليجية لتأثيرها الإيجابي على توطين المدخرات الوطنية وجذب الاستثمارات الأجنبية وزيادة فعالية أدوات السياسة النقدية وصولا الى قيام سوق مالية خليجية مشتركة، مما يعني ان القرار السياسي على أعلى مستوى خليجي قد تم اتخاذه وكان المفترض بعد تسعة وعشرين اجتماعا ان تكون البنوك المركزية الخليجية قد انتهت من وضع آليات لتنفيذه.
وفي ذات الوقت، نفهم من الحدث الأوربي انه على الرغم من ان بريطانيا شذت عن الانضمام الى العملة الموحدة EURO، رغم انها عضو في الاتحاد الأوروبي، وبدلا من أن تصب المانيا وبقية دول أوروبا غضبها على بريطانيا بسبب انشقاقها ذاك، رأينا كيف توحدت أكبر سوقين ماليتين في اوروبا، سوق الأوراق المالية البريطانية والبورصة الالمانية لتصبح ثاني أكبر سوق مالية في العالم بعد نيويورك بحجم تبادلات يبلغ حوالي 6 ترليونات دولار ويعلن المتحدث باسمها:
(نحن نعلن الاندماج وقيام سوق الأوراق المالية الأكبر في اوروبا والثانية في العالم، لأن ذلك ببساطة هو رغبة عملائنا , انهم يريدون المتاجرة بالأسهم على اساس القطاع وليس الدولة .
إن المرء ليتساءل,.
إذا كان ذاك هو شأن (رغبة العملاء) في أوروبا،فما هو شأن رغبة (قادة دول الخليج) ومن ورائهم شعب الخليج لدى محافظي البنوك المركزية الخليجية ,,, ؟
ليس لدي أدنى شك في حرص محافظي البنوك المركزية الخليجية على تفعيل المسيرة الخليجية وإنجاحها ، ولعلهم بالعمل الدؤوب نحو الهدف الواضح يتجاوزون كافة العقبات التي حالت دون تحقيق القرار السياسي لقادة مجلس التعاون الخليجي.
|
|
|
|
|