أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 18th May,2000العدد:10094الطبعةالاولـيالخميس 14 ,صفر 1421

مدارات شعبية

ترنيمات من الحياة
أجمل مافي الشعر أن تقرأ قصيدة تشد انتباهك، لقوة معناها وجزالة ألفاظها، وروعة صياغتها بالشكل الذي ينبغي أن تكون عليه القصيدة، بالإضافة إلى أنه يخيل إليك صدق شاعرها أو شاعرتها,, في تلك الأجواء الجميلة التي تعيشها مع تلك القصيدة تتخيل معها أيضاً بشخصية كاتبها وكأنه ملاك طائر على أرض الواقع وتستمر تلك الأجواء بداخلك إلى أن ترمي بك كرة الصدفة بمرمى الواقع الذي لاتتمناه يوماً لتكتشف بنفسك دون أن يخبرك أحد أن ذلك الملاك الذي رسمته بمخيلتك قد حطم ما كنت تنسج له من خيوط خيالك,, في هذه الحالة لايسعنا إلا أن نبتسهم وننسحب بهدوء لنترك ذلك المسكين لينسج له الآخرون خيوطاً خيالية بلون باهت، ننسحب وكلنا أسف على الذي لم يحافظ على تلك الغاية التي لا تدرك وهي رضا الله ثم رضا الناس,, فقط,, لأنه مريض بداء العظمة ,, والذي ساهمت قصيدة الحلم في تشخيص حالته وإعلان استعدادها لعلاجه في عيادتها الخاصة وعلى حسابها الخاص,, لذلك أيتها الحلم اقرئي واستمتعي بقراءتها فقط,, عيشي معانيها انسجي أحلامك فقط معها وليس عليها دون أن تتخيلي لحظة,, أشباحا على هيئة ملاك!
تكبر القصيدة يوماً بعد يوم,, أراها أمامي أشاركها لحظات نموها البطيء بدون ملل,, ولكنها تقسو على كثيراً وتكبل قلبها بسلاسل من حديد يعجز العاقل الحكيم عن فكها، معتقدة بذلك أنه من مصلحتي بأن أشعر بتلك القسوة وأن أتعلم لحظات الفراق والحرمان، ومما يزيد الطين بلة، أنها أجبرتني على أن أتلعم النسيان متجاهلة تماماً بأني صاحبة قلب مليء بالحب وأنه لا يمكن أبداً أن أقسو على أحد مهما كان، وإذا أردت النسيان فلا بد أن أنسى أو أتناسى على الأقل الجروح والأيام الخاوية السوداء التي تخيم علي أحياناً أو بالأصح المواقف التي لا محل لها من الإعراب وليس أن أنسى الحلم الجميل الذي بداخله شريط من الذكريات الجميلة,, أفليس هذا عدلاً أيتها القصيدة المشاكسة!؟
تحظى القصائد النسائية بإقبال شديد من قبل القراء وكذلك صحافتنا الغراء، ولكن ليس للإشادة بها أحياناً، بل لتشتيت شملها والطعن بها ووضع علامات الاستفهام أمامها، وأن أول علامة إستفهام هي,, من يكتب لهذه الشاعرة؟؟ فيبدؤون بالتحري وكأننا ننتظر الحكم على جريمة لا ترتكب، وبعدها ينتهي بنا المطاف في هذه القضية بإصدار الحكم على تلك الشاعرة بالإعدام الإبداعي مدى الحياة,, وأن الإبداع فقط للرجل,, وأنا إحدى اللاتي تعرضن لترهات المزيفين الذين إعتقدوا بادعاءاتهم أنهم نجحوا في تحطيم ما بداخلي من عطاء,, ذلك العطاء الذي كانت قصيدة الحلم هي الدافع الوحيد لامتداده حتى الآن، وستظل إن شاء الله كذلك لي مدافعة حتى إن لم تتحقق,.
قرقعة لرشيد الدهام:


الصمت يكفي ويشفي صدر راعيه
لاصار كل الحكي ماله معاني
والقلب ماعاد تعنيه المشاريه
والعين ماعاد تغريها الأماني
والخاطر العمس من يقدر يسليه
الناس,, ولا الشعر , والأغاني

الغادة

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved