* لامطر بدون سحاب,, وهطول مطر البطولات والكؤوس هذا الموسم على الزعيم من كل شكل ولون,, له اسبابه ومقوماته,, فلم يأت بضربة حظ أو بهدنة عابرة,, اربع بطولات ولا أغلى,, اربع كؤوس ولا أحلى,, هي حصاد مجموعة متكاملة من العوامل والظروف والمقومات الادارية والفنية والمادية والجماهيرية,,
وهي في نتاجها النهائي دروس عملية مجانية لكل من يرنو للمجد ومن يهوى عناق البطولات,, فهناك الفكر الاداري المتميز المستنير الذي يقوده رئيس الهلال الذهبي الامير بندر بن محمد وهناك فريق اعضاء الشرف الذين ضربوا اروع المثل في العطاء ويأتي في مقدمتهم الامير الوليد بن طلال والامير سلطان بن محمد بن سعود الكبير والامير خالد بن طلال والامير تركي بن سلطان وغيرهم كثر ممن لايرغب ذكر اسمه,, وهناك باقة النجوم المبدعين سامي الجابر، نواف التمياط، احمد الدوخي، يوسف الثنيان,, والعملاق محمد الدعيع الذي حافظ على شباكه نظيفة في مسابقة كأس ولي العهد مسجلاً رقماً قياسياً جديداً (360) دقيقة، وجنرال الوسط الخفي الجندي المجهول خميس العويران الى جانب النجوم الصاعدين الواعدين ويأتي في مقدمتهم محمد الشلهوب وعمر الغامدي,, الى جانب النجوم المحترفين جاسم الهويدي وسيرجيو,, وهذه الكوكبة المتميزة من المواهب والنجوم وفناني الكرة تملك كل ادوات التفوق والكسب اذا وفر لها الجو الصحي المناسب,, وهناك المدرب القدير جداً يوردانيسكو مدرب الموسم بلا جدال,, وهناك الجماهير الهلالية الي تعرف كيف تجعل فريقها يعزف لحن البطولات الخالد, وأخيراً هناك صحافة رياضية هلالية تقوم بدورها المؤثر في ابعاد سفينة الزعيم عن مرافىء الفشل اذا ماضربته رياح الظروف العاتية,.
رباعية الزعيم
تلك هي منظومة الابداع والتفوق التي صنعت هذا الموسم رباعية الزعيم,, رباعية المجد,, هي ذاتها بكل تفاصيلها التي صنعت ثلاثية الاتحاد الذهبية الفريدة,, (النجوم,, العناصر الاجنبية المؤثرة المدرب الحصيق,, الادارة اعضاء الشرف الفاعلون وهو هنا الفريق اسعد عبدالكريم,, والصحافة الاتحادية,, والجماهير الاتحادية),, وتكررت بنسبة اقل في موسم رباعية القرن,, العام المنصرم,, وهذا دليل آخر على ان مطر البطولات والكؤوس لايهطل من فراغ,, ولايسقط بالتمني,,
حكاية الرئيس الذهبي
وبالعودة لقصيدة الابداع الهلالية الموغلة في الفن والتي صنعت منظومة رباعية الذهب (عيار هلال مامثله احد),, نقف اعجاباً امام ادارة الهلال ورجلها الاول الامير بندر بن محمد ونعود بالذاكرة الى بدايات هذا الموسم,, وكيف تعرض سموه لحملة اعلامية مركزة,, ابتعاد سموه عن الفريق وتفرغه للاجازة وعدم اهتمامه,, والموسم على الابواب,, ولاتوجد ادارة,, ولا اخبار عن الصفقات الجديدة لدعم الفريق في مشاركاته الخارجية,, الى غير ذلك من سهام النقد التي كانت توجه للامير بندر,, وكان رده البليغ على تلك السهام عودته من الاجازة بصفقة جاسم الهويدي هداف الكويت والخليج والعالم رغم كل الدلائل التي كانت تشير الى ذهابه لنادي النصر,, فهدأت العاصفة قليلاً.
تحدثوا عن تمرد النجوم ودلع الادارة لهم وعدم حزمها فكان يتعامل مع كل حالة على حدة معتمداً على ذكائه الحاد وخبرته الحياتية الثرية,, فظل ممسكاً بالعصا من الوسط,, رافعاً شعار (لا ضرر ولاضرار),, فالعقاب عند الامير بندر,, لايعني القسوة المطلقة ولايعني التفريط بمكتسبات الفريق ليردد البعض الرجل القوي !!,, كان سياسياً حكيماً,, سياسياً بارعاً يملك اسلوباً خاصاً في التعامل مع مزاجية بعض النجوم,.
مدرب المدربين
كان نجاح الامير بندر في عقد صفقة جاسم الهويدي,, دافعاً آخر للبحث عن المزيد مما يضع الفريق على الطريق الصحيح,, فلا يحيد عن طريق البطولات أبداً,, والتفت الامير بندر الى معضلة شائكة تؤرق ليل الهلاليين,, المدرب,, وهداه بحثه الدؤوب مدفوعاً بدعم اعضاء الشرف الفاعلين الى المدرب الروماني الشهير يوردانيسكو,, ورغم مقدم عقده الضخم الا ان الاصرار على التعاقد معه رجّح في النهاية وبات يشرف على الازرق واحد من افضل عشرة مدربين في العالم,, وبالفعل,, كان يوردانيسكو ضالة الهلال المنشودة,, فهو صائد بطولات من الطراز الرفيع ولأعضاء شرف الهلال كل الحق في المطالبة باستمراره الموسم القادم,.
هاجس الدفاع
نجاح الأمير بندر في صفقة الهويدي ويوردانيسكو دفعه للبحث عن المزيد من الصفقات الناجحة والمؤثرة,, على الصعيد المحلي,, كان الهلال بحاجة ماسة لتدعيم خط الظهر في ظل تراجع مستوى ليتانا الرهيب وكان احمد خليل صخرة دفاع الاتفاق هو الهدف المنشود ورغم المصاعب والعقبات نجح الرئيس الذهبي الامير بندر بن محمد في ابرام صفقة احمد خليل,,واثبتت الايام بعد ذلك النجاح الكبير لهذه الصفقة,, حسبنا الاشارة الى بقاء ليتانا اسيراً لدكة الاحتياط منذ التحاق احمد خليل,, فتخلص دفاع الازرق من ابرز مشاكله وان بقيت مشكلة الظهير الايسر املاً يراود كل محبي الازرق رغم اجتهادات محمد لطف الكبيرة والمخلصة,.
صفقة الموسم
والنجاح يجلب النجاح,, ورغم تألق حسن العتيبي في حماية العرين الازرق,, ورغم الاطمئنان على مستقبل الحراسة الهلالية الا ان تدعيم الفريق بحارس القرن الاسيوي العملاق محمد الدعيع يعد هدفاً استراتيجيا له ابعاده ومراميه فضلاً عن حرمان الآخرين من الاستفادة من امكاناته الهائلة, ورغم الثمن الباهظ لصفقة الدعيع الا ان الهلال جند كل اماناته المادية لإتمامها وقد كان,, واثبتت الايام ان الهلاليين كانوا علىحق,, فقد ساهم الدعيع بفعالية كبيرة في حصول الزعيم على كأس المؤسس وكأس آسيا وكأس ولي العهد,.
سيرجيو أو صقر شاهين
كانت شمس النجاح الذهبية التي ملأت حياة وفكر الامير بندر بن محمد خلال هذه الصفقات تشعل في اعماقه الرغبة الجامحة في تحقيق المزيد,, فالهلال بحاجة ايضاً الى هداف,, رغم وجود الجابر والهويدي قبل الاصابة والجمعان,, واهتدى تفكير الامير بندر الى الخطير البرازيلي سيرجيو وبذل سموه جهوداً جبارة لإتمام صفقته رغم الازمة المادية الطاحنة التي عصفت بالفريق عقب صفقة الدعيع,, ونجح,, وظهرت ثمار هذه الصفقة سريعاً رغم كل ما أثير حولها من شكوك,, فقد نضج سيرجيو ولم يعد مهاجماً مثيراً للشغب او المشاكل بل هدافاً فريداً كصقر شاهين ينقض على فريسته في سرعة الومضة,, ورأينا سيرجيو في مباريات الدوري القليلة التي شارك بها,, ورأيناه بوضوح اكثر في كأس آسيا وكأس ولي العهد,, ولعل هذا النجاح المتواصل للامير بندر بن محمد في مجال تدعيم صفوف الازرق بالصفقات المحلية والاجنبية وفي مجال ادارته شؤون الفريق بعيداً عن رياح الازمات والمشاكل التي يثيرها بعض النجوم من حين لآخر تحت اعذار مختلفة,, سر ابتسامته الدائمة في جميع المباريات,, والمواقف,, فقد كان يشعر بارتياح نفسي عميق بانه ادى دوره كما يجب,, وربما اكثر,, كان واثقاً ان العمل المخلص والجهد الدؤوب والمثابرة والتخطيط السليم والنيّة الصافية (النيّة مطيّة) والتضحية بحب,, لابد ان تثمر في النهاية عن البطولات والألقاب,, فهي في النهاية نتاج طبيعي لكل هذه المقومات,, وقد كان,, فهطل مطر البطولات على الزعيم في موسم ليس كغيره من المواسم,.
وللحديث بقية.
|
