أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 18th May,2000العدد:10094الطبعةالاولـيالخميس 14 ,صفر 1421

شعر

عبدالعزيز مازال حيّاً في القلوب مصوناً
*شعر: عبدالله بن محمد بن خميس
من نوادر الشَّيخ ابن خميس، وكل نوادره جواهر أنَّه لا يذكر أنه قَصَدَ في المرحوم الملك عبدالعزيز إلَّا ذاتَ مرةٍ حين تَخَرُّجِهِ في دار التوحيد، ومن سوائر الجواهر أنه قد كان رثاه في زمن وفاته بقصيدة أطول وأسمق وأعمق من الأولى، ولكنها قَصيدةٌ شرودٌ ما لَبثت أن هَرَبت من ذاكرة شاعرنا عملاق الجزيرة، وتَصَرَّمَت أيأمُ نصف قرن كامل حتى لقد زعموا أن ليس بعد هذا الدهر بنات ولا عيال، وإذا بهذه القصيدة/ أميرة الشوارد تعودُ وتنبعث من سويداء القلب وتخترق الوديان كلها لتكتب نفسها من جديد، وتقول:
يا ألله، يا ألله: عبدالعزيز مازال حياً، وما زال يبعث فينا الذكر والذكرى، كيلا ننسى، كيلا ننسى.
***
وقد جاءت هذه القصيدة بمناسبة وفاة جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود، معبرة عما يختلج في النفوس من أسىً ولوعة على الفقيد الراحل العظيم.
(عبدالله نور)


لا غَرو أن تلقى أخاكَ حزينَا
فاليوم حتماً يكثُر الباكونَا
اليوم تَستَمري الدُّمُوع وإنَّها
أدنى سبيل للعزا يأسُونَا
فاجهَش بدمعكَ ما استطعت وَهَاتِهِ
حرَّانَ يَلتَذِعُ اَلَخدُودَ سَخِينَا
ليسَ العيونُ وإن غَلونَ مكانةً
بأعزَّ من مُهجِ القُلوبِ يَقينَا
لِلهّ أفَئَدةٌ تَذُوبُ وَأَنفُسٌ
ثَكلى على مُرِّ الُمصابِ طُوينَا
صُعِقَت بِهولٍ لَو يُصابُ بمِثلِهِ
رضوَى لأمسَى في التُّرابِ دفينَا
لولا اليقينُ بِأَنَّ كُلّاً راحلٌ
وإلى سَبِيلٍ واحدٍ يَغدونَا
والمصطفى لِلنَّاسِ أكبرُ قُدوةٍ
يُهدَى بها الماضونَ والباقُونَا
لَأَبَى الأُلى عَرَفَوا الحياةَ سعيدةً
لم تمتزج بالحادثاتِ سِنيِنَا
أن يَشهَدوا عَبَدالعزيزَ وَقَد قضى
وَلأقسموا ألَّا يَموتَ يقينَا
هَل مِثلُهُ بعد الخلافَةِ قَد أَتى
أو مثلَهُ هَل قَد رَأى الرَّاؤونَا
إِن كَانَ في شَرعِ الطبيعة فَلتَةٌ
تَأتي بأمرٍ لَم يَكُن مَظنُونَا
فَهُوَ الذي أعيا الزَمانَ قرينهُ
وبمثله كان الزمان ضنينَا
لَو كَانَ حَيٌّ قَد بكى حَيَّا لَهُ
خَوفَ المماتِ لأكثروا التأبينَا
مَن قَبل أن يَعلُو المناكبَ نَعشُهُ
ولَأَسبلُوا الدَّمَع الهُتَونَ سَخِينَا
سَل عَنهُ أرجاءَ الجزيرة إذ أتى
وَقَّدِ احتذت شَرعَ الضَّراغِمِ دِينَا
فِي كُلِّ صِقعٍ مِن حِماهاَ نَاعقٌ
وَلُكُلِّ نَهجٍ قَادةٌ يَدعُونَا
فِي حَيرةٍ حَاقَت بها وَضَرَاعَةٍ
أَودت بمجدِ رجالِها الماضوُنَا
فأرادَ أَن تَحيَا حياةً حُرَّةً
يَشدو بِخِالدِ مَجدِها الشُّادُونَا
وانصاعَ يَبعَثُها بِعزمٍ ثابتٍ
مَعَ قِلَّةِ الأنصَارِ والأَهلِينَا
فَتَأَمَّنت أرجَاؤُها وتَفَجَّرت
باليُمنِ من ماءِ الحياة عُيونَا
وسَرى بها نُورُ الحضَارَةِ واغتَدَت
تَبني وَتُنشِىء قُوةً وَفُنُونَا
مَن ذَا يظُنُّ بأَنَّها في فَترةٍ
لَماَّ يُجاوِزُ عَدُّها الخَمسينَا
تَغدُو بِأبهى حُلًّةٍ عُرفَت بِها
أُمَمٌ سَرى فيها الرُّقيُّ قُرُونَا
آثارُهُ كالشَّمس في رَأدِ الضُّحى
فَبأَيِّها يَتحدَّثُ الرَّاؤونَا
واللّهِ لَو كَانَ الفداءُ شَريعةً
لَفَدَتهُ أَرواحٌ لنا وَبَنُونَا
لكن قَدِ اختارَ الإلهُ لِقاءَهُ
كيما يُلاقي الصَّفوةَ الماضينَا
في مَقعدٍ لا تَعتَريهِ حَوادِثٌ
كَلاَّ ، ولا يخشى ذووه مَنُونَا
َولِئِن مضى بِيَد القَضاء فَإنَّهُ
مَازالَ حَيَّا في القُلوبِ مَصُونَا
ما دام أَبقَى صُورَةً مِن شَخَصِهِ
عَدلاً تُسَرُّ بِهِ البلاُد وَدِينَا
في مَاجدٍ عَرَفَ الأنامُ به الحِجَا
مُنذُ أصطفاهُ لَنَا الفَقِيدُ أَمِينَا
رَزَقَ الإلَهُ بِهِ الجزيرةَ غِبطةً
وحباهُ نَصراً خالداً ومُبيناَ

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved