1) أنين الوحدة:
عالج الباب بالمفتاح الذي بيده فلم ينفتح، أخذ يجرب المفاتيح التي معه حتى انفتح الباب، دخل استقبله الغبار الذي يغطي أركان الشقة,,!
انزل الأكياس التي كان يحملها على أقرب مقعد بجانبه,.
تطاير الغبار, أخذ يعطس، وزع نظراته على محتويات الشقة التي تسبح بعالم الفوضى، وعدم التنظيم، كرسي ملقى على الأرض، بقايا أطعمة متناثرة، كأس نصف ممتلئة، ملابس ملقاة!
تأوه,, قائلا: ما أتعس العزوبية، متى يتجمع عندي المال، وآتي بزوجة تنظمني وترتب منزلي وتقوم على راحتي وتوفر لي سبل الراحة.
تمدد على الأريكة، يئن من تعب وارهاق يوم كامل، فغالبه النعاس وراح بسبات عميق!!
2) الخادمة :
ما ان انتهت من كنس وترتيب غرف المنزل حتى اتجهت إلى المطبخ، وجدت الحوض مليئاً بالأطباق,, وكل محتويات المطبخ قد تغيرت عن أماكنها التي وضعتها فيها, اعتصرها الألم وهي تلقي نظرة على الوضع الذي آل إليه المطبخ خلال دقائق من تركها له!
عادت لتنظيف الصحون وهي تشعر ببرودة الجو، وبرودة الماء وهي تتحسس يديها التي تكلحت وتشققت من مواد التنظيف وهي طوال اليوم مغموسة فيه, سمعت صوتا يناديها: يا تواتي,, يا تواتي تعالي نظفي السجادة التي انسكب عليها العصير!
حاضر ماما.
يا تواتي هيا غيري لسمر!
حاضر ماما.
يا تواتي اعملي رضاعة لعمر!
حاضر ماما.
جلست على بلاط المطبخ لتناول طعام العشاء وقبل أن تضع اللقمة في فمها، أتاها الصوت مناديا: يا تواتي,, أين الشاي,, لماذا تأخر؟
يا تواتي,, هيا ارفعي أطباق العشاء!؟
وبعد تعب وارهاق دون ان تنال الراحة طوال ساعات اليوم, ألقت بجسدها المنهك,, الواحدة مساء، والتحمت بفراشها ووسادتها, الصوت يرتفع ويرتفع يا تواتي ألا تسمعين؟
أف,, إذا وضعت رأسها ما تسمع,,، أوه ما ينفع معها إلا شدها مع شعرها حتى تسمع!!
3) حلم :
لم يضمه الليل بأجنحته، جلس متأبطاً السهر وقد اكتحل بالسهاد، تمدد يتأمل النجوم وقد تناثرت الصحف والمجلات ودواوين الشعر حوله, يستجدي الاوزان بأن تصبح له طوعا بعد ان تمردت عليه ليصوغ أبياتا شعرية، ترصد ملامح من خفق لها القلب,,، بعد أن فشلت كل الأساليب وضاقت الطرق وصعب الوصول إليها, عل هذه القصيدة تجدي بما فشل به غيرها!, صف كلماته وقطعها واطمأن بأنها اكتملت وجسدت افكاره ورغبته وطواها ثم بعثها لها ليلتحف برداء الشوق، على أمل الرد ليطفىء لهفته بمعرفة ردها (ربما يلين قلبها وتتعلق به ويحقق حلمه).
جلس أياما وهو يصطلي على نار الانتظار والترقب وأتاه الرد، قرأ الرسالة,, تسمر,, وكأن هناك يدا امتدت لتصفعه ولكنها لم تكن إلا كلمات ألقته بين الذهول والألم والحسرة,.
قالت له: (لم يزدني نفورا منك إلا هذه,, التي اسميتها قصيدة).
4) إجازة :
لاحت الشمس بالأفق، نشرت الدفء والضياء، تسللت خيوطها دون استئذان عبر النافذة, نهضت (ضحى) أخذت تدعك عينيها ليفر ما بقي من أثر النوم, حدقت بالساعة فإذا هي الثامنة صباحا.
ابتسمت,, اوه,, نسيت ان اليوم إجازة!!
ما لبثت حتى دست نفسها بفراشها، وتلفعت برداء النوم العميق!!
|