أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 18th May,2000العدد:10094الطبعةالاولـيالخميس 14 ,صفر 1421

الثقافية

أحاديث وأحداث
عبد العزيز مشري ,.
الفارس الذي ألقى القلم بعد كفاح طويل ,.
عبد الكريم الجهيمان
كان وفد من أدباء الرياض قد توجه إلى جدة استجابة لدعوة كريمة من سعادة الأستاذ الكريم عبد المقصود خوجة لإقامة احتفال في منتدى الإثنينية العريق وذلك على شرف كاتب هذه السطور ,,.
وتوجه هذا الوفد مكوناً من أربعة أدباء هم الإخوة / محمد بن عبدالرزاق القشعمي وعبدالله محمد حسين وناصر الحميدي وكاتب هذه السطور .
وكان قائد هذا الوفد أبو يعرب القشعمي الذي كان دقيقاً وحازماً في رسم الخطط وتنفيذها في مواعيدها ,
وقد استقبل الوفد في جدة استقبالاً حافلاً من أدبائها وشعرائها ومفكريها ، وكان لهذا الوفد خمسة أهداف ، الأول : احتفال الإثنينية ، زيارة معالي الدكتور محمد عبده يماني ، الثالث زيارة الأديب الجليل الشيخ / عبدالله العبدالجبار ، الرابع زيارة الكاتب المبدع / عبد العزيز مشري وأخيراً زيارة الفنان الأصيل غازي علي ,,
وقد تحققت جميع هذه الأهداف على خير مايرام ,, كما تحقق غيرها من لقاءات لاتقل عنها أهمية مثل لقاء الأساتذة / محمد سعيد طيب وعابد خزندار ،ماعدا هدف واحد هو زيارة المشري الذي صادف أنه نزيل المستشفى وأردنا زيارته في المستشفى ,.
ولكنهم قالوا: إن زيارته ممنوعة لأنه في العناية المركزة ,.
وكنا نعاود كل يوم محاولة الزيارة فيكون الجواب هو المنع ,, وليس أمامنا إلا الصبر الجميل الذي لا محيد عنه ,, وفي يوم السبت الموافق 2/2/1421ه فوجئنا بخبر المأساة ، وهو انتقال الصديق عبدالعزيز المشري من الدار الفانية إلى الدار الباقية وهذا مصير كل حي وليس أمامنا إلا الرضا بقضاء الله وقدره ، فربنا الذي أعطى وربنا الذي أخذ,.
وقد خلف لنا الفقيد ثروة من الإبداعات في مؤلفاته القصصية ومقالاته الأدبية التي سوف تخلد ذكراه ,, وتكون مثالاً للمواطن الصالح الذي يعطي أكثر مما يأخذ ,, ويكافح على عدة جبهات ,, منها جبهات الأمراض التي تكالبت عليه من كل جانب ومع ذلك لم يستسلم ,, وكافح بالقلم في سبيل نشر الوعي والأدب فكان كالشمعة التي تضيء ما حولها ولكنها تحترق ,.
وهكذا بقى عبدالعزيز مشري طيلة أيامه الأخيرة يضيء ويحترق متناسياً كل شيء إلا الهداف الذي رسمه لنفسه ,, وانتهى وقود الشمعة ,, وذهبت روح المشري إلى بارئها الذي نرجو أن تلقى في جواره ثواب المكافحين الصابرين الشاكرين ,, والحمدالله ربّ العالمين , ولا أنسى أن أذكّر أصدقاء المشري ومحبيه بأن عليهم واجباًبأن يطبعوا ما بقي من كتبه مخطوطاً وأن يعيدوا طباعة مانفد منها ,, ويكون ريعها لورثته الذين لم يخلف لهم درهما ولا دينارا ,.
والله الموفق والهادي إلى صراطه المستقيم .

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved