أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 18th May,2000العدد:10094الطبعةالاولـيالخميس 14 ,صفر 1421

الفنيــة

وكان الرحيل
عشر سنين كأنها ومض البارق اللماح
هل يمكن أن يكون قد مضى عام,, حقاً؟
ما أسرع خطى الأيام والليالي! انها تمر بسرعة كأنها مواكب عجلى كأنها غيوم ممطرة تخرج من مآقينا وأحداقنا وأعماقنا, ومع ذلك لا تزال إيقاعات الأحداث تطرق أسماعنا وأعماقنا حية نابضة تدوي فينا وكأن ما حدث حدث بالأمس وليس قبل أعوام, رحل عنا موسيقار الأجيال ومع ذلك لا يزال يعيش معنا ويعايشنا ويصاحبنا ويماسي آماسنا بصوته بموسيقاه بآثاره التي لم تمت ولا يمكن أن تموت ذلك الموت الذي هو نسيان وفناء, كيف يموت إنسان عشنا نافرين مستنفرين حول آثاره نسترجع أيامنا وليالينا وإيقاعات أنغامه؟ بل عشنا نسترجع أحداث زماننا على ألحانه لكأن كل حدث نغم وكل واقعة لحن جاءت من بعده أرتال من الموسيقيين والمغنين ولكنه كان دائما هو المميز المتميز,, لم يتزحزح عن القمة الموسيقية منذ ثلاثة اجيال وكان كل جيل يسلمه أمانة إلى الجيل الذي يليه, تلك هي الذروة وذلك هو الخلود الفني الذي يتحدث الفناء الذي هو النسيان.
ليست مكتبات أشرطتنا الصوتية والمرئية وحدها هي التي تحويه وتضمه ولكنها تلك الخزائن من الذكريات تربط أحداثنا اليومية به.
رحل عنا ذلك الشيء الجميل الرائع من أيامنا وليالينا الماضية ولكنه لم يرحل عن الذاكرة فالرحيل عن الذاكرة هو الرحيل الحقيقي والبقاء فيها هو الحياة لإنسان اختفى وجهه فقط وبقى صوته وبقيت آثاره, انبثق وجود عبدالوهاب بأمير الشعراء أحمد شوقي يرحمه الله رحل أحمد شوقي وبقي عبدالوهاب يذكر به من (يا جارة الوادي إلى جبل التوباد حياك الحيا), وجاء من بعد شوقي الأخطل الصغير وجاء بعدهما أمير آخر للشعر غير متوج ولكنه جاء متأخرا,, غير أنه جاء وكان مجيئه مدوياً وعندما رحل أمير الطرب كان رحيله في أغنية أسألك الرحيلا وعزف الناس عن سماع أغنية الرحيلا لأن الرحيلا كانت إيذانا مباغتاً بالرحيل, نحن نسمع الأغنية ممتعضين مرغمين متشائمين, ولكنها الصدفة التي تجىء من غير ميعاد فلا نتهيأ لها ولكنها أمر واقع لا يمكن أن نتخلص منه.
مالك ناصر درار

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved