| المجتمـع
* تحقيق:: عبيد العتيبي
النظرة إلى الحياة وأمورها المتعددة بنظرة أمل وتفاؤل مطلب ديني قبل أن يكون مطلبا إجتماعيا يساهم في عيشة هانئة وسعيدة ولكن هناك من يخالف الدين والواقع بنظراته التشاؤمية وتطيره من جراء أي خطر أو حركة يرى بها مخالفة للمعتاد,, عن التفاؤل والتشاؤم كانت هذه الآراء لعدد من الأشخاص ممن استضافتهم الجزيرة من خلال الأسطر التالية:
بداية أشار فضيلة الشيخ يوسف بن حمد السويدان امام وخطيب جامع النمر ووكيل ثانوية أبي تمام بحي اليمامة إلى أن التشاؤم هو التطير ويعني التشاؤم الشيء بما يقع من المرئيات أو المسموعات في قلوب أهل الشرك والعقائد الضعيفة، الذين لا يجعلون توكلهم على الله، حيث يصدهم عن مقاصدهم وقد نفاه الشرع وأبطله وقال: وهو نوع من أنواع الشرك النافي لكمال التوحيد بقوله صلى الله عليه وسلم الطيرة شرك، الطيرة شرك الحديث, ولم لا يكون التطير (التشائم) حراماً وهو يصور لصاحبه الخير شراً والحق باطلاً وربما رفع بصاحبه إلى فعل المكروه أو الاحجام عن فعل المحبوب وهو أولاً وآخراً لا ينجي من القدر، وليس بمقدور صاحبه أن يكتشف الغيب المستور ولذا رفضه بعض عقلاء الجاهلية وقال شاعرهم:
الزجر والطير والكهان كلهم مضللون ودون الغيب أقفال |
أقسام التشاؤم وعلاجه
كما عدد الشيخ السويدان أقساما من التشاؤم منها:
يتشاءمون بالأيام أو الأشهر كيوم الأربعاء وشهر صفر وشوال.
ويتشاءمون بالحيوانات والأشخاص وكذلك بالأرقام مثل رقم (13) عند النصارى وخاصة في المستشفيات النصرانية وربما حذفته شركات الطيران في ترقيم المقاعد، ورقم (10) عند الروافض لبغضهم للعشرة المبشرين بالجنة.
ويتشاءمون بالألوان وصوت الغراب وأيضاً بالضحك الكثير.
أما عن العلاج الشرعي للتشاؤم فقال السويدان أولاً: التوكل على الله والعلم بأن كل شيء يسير بقضاء الله وقدره قال تعالى إن كل شيء خلقناه بقدر الآية, ثانياً: ومما يعين على دفع التطير (التشاؤم) بإذن الله أن يدفع ما يجده في نفسه من تطير, ثالثاً: الاستخارة المشروعة يدفع الله بها وينفع.
رابعاً: الدعاء والانتقال من المكان الذي يظن أنه مشؤوم وذلك لإبطال الوهم والشؤم, واستطرد الشيخ السويدان قائلاً: يبقى بعد ذلك علاج عملي لدفع الطيرة والتشاؤم ألا وهو الفأل الحسن وهو الكلمة الطيبة والحسنة ويقول فضيلة الشيخ محمد بن محمد العثيمين فالكلمة الطيبة تعجبه صلى عليه وسلم لما فيها من إدخال السرور على النفس, وهذا مما يشجع الانسان لأنها لا تؤثر عليه بل تزيده طمأنينة وإقداماً وإقبالاً.
مفهوم خاطئ
ويرى عبدالله بن حمد الحماد أن على الانسان أن يعلم ويوقن بقدرة الله سبحانه وتعالى فهو الذي يدفع الضرر ويجلب النفع وقال: وقد حث ديننا الحنيف على الفأل ونهى عن التشاؤم، وأنه لمن المؤسف حقاً مانراه على البعض من الناس هداهم الله التشاؤم من أي أمر عارض يحدث للشخص وهو ضد ما يريد أما إذا كان وفق هواه وخاطره فيتفاءل وهذا لا شك يخالف كمال التوحيد وعلى المسلم أن يحذر ويبتعد عن التشاؤم بأشكاله وأنواعه لأنه يصيب النفس بنوع من الإحباط واليأس في هذه الحياة.
لا,, للاستسلام
ويضيف بندر بن عبدالرحمن الحميد أن الأصل في الانسان التفاؤل خاصة إذا أدى ماهو مطلوب منه وواجب عليه في أمور دينه ودنياه وأردف فقال: ونتيجة للتشاؤم ينتج الإحباط النفسي والانشغال بأتفه الأمور أضف إلى ذلك أن الانسان متى ما حاول أن يقدم خدمة للآخرين حسب استطاعته أحس بنتيجة التفاؤل وتقديم الأفضل, ونستطيع أن نعرف الانسان المتفائل والمتشائم من خلال طريقة تعامله مع الناس والابستامة الدائمة والمرسومة على محياه، وأعتبر أن الشخص المتشائم إنسان ضعيف يستسلم أمام أي ظرف أو عقبة تواجهه وهذا غير صحيح وغير مقبول.
التفاؤل والتشاؤم لدى الطلاب
أما المعلم فيصل بن عبدالله الفالح المرشد الطلابي بمتوسطة بشر بن البراء فقال: أن التفاؤل أمر محمود في الحياة ويتضح أثر ذلك من خلال نظرة الشخص للحياة وتعامله مع الآخرين وعادة ما يكون المتفائل شخصا محبوبا ويشهد به الجميع ويستشار رأن حديثه يبعث الأمل، أما النظرة العكسية وهي التشاؤم فهو أمر مذموم ومنهي عنه في الشرع حيث قال عليه الصلاة والسلام لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولاصفر ويعجبني الفأل الحديث وهي نظرة عابسة للحياة ويشعر دائماً بالإحباط وسوء الظن بالآخرين وعدم الثقة بالنفس وبالآخرين,ومن خلال طبيعة عمله وملاحظته المستمرة للطلاب فيقول الفالح أن الطالب المتفائل يكون واثقا من نفسه وذو عطاء متجدد إضافة إلى المثالية والتعامل الرائع مع المدرسين وزملائه وبالتالي يقدم أفضل النتائج في حياته العلمية والعملية وعكسه الطالب المتشائم والخامل الذي من بداية العام الدراسي وهو ينتظر شبح الاختبارات وهذا مما يسبب له الإخفاق في المواد الدراسية، ناهيك عن تصرفاته الغير سوية مع أساتذته وزملائه الطلاب وربما يتطور به الأمر فيصاب ببعض الأمراض النفسية كالرهاب الاجتماعي والانطوائية والقلق.
ويواصل الفالح حديثه قائلاً: وأما علاج التشاؤم فيبدأ بتوثيق الصلة بالله والاعتماد عليه والإيمان بقضائه وقدره، ويأتي بعد ذلك محاولة التداخل الاجتماعي والتعايش مع الناس وخاصة الأخيار والصالحين وأصحاب الاتزان العقلي والخلقي تحت راية المحبة وحسن الظن وبالتالي يتخلص من مجالس البطالة الذين ينظرون للناس في كثير من الأحيان بسوء نية ويعلقون ما يحصل معهم على الأسباب.
|
|
|
|
|